رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقاء وشفاء السيد المسيح لمخلع بيت حسدا " هذا راه يسوع " ( يو 5 : 6 ) كل مكان نزل فيه السيد المسيح احدث فيه تغيير وتجديد للأفضل ، وكل شخص تقابل معه أوجد في حياته ما يدعو للعجب والدهشة ، وهذا ليس بالأمر الغريب ، لان مهمة السيد لم تكن لاجل بث الرجاء فى النفوس فحسب بل وأيضا لشفاء وتحرير كل الذين تملك الشيطان على حياتهم فاضاع من حياتهم كل مجد لله وكل فرصة للرجوع ثانية للحق والوجود فى محضر الله .. لذا فكان من المنتظر أن نرى عمل المسيح العجائبي و لقاءته المغيره للحياه مع كل إنسان ، أى إنسان " اذ الجميع اخطاوا و اعوزهم مجد الله " ) رو 3 : 23( .. ولقاء السيد المسيح مع مخلع بيت حسدا هو إشارة لما تحدثه لقاءات السيد مع الاخرين من تغيير جذرى فى الحياة ، حتى ولو كان المخلع لم يستفيد من هذا اللقاء لصالح حياته الروحية وآبديته ، إلا ان هذا اللقاء سيبقى عظة ودرسا ورسالة لكل الاجيال .. عظة مليئة بالرجاء لكل الذين عاشوا فى الخطية زمانا واستيقظوا من غفلتها وارادوا الرجوع لله ونوال بركة القوة على الحياة فى استقامة و الشفاء من فالج الضعف والهزيمة ، ودرسا لكل الذين أحبوا الخطية لكى لا يصيبهم ما أصاب ذلك المخلع من اتعاب ومعاناة ، ورسالة لكل الذين يعيشون فى جهل بصفات الله وحكمته .. ولان هذا اللقاء يحمل فى داخله مزيدا ومزيدا من التوجيهات الهامة للنصرة والشفاء ، كما يحمل مزيدا ومزيدا من التحذيرات لنفوسنا التى اصيبت بالعديد من الامراض نتيجة الخطية ، فسوف الخص ما أرغب فى الحديث عنه فى النقاط التاليه : + من هو مريض بركة بيت حسدا المعروف بالمخلع ؟ هو إنسان ظن أن فى الخطية كل شبع وارتواء فأقعدته الخطية حزينا متالما كل أيام حياته ، هو إنسان وقع تحت ضيق وكرب وألم ورغم اشتداد المرض به إلا أنه لم يفلح فى التعامل بمحبة مع الاخرين لكى يجد فيهم من يساعده على النزول للبركة و نوال الشفاء .. هو إنسان لم ينجح فى الاقتراب من الله مدة ثمانية وثلاثون عامًا .. هو إنسان لم يفكر كيف يعيش فى إطار الاستفادة من محنته وآلمه ، بل لم يفكر كيف يعيش مقدسا بعد زوال محنته وآلمه .. هو إنسان فارقته الحكمة نتيجة عيشه بعيدا عن الله وطاعة وصاياه ، هو كل إنسان لم يستفيد من تجربته حتى الآن .. + ظل مريض بركة بيت حسدا بجوار البركة ، والتى كانت تشير للمعمودية ، لكى يتمتع بفرح الشفاء ولم يتمكن من ذلك مدة ثمانية وثلاثون عامًا و لم يساعده أحد على ذلك ، حقا أنها محنة إنسانية ومازال يئن منها الكثيرون ، و ما يزيد ظهورها وانتشارها أن الجميع يفكرون فى انفسهم غير مبالين بالاخرين واحتياجاتهم .. إن من سمات أبناء الملكوت ، المستحقون للمواعيد والبركات ،أنهم يفكرون فى الاخرون لا أنفسهم ، ولو كانوا هؤلاء الاخرون هم الظالمين السالبين لحقوقهم .. الم يعلمنا الانجيل :" احبوا اعداءكم احسنوا الى مبغضيكم.. لا يطلب احد ما هو لنفسه بل كل واحد ما هو للاخر .. احملوا بعضكم اثقال بعض .." (لو 6 : 27 ،1كو 10 : 24 ، غل 6 : 2) .. + يرتبط أمر شفاؤنا بالطاعة ، ومعروف ان الطاعة تجلب على النفس الشفاء .. لقد كان من المنتظر أن يسمع مريض بركة بيت حسدا من السيد ما يدعوه للنزول إلى البركة حتى ينال الشفاء لا أن يسمع ما يدعوه للمضى إلى بيته دون النزول للتبرك من البركة ، ولكنه اظهر طاعة عجيبة فحظي بشفاء عجيب .. كثيرا ما يقدم لنا الرب حلولا فى عروض و صور غريبة وعجيبة ونحتاج للتمتع بروح الشفاء أن نُظهر كل طاعة وخضوع واستعداد لعمل إرادته بقبول هذه الحلول ، فهذا ما يضمن لنا البركة والخلاص والانتفاع بالموعد والفرح به .. + كثيرا ما تكون خطايانا سببا فى أمراضنا ومشاكلنا التى أبت الانتهاء ، لذا فلا تلوم الرب بعد على ضيقاتك وما تمر به من أوقات عصيبة ، لأن التجربة التى تمر بها هى سبب رفضك للنور والتوبة والحق والخلاص ، فمن باب الحكمة أن نستفيد من الضيقة ليس فقط كوسيلة لترك الخطية بل وكمؤازرة للحياة فى ظل مخافة الله والالتصاق به .. إنها الان ساعة لنتغير فنصير إلى حال أفضل ومبارك وسبب فرح لحياتنا كل حين .. + لم يفرح اليهود بشفاء مريض بركة حسدا بل غضبوا عليه مبررين غضبهم بشفاء السيد له فى يوم سبتٍ ونسوا ما هو فكر المسيح وإعلانه " السبت انما جعل لاجل الانسان لا الانسان لاجل السبت " (مر 2 : 27) ، .. فكثيرا ما نقف أمام سعادة الاخرين بحجج لا سند لها فى الواقع ولا تمت للحق بصلة وتركنا العمل بروح المكتوب " فرحا مع الفرحين و بكاء مع الباكين " (رو 12 : 15) .. لنشاركها أفراحهم وأحزانهم ليس فقط لان هذه هى إرادة الله وفكر الانجيل ، بل ولان ذلك ما تفرضه القيم الإنسانية والحياة فى ظل التواصل من اجل البنيان ، وإن كانت وصايا الانجيل هى الأجدر والأولى بالإتباع والاخذ فى الاعتبار كل حين .. + عجيب هو الله فى تدبيره واعماله وحكمته ، لقد وهب الشفاء للمخلع الذى لم يذكر عنه التاريخ أنه صنع شيئا صالحا ، ورفض شفاء بولس الكارز العظيم الذى سأل الرب من أجل شوكة جسده لكى تفارقه ؛ ولكن هذا ليس بالامر الغريب لان النفس الذى سيوهب لها الاكليل لابد ان تصبر على الألم ، أما النفس التى لا ينتظرها فى المستقبل سلاما وفرحا وأمجادا فتنال عزائها على الأرض " طوباكم ايها الباكون الان لانكم ستضحكون .. ويل لكم ايها الضاحكون الان لانكم ستحزنون و تبكون (لو 6 : 21 ، 25) .. + يخبرنا نص معجزة شفاء مريض بركة حسدا ان بعد نوال هذا المريض للشفاء مضى وأخبر اليهود أن يسوع هو الذى أبرأه ( يو 5 : 15 ) ، ربما يكون هذا هو العمل الذى ينبغي القيام به كعلامة على الشكر للرب والاعتراف بمجد صنيعه ، ولكنه فى الوقت نفسه هو عمل يعبر عن نفس دنية و وضيعة وعديمة الاستحقاق لشىء صالح متى كان القصد منه اثارة أهل الباطل لمقاومة الحق وعمل نعمته .. فكثيرا ما ناخذ من عطايا الرب ولا نعترف بمجد عطاياه وإحساناته ، بل كثيرا ما نأخذ وننقلب على الله ونخسر بسبب ذلك مزيدا من العطايا والبركات ، والتى من أهمها الغفران ؛ " كيف اصفح لك عن هذه بنوك تركوني و حلفوا بما ليست الهة و لما اشبعتهم زنوا و في بيت زانية تزاحموا " (ار 5 : 7).. + لم يامر السيد مريض بركة بيت حسدا المعروف بالمخلع بالنزول فى البركة ، وهذا ليس بالامر الغريب ، لأنه إن كانت قوة الله التى تحل فى الماء بواسطة الملاك هى سر الشفاء ، فهذه القوة نفسها موجودة فى السيد ‘ إذ هو الذى يرسل لها القوة بقدرة لاهوته .. لذا لم تكن الحاجة بعد للماء والنزول للبركة بل إلى التفوه من السيد بالبركة والأمر منه بالقيام والانصراف .. + كان بمقدور هذا المخلع ان يُشفى من مرضه بدلا من معاناته ثمانية وثلاثون عامًا إن سلك فى محبة ، لأنه إن كان مرضه بسبب الخطايا فمكتوب أن " المحبة تستر كثرة من الخطايا " (1بط 4 : .. + لقاء السيد المسيح مع مريض بركة بيت حسدا يكشف لنا عن أهمية الصداقة فى الحياة ، كمؤازرة هامة فى الحياة و كوسيلة لدعم المحبة ، ليس فقط الصداقة مع أقراننا بني البشر، بل وبالاحرى مع السمائيين … + لقاء السيد المسيح مع مريض بركة بيت حسدا يؤكد لنا أن قدرة المسيح لا يعطلها شىء ، حتى ولو استحكم الداء وطال زمن وجوده فى حياة الإنسان ... + لقاء السيد المسيح مع مريض بركة بيت حسدا يعطى لنا فكرة عن قبول الله للجميع ورغبته الحاضرة كل حين فى شفاء الجميع ، حتى ولو كانوا من العصاة والخطاة والذين أودى بهم الشر لكراهية الاخرين لهم .. + لقاء السيد المسيح مع مريض بركة بيت حسدا نلمس فيه حنان المسيح الكامل الذى لا توقفه ضعفات الإنسان ، بل و الذى لا تمنعه كثرة نجاسات الإنسان وسقطاته .. + لقاء السيد المسيح مع مريض بركة بيت حسدا فيه توجيهات رائعة ومفيدة لكل الرعاة ، سيما الذين بدافع جهلهم بالإيمان الصحيح رذلوا الضعيف والبائس ولم يبالوا بالذين ليس لهم من يذكرهم .. + لقاء السيد المسيح مع مريض بركة بيت حسدا فيه دعوة هامة لنا ، كمؤمنين راغبين فى التشبه بالمسيح ، لكى نعزى الاخرين ونهتم بهم ولو على حساب مصالحنا الشخصية ، لأن هذه هى المسيحية وهذا هو الإيمان الصحيح والذى يريده الله منا .. + لقاء السيد المسيح مع مريض بركة بيت حسدا يكشف لنا عن فكر المسسيح الذى يرفض الانتقام والتشفى واللامبالاة ، بل يدعو كل حين للغفران والمسالمة والرجاء ... + لقاء السيد المسيح مع مريض بركة بيت حسدا يعطى لنا اليقين بان الله ينظر إلى كل محتاج ، سيما الذين يحتاجون الينا ونرذلهم .. + لقاء السيد المسيح مع مريض بركة بيت حسدا يعطى لنا اليقين بأن الله مهتم بخلاص كل إنسان ، حتى ولو كلفه هذا الخلاص أن يتنازل و يضحي ويئن ، ألم يكلفه هذا الخلاص سفك دمه وحياته فترة تجسده ؟ + لقاء السيد المسيح مع مريض بركة بيت حسدا يؤكد لنا أن المسيح جاء لكى يحرر ويخلص ويشفى ، لا لكى يدين ويفضح ويشهر بالاخرين كاشفاً خطاياهم و ماضى فسادهم .. + لقاء السيد المسيح مع مريض بركة بيت حسدا يدعونا لنبذ روح الياس التى فى داخلنا ، لأن إلهنا اله القدرة والعجائب والمعجزات ... + لقاء السيد المسيح مع مريض بركة بيت حسدا يبرهن على حقيقة أن الياس والفشل والعجز كلمات لا توجد فى قاموس المسيحية ، بل فى قاموس الرافضين للحق والنور ومعرفة المسيح .. + لقاء السيد المسيح مع مريض بركة بيت حسدا يؤكد لنا أن الله لا يرغم أحد على عمل الخير ولا على قبول خلاصه ، إذ سأل مخلع البركة اولا قائلا : " اتريد ان تبرا ؟ " ( يو 5 : 6 ).. + لقاء السيد المسيح مع مريض بركة بيت حسدا يؤكد لنا أن العودة للخطية هى قبول لخطة الشيطان وقبول لتدميره الحياة والمستقبل ، بل قبول لمعاناة أكثر ومصير أشر.. + لقاء السيد المسيح مع مريض بركة بيت حسدا يجسد لنا قدرة المسيح ليس فقط على اعطاء الرجاء والأمل والفرح ، بل والإصلاح إلى المنتهى حسب غنى قدرته غير محدوده .. + لقاء السيد المسيح مع مريض بركة بيت حسدا يؤكد لنا أن المثابرة المذهلة سر من أسرار الشفاء و الفرح والوصول إلى الهدف .. + لقاء السيد المسيح مع مريض بركة بيت حسدا يؤكد لنا أن مراحم الرب لا ترببط بطلبنا منه لكى نحظى بها بقدر ارتباطها فى المقام الاول بعمل عنايته ومحبته .. صديقي ، مهما تكون خطاياك فهى لا شىء أمام محبة الله الغير المحدوده و عنايته التى لا يعبر عنها ، فى الوقت ذاته لابد أن نضع أمامنا أن كل خطية تستوجب الموت ، لذا فكل خطية لها عقوبة ، هذا ما اوضحه لنا الطوباوى بولس فى رسالته الدسمة لاهل العبرانين حينما تكلم عن الخلاص الإلهي وقال : " ( كل ) تعد و معصية نال مجازاة عادلة " (عب 2 : 2) .. كما أن قصة شفاء مخلع بركة بيت حسدا تحمل فى طياتها إشارة واضحة تماما لذلك ... وإن كان المخلع قد حظى بالشفاء ، الا ان فى ذلك تشجيع لكل مريض ، أى لكل إنسان ، قد استطاعت الخطيه أن تصيبه بفالج الكسل والخوف والعجز وسلبته القدرة على القيام والمجىء للنور والحق والحرية ، لكى ياتى ، لا إلى بيت حسدا حتى ينتظر ملاكا ينزل لكى يحرك الماء فيبرأ ولكن إلى شخص الرب يسوع نفسه، فينال ليس فقط شفاء وتحريرا وسعادة زمنية بل سلام يفوق كل عقل و شفاءا من كل مرض وضعف وعجز ، بل وقدرة على صنع الاشفية والعجائب والآيات لمجد الله ولخلاص نفوس الكثيرين .. لك القرار والمصير !! |
|