هل أدركت الغفران الكامل لخطاياك؟

[abraam]

عبرانيين ١٠: ١ – ١٨

كان الناموس مع وصاياه وإمكانياته رمزاً للمقبل الذي فيه، لا يبقى الله منفصلاً عنا وراء حجاب. بل يسكن معنا ظاهراً. بيد أن هذا التنازل العجيب من قبل الله، الذي أعطى البشر امتياز الشركة الحقة مع الله، ما كان ليتم بقرابين العهد القديم. لأن هذه ما كانت إلا رمزاً إلى قربان المسيح الكامل. وكان ينبغي أن هذه القرابين تتكرر باستمرار. لأنها من جهة الضمير لا تستطيع أن تكمل الذين يتقدمون بها ولا تدخلهم إلى قدس الأقداس بل تتركهم في بعد عن الله. فاضطرابهم ازداد، واشتياقهم إلى مصالحة كاملة التهب ولم تكن لكل ذبائح العالم في أعياده أي نتيجة كاملة.
لذلك هيأ الله لابنه جسداً إنسانياً، لكي يفتدي به الذين هم تحت الناموس وقبل تجسده، قبل المسيح المهمة في طاعة المحبة لأبيه السماوي. لأن ما أراد الله، أراده هو أيضاً.
وكان لتدبير الله جانبان، سلبي وإيجابي. فالسلبية أزالت كل الطقوس والقرابين. وهذا يعني ثورة قامت بها محبة الله، التي حررتنا من نير الفرائض، الذي كان يقتضينا تقديم ذبيحة كفارية لكل خطية نرتكبها، وبدون ذلك نقع تحت الحكم القائل: النفس التي تخطىء هي تموت.
أما الإيجابية في تدبير الله فهي ذبيحة المسيح لأجل تبريرنا بدم المسيح، وتقديسنا إلى الأبد. لأن المسيح صنع لنا فداء أبدياً. ولهذا لن يذكر الله خطايانا في ما بعد وإنه لمن المسلم به أن ذبيحة المسيح أرضت الآب. وتبعاً لذلك بطلت خدمة الذبيحة، ونسخ الكهنوت اللاوي، الذي كانت وظيفته ذبح الحيوانات ورش دمها على قرون المذبح. لأن حمل الله أكمل بذبيحة نفسه مرة واحدة إلى الأبد كل الذين قبلوا الغفران في دمه. فافهم ما أكمل المسيح لأجلك. إنه فداك إلى الأبد وأعطاك أن تجلس معه في راحة مجد أبيه إلى الأبد.
احفظ: بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين ( عبرانيين ١٠: ١٤ ).
الصلاة: نسجد لك أيها الرب يسوع المسيح، ونشكرك كل حياتنا، لأنك حملت ذنوبنا وقصاصنا، وطهرتنا وقدستنا، وأكملتنا إلى الأبد. فنكرمك وأباك والروح القدس.