رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حوار مسلسل في قانون الإيمان ( 33 ) الحياة.. ثلاثيات .. تاريخ كنيستنا ثلاثيات ثلاثية: السبت 21 سبتمبر 2013 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة ياللعجب...تاريخ كنيستنا يمكن أن نضعه في ثلاث كلمات فقط:الشهادة والنسك والتعليم.فالذي يقرأ ويعرف التاريخ تظهر أمامه ثلاثة ملامح رئيسية تميز كنيستنا في كل زمن وفي كل جيل وهي أنها: 1-كنيسة شهادة قدمت شهداء: عصور الشهداء لم تنقطع من تاريخ الكنيسة,وقد بدأ تقويمنا القبطي منذ اعتلاء دقلديانوس الطاغية عرش الإمبراطورية عام284م ونسميهتقويم الشهداء ونوعيات الشهداء عديدة وغزيرة في كنيستنا ومن كل فئات الشعب والإكليروس. 2-كنيسة نسك قدمت نساكا: فهي التي أهدت الرهبنة لكل العالم المسيحي,وعلي أرضها بدأ الآباء العظام تأسيس الحياة الرهبانية والنسكية بكل أشكالها,بدءا من الأنبا بولا أول السواح والأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان والأنبا باخوميوس أب الشركة والأنبا مقاريوس أب الإسقيط (برية وادي النطرون) وغيرهم,وها هي كنيستنا عامرة بالرهبنة,والأديرة في كل ربوع مصر وأيضا خارج مصر. 3-كنيسة تعليم قدمت معلمين: فقد حمل بابا الإسكندرية لقب معلم المسكونة...وقدمت كنيستنا علي مر العصور معلمين ساهموا في شرح وصياغة الإيمان المسيحي والدفاع عنه وحفظه في صورته النقية.كما أن مدرسة الإسكندرية اللاهوتية بكل معلميها كان لها دور بارز ومجيد في تعليم الإيمان وشرحه وتفسيره,ومن العجب أننا نري معلمي الإسكندرية هم أبطال ونجوم كل المجامع الكنسية التي عقدت في بدايات المسيحية. ومرة أخري نجد أن المجامع الكنسية لها ثلاثة أنواع فقط هي: 1-المجامع المكانيةDiocesan Councils: وهي التي يجتمع فيها الأسقف والقسوس والشمامسة في مركز الإيبارشية لتدبير أمورهم الخاصة.وهي التي نراها تتكرر في عموم الإيبارشيات حتي اليوم وقد تكون دورية,سواء كل شهر أو في مناسبات الأصوام أو أي مناسبات كنسية.وقد تمتد لأكثر من يوم وقد يتخللها أي شكل من أشكال الدراسات التعليمية. 2-المجامع الإقليميةProvincial Councils: وهذه بدأت تظهر مع التنظيم الكنسي وكانت تجتمع برئاسة مطران الإقليم الذي له حق الإشراف علي أساقفة الإقليم(المطران هو أسقف المدينة الأولي أو الكبيرة في الإقليم) وهذه المجامع قد تتكررأكثر من مرة في العام بحسب الظروف التي تستجد في الإقليم. 3-المجامع المسكونيةEcumenical Councils: بدأت تعرفها الكنيسة بعد أن صارت المسيحية ديانة مسموحا بها في الإمبراطورية الرومانية.وكانت هذه المجامع تجتمع لضرورات حتمية تختص بالإيمان والعقيدة,بجوار بحث الأمور المتعلقة بالتنظيم الكنسي.ويحضر هذه المجامع أساقفة يمثلون العالم المسيحي شرقا وغربا.والكنائس الأرثوذكسية تعترف بثلاثة مجامع مسكونية فقط. 1-مجمع نيقية المسكوني(مايو325م): انعقد بدعوة من الإمبراطور قسطنطين الكبير وناقش عدة موضوعات مثل:تحديد عيد القيامة-موضوعات إعادة معمودية الهراطقة-موضوع زواج الكهنة أما الموضوع الرئيسي فكان:ما هرطق به أريوس قس الإسكندرية من تعاليم فاسدة ضالة,أنكر بها لاهوت السيد المسيح,وأنه غير مساو للآب في الجوهر,بل هو مخلوق بإرادة الآب.وقد بلغ عدد آباء المجمع(318أسقفا) من الشرق والغرب.ويثبت التاريخ أن وفد كنيسة الإسكندرية كان له الصدارة والمكانة الأولي في المجمع...وبزغ نجم القديس أثناسيوس إذ هو الذي اقترح إضافة عبارة(مساو في الجوهر) للتعبير عن حقيقة صلة الآب بالابن غير أن الأريوسيين رفضوها وأرادوا استبدالها بعبارة(مشابه في الجوهر) وهي التي رفضها أعضاء المجمع...وتوالت جلسات المجمع إلي أن تم وضع قانون الإيمان حتينؤمن بالروح القدس مع حرمان أريوس ونفيه وحرق كتبه. 2-مجمع القسطنطينية المسكوني(مايو381م): انعقد بدعوة من الإمبراطور ثيئودوسيوس,وكان الموضوع الرئيسي فيه هو بدعة مقدونيوس الذي كان أسقفا علي القسطنطينية وهو الذي نادي بأن الروح القدس عمل إلهي وليس أقنوما,بل هو مخلوق يشبه الملائكة ولكنه ذو رتبه أسمي.وقد بلغ عدد آباء المجمع(150أسقفا) وكان من أبرزهم البابا تيموثاوسالبطريرك22 وبعد المناقشات قضي المجمع بحرمان مقدونيوسعدو الروح القدسالذي تمسك بهرطقته,كما قرر الآباء نفيه,ثم أكملوا قانون الإيمان حتي نهايته. 3-مجمع أفسس المسكوني(يونية431م): انعقد بدعوة من الإمبراطور ثيئودوسيوس الصغير لمناقشة بعض البدع الخطيرة,والتي كان في مقدمتها بدعة نسطور وهو الذي نادي بأن المسيح أقنومان وشخصان وطبيعتان ولاينبغي تبعا لذلك تسمية العذراء والدة الإله,كما عاب علي المجوس سجودهم للطفل يسوع.واستقطع المقطع الأخير من كل من الثلاث تقديسات التي ترتلها الكنيسة في صلواتها.وقد بلغ عدد آباء المجمع(200أسقف) واختير البابا السكندري البابا كيرلس الأولالبطريرك24 ليرأس جلسات المجمع,وبعد مناقشة تعاليم نسطور وآرائه الفاسدة ودحضها,وضعوا مقدمة قانون الإيمان التي مطلعهانعظمك يا أم النور الحقيقي كما نفوا نسطور بعيدا عن العاصمة القسطنطينية...وهكذا تري أن إيماننا الأقدس قد تقنن علي ثلاث مراحل من خلال ثلاثة مجامع مسكونية مقدسة.. |
|