منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 09 - 2013, 04:05 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,671

الرجاء الحي
الرجاء الحي

"مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ" (1بطرس 1: 3-4).
نحن نعيش في عالم ليس فيه رجاء حقيقي يمكن أن يُشبع القلب أو يُروي النفس، قال عنه المرنم أنه "أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ" (مزمور 63: 1)، عالم متزعزع سوف يمضي ويزول، "لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ" (1يوحنا 2: 16-17)،

ولكن على الرغم من زوال هذا العالم فإننا نرى كثيرين يسعون وراءه بكل قلوبهم واضعين رجاءهم فيه، فهناك من يضع رجاءه في المال وأخر يضع رجاءه في البشر وثالث يضع رجاءه في الشهرة، دون أن يعلموا أنهم يسعون وراء عالم باطل؛ يقول داود النبي عن مصير الإنسان الذي يضع رجاءه في العالم، "إِنَّمَا نَفْخَةً كُلُّ إِنْسَانٍ قَدْ جُعِلَ. إِنَّمَا كَخَيَالٍ يَتَمَشَّى الإِنْسَانُ. إِنَّمَا بَاطِلاً يَضِجُّونَ. يَذْخَرُ ذَخَائِرَ وَلاَ يَدْرِي مَنْ يَضُمُّهَا" (مزمور 39: 5-6)، حقاً إن الرجاء في هذا العالم بطالٌ ومُخيَّب للآمال، لكن كلمة الله تخبرنا عن رجاء أخر حي، يُطمئن القلب ويشجع النفس، وسوف تكون تأملاتنا في هذا الموضوع "الرجاء الحي" في الكلمات الآتية:
أولاً: أساس الرجاء الحي!
يقول الرسول بطرس أن الله "وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ"، إذاً فقيامة يسوع المسيح هي أساس هذا الرجاء، لأنه بدون موت المسيح وقيامته لا رجاء لجميع البشر، لأن رجاء جميع المؤمنين على مر العصور والأجيال مرتبط بقيامة المسيح من الأموات، إن كل إنسان يؤمن بالمسيح يتحد معه، بموته وبقيامته، ويحيا بحياته، يقول الرسول بولس، "فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ هَكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ" (رومية 6: 4)، لقد قام المسيح من الموت وهو حي إلى الأبد، لذلك فإن الرجاء
المسيحي المؤسس على قيامته هو رجاء حي.
ثانياُ أهمية هذا الرجاء

إن الرجاء مهم جداً في حياة كل إنسان، لأنه بدون رجاء لا طعم للحياة لأن:
1- الرجاء يمنح الفرح: يقول الرسول بولس "فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ" (رومية 12: 2)، إن الرجاء الحي يجعل الإنسان فرحاً، فالفلاح الذي يزرع أرضه بالتعب والدموع يتعب على رجاء أنه سيحصد بالابتهاج الثمر الوفير، يقول المرنم "الذَّاهِبُ ذِهَاباً بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ، مَجِيئاً يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ" (مزمور 126: 6)، والطالب الذي يجتهد ويتعب في تحصيل العلم فهو يتعب على رجاء أنه سيُكلل بالنجاح والتفوق، كذلك المؤمن الذي يواجه متاعب وآلاماً في برية هذا العالم ينبغي أن يفرح في الرب دائماً لأنه يؤمن بنعمة الرب الكافية، يقول الرسول بولس
".. وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ. أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي" (فيلبي 4: 12-13).
2- يقود إلى حياة التطهير: يقول الرسول يوحنا "وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هَذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ" (1يوحنا 3: 3)، وما يريد أن يقوله الرسول هنا أن كل مؤمن ينتظر أن يكون مثل المسيح عند مجيئه ينبغي أن يستعد الآن ويجتهد أن يعيش حياة الطهارة مثل المسيح عن طريق الطاعة لوصاياه، ويقول الرسول بولس في رسالته لأهل كورنثوس
"فَإِذْ لَنَا هَذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ" (2كورنثوس 7: 1).
3- يقود إلى المجاهرة في الخدمة: يقول الرسول بولس في رسالته الثانية لأهل كورنثوس "فَإِذْ لَنَا رَجَاءٌ مِثْلُ هَذَا نَسْتَعْمِلُ مُجَاهَرَةً كَثِيرَةً" (2كورنثوس 3: 12)، والرسول هنا يخبرنا عن أهمية المجاهرة بالإنجيل لأنه يخبرنا عن الرجاء الحي على خلاف خدمة الناموس لأن خدمة الناموس خدمة موت ودينونة، أما خدمة الإنجيل فهي خدمة الحرية والبر، خدمة الأخبار المفرحة الدائمة التي يجب أن يعرفها كل إنسان، يقول الرسول بولس لقسوس كنيسة أفسس "كَيْفَ لَمْ أُؤَخِّرْ شَيْئاً مِنَ الْفَوَائِدِ إِلاَّ وَأَخْبَرْتُكُمْ، وَعَلَّمْتُكُمْ بِهِ جَهْراً وَفِي كُلِّ بَيْتٍ، 21شَاهِداً لِلْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللهِ وَالإِيمَانِ الَّذِي بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (أعمال 20: 21-22)، ويقول أيضاً في رسالته إلى اهل رومية
"لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ" (رومية 1: 16).
4- يحفظ النفس راسخة وآمنة: يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين ".. نَحْنُ الَّذِينَ الْتَجَأْنَا لِنُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، الَّذِي هُوَ لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ" (عبرانيين 6: 18-19)، يُشبه الرسول هنا الرجاء الحي بالمرساة، فكما أن المرساة تُثبت السفينة فتحفظها آمنة حتى لا تستطيع الأمواج أن تدفعها وترتطم بالصخور فتنكسر، هكذا فإن الرجاء الحي هو مرساة النفس يحفظها آمنة في مواجهة تجارب الحياة ومغرياتها.
ثالثاً: يسوع المسيح هو الرجاء الحي لجميع المتعبين.
ما أعظم قول الرب يسوع وهو يدعو جميع المتعبين قائلاً: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (متى 11: 28)، إنه هو وحده يعرف آلام الإنسان وهو الوحيد الذي يستطيع أن يمنح الراحة فهو رجاء جميع المتعبين:-
1- رجاء الخطاة: قال الرب يسوع "لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ" (متى 9: 3)، وقال عنه المقاومون أنه "مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ" (متى 11: 19)، إنه يرحب بكل إنسان خاطئ يعود إليه لأن وعده
"مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجاً" (يوحنا 6: 37).
2- رجاء المرضى: فالمرأة نازفة الدم التي كانت تنزف لمدة أثنتي عشر سنة وقد تألمت من أطباء كثيرين وأنفقت كل ما عندها ولم تنتفع شيئاً بل صارت إلى حالٍ أردأ، لكن عندما سمعت بمحبة المسيح وسلطانه على شفاء المرضى ذهبت إليه "، لأَنَّهَا قَالَتْ: «إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ». فَلِلْوَقْتِ جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا، وَعَلِمَتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا قَدْ بَرِئَتْ مِنَ الدَّاءِ" (مرقس 5: 28-29)، إنه حقاً طبيب مَن ليس له طبيب.
3- رجاء المجربين: يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين "لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ" (عبرانيين 2: 18)، عندما كان المسيح على الأرض تعرض لتجارب كثيرة مثلنا سواء من الشيطان أو من البشر لكنه انتصر في كل التجارب لقد شاركنا في طبيعتنا الإنسانية واحتمل فيها الضيق والآلم لذلك فهو يعرف آلام البشر وهو وحده القادر أن يعين المتألمين والمجربين.

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما هو الرجاء الحي المذكور في رسالة بطرس الأولى 1: 3؟
الرجاء الحي أتوسل لروح الله، روح الآب
علامة الرجاء الحي في المسيح
اليد صاحبة الرجاء
الرجاء الحي


الساعة الآن 09:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024