منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 09 - 2013, 05:00 PM
 
بيدو توما Male
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بيدو توما غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 987
تـاريخ التسجيـل : Dec 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : الدنمارك
المشاركـــــــات : 5,035

المخراز والجلد...

المخراز والجلد
اجتمع الأهل والأصدقاء فى مساء 4 فبراير 1809 فى منزل صانع أحذية من البسطاء اسمه برايل فى كويفرى سين مارن على بُعد 35 كم من باريس ليهنئوه بميلاد أول طفل له حيث دعا اسمه لويس. عندما بلغ لويس الثالثة أخذه أبوه إلى مكان عمله وكان يراقب أباه وهو يُقطّع الجلود مُستخدماً سكينته الحادة، فأراد الطفل أن يُقلِّد أباه فأخذ مخرازاً وحاول أن يقطع به قطعة من الجلد، ولما كان الجلد سميكاً أمسك لويس المخراز بكلتا يديه وضغط عليه بكل قوته فانفلت المخراز فجأة وانقلب إلى أعلى حيث انغرس بكامله فى عين لويس اليُمنى .

هرع برايل وزوجته إلى لويس الذى كان فى مسيس الحاجة إلى تخفيف الألم المُذيب فحملوه إلى مستشفى قريب حيث أخبرهم الطبيب وهم فى ترقب رهيب أن العصب قد أُصيب والعين اليُمنى لن تطيب وقد فُقدت بالتمام وأنه سيفقد عينه اليُسرى بعد أيام. ولم يمر شهر من الزمان حتى كان الغلام أعمى لايرى إلا الظلام.

منذ ذلك اليوم التعيس صار لويس لايرى أى بصيص من الأمل يساعده ليعيش، حتى أخذه أبوه إلى باريس ليلتحق بمدرسة لتدريس المكفوفين إذ بلغ السادسة من عمره. تفوق الصبى فى المدرسة وكان ترتيبه أول القائمة رغم صعوبة القراءة بطريقة الحروف القائمة وبرع أيضاً فى الموسيقى حتى أنه لما بلغ الخامسة عشرة عمل كعازف للبيانو فى أكبر كنيسة فى باريس .

عُيّن لويس مُدرساً فى نفس المدرسة التى أنهى بها دراسته وكان دائماً يشعر بمُعاناة تلاميذه من صعوبة القراءة بطريقة الحروف القائمة حتى أخذ لويس فى تكريس الليالى، لعدة أعوام على التوالى ليفكر فى طريقة أوقع وأسهل يقرأ بها العُمى. وفى الرابع من فبراير سنة 1835 كان لويس برايل مع أصدقائه يحتفل بعيد ميلاده السادس والعشرين حيث راودته ذكرى ذلك اليوم الحزين وهمس قائلاً:
ياله من مخراز لعين. وفجأة أخذ يصيح بأعلى صوته .. المخراز والجلد. المخراز والجلد.
حتى ظنه أصدقاؤه أنه أُصيب بلوثة وقالوا له برفق لاداعى لذكريات السواد فى حفلة عيد الميلاد، ولكن لويس لم يعبأ بكلامهم وأخذ يردد بأعلى صوته بعد أن وقف فى مكانه..
المخراز والجلد .. المخراز والجلد.

نعم . لقد كان لويس برايل فى تلك اللحظات الخالدة يخترع طريقة برايل الشهيرة لقراءة المكفوفين باستخدام ثقوب فى الجلد أو الورق تُعبر عن الحروف فالكلمات ثم العبارات. هذه الطريقة التى مازالت حتى يومنا هذا ورغم وفاة لويس برايل فى عام 1852، أفضل طُرق القراءة للمكفوفين فى العالم كله. لقد تحوَّل المخراز والجلد اللذان كانا سبب آلام وظلام لعينى لويس برايل إلى الوسيلة العظيمة لإنارة ملايين المكفوفين بنور العلم الثمين عبر السنين .

أخى .. أختى :
إن لويس برايل أنار عقول العميان بنفس الشئ الذى تألم به وسبب له الأحزان. ولكن هناك شخصاً أعظم بما لايُقاس قد تألم وبنفس الآلام التى تألم بها حتى الموت أبطل العمى والموت وأنار لنا الحياة والخلود (2تيموثاوس 1: 10) لقد خسفت من الغم عيناه (مزمور 31: 9) بل كانوا يغطون عينيه ويضربون وجهه (لوقا 22: 64)
وعندما عُلِّق على الصليب
أطبق الظلام على الحبيب
وهو يحمل حملنا الرهيب
.. وهو لم يُجرح بمخراز ولكن تمزق ظهره
بسوط جيش الرومان الجبار
وثُقبت يداه ورجلاه بالمسمار
بعد أن ثُقب جبينه البار
بإكليل الشوك المُستعار
بدلاً من إكليل المجد والفخار.
وياللعار !!
حتى بعدما عطش، مُفجر الينابيع ومُجرى الأنهار
...ومات
بعد أن ذاق المرار
طعن جنبه الأشرار
.. كل هذا لينجينا من الظلمة والنار
ويُعطينا البصيرة وليكون لنا المنار
(1يوحنا 5: 20)..
فهل تعلم أن كل إنسان خاطئ هو أعمى روحياً وذهنياً وقلبياً حتى إن كانت عيناه الجسديتان حادتين وأقوى من عيون الصقور.. فلقد قال الكتاب المقدس
أن الشيطان إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين
(2كورنثوس 4: 2).

صديقى . صديقتى
أسمعك تقول لى :
لماذا هذا التشاؤم؟
أنا لست أعمى.
إذاً إسمح لى أن أسألك خمسة أسئلة. فإن كانت إجابتك عليها نعم فأنت حتماً أعمى وتحتاج أن يدخل قلبك المسيح الذى يُنير كل إنسان (يوحنا 1: 9).

(1)
هل اللون الأسود رفيقك ؟
فالأعمى لايرى إلا اللون الأسود، والخاطئ يرى الحياة مُظلمة والمستقبل غامضاً وكئيباً
«شدة وضيق على كل نفس إنسان يفعل الشر»
(رومية 2: 9).

(2)
هل لاتعرف عدوك من صديقك ؟
فتهرب وتبتعد عن المسيح الذى أحبك ومات لأجلك وكأنه عدوك. وتُصادق وتسير فى طُرق إبليس الذى لم ولن يحبك بل فى النهاية سيخونك (يوحنا 8: 44).

(3)
هل لاترى طريقك ؟
فالخاطئ كالأعمى يسير بلا هُدى أو هدف أو مبادئ إلهية لأنه لايعرف الذى قال عن نفسه
«أنا هو الطريق»
(يوحنا 14: 6).

(4)
هل جمال المسيح لايروقك ؟
الخاطئ كالأعمى لايرى أى جمال فى المسيح
الأبرع جمالاً من بنى البشر (مزمور 45: 2)
ويظن أن الجمال فى قاذورات وشهوات العالم لأنه أعمى .

(5)
هل الحفرة الأبدية ستكون لحريقك ؟
فالخاطئ لايرى الخطر الذى أمامه كالأعمى. فدعنى أسألك:
أين ستكون فى الأبدية؟
هل ستذهب إلى النار المُعدّة لإبليس
(متى 25: 41).
فإن كنت لاتعلم فهذا أكبر دليل على أنك أعمى لأنه مكتوب أن الخاطئ كالأعمى لايعلم أين يمضى لأن الظلمة أعمت عينيه
(1يوحنا 2: 11)
لقد انفرد المسيح الحنّان بفتح عيون العميان وهو لايزال يُنير كل إنسان يأتى إليه . فتعال إليه وصلِ معى الآن .
أيها الرب يسوع المسيح القدير يامَنْ سُمّرت لأجلى بالمسامير .. أعترف لك إنى شرير فغيّر قلبى الضرير ليتحول إلى قلبٍ مُنير يهتدى بنورك فى المسير . آمين ..
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
( دا 4: 34 ) التسبيح والحمد
داود والحمد
لا تكن ك الأجراس
الشكر والحمد ليك يارب
التسبيح والحمد


الساعة الآن 06:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024