رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العذراء الفتاة الخاضعة يتجلى خضوع العذراء مريم في قبولها لمشيئة الله، فهي الفتاة المخطوبة، التي لم تعرف رجلاً بعد، تأتيها بشارة الملاك لتُخبِرها بأن إختيار السماء وقع عليها، لتكون أُماً لابن الله، يسوع المسيح، وبالرغم من أن هذا الأمر كان مشتهى النساء، وقد كن يتمنين أن يحملِّن بهذا الوليد، وأن تصبح أماً للمسيا المنتظر، إلا إنهن ما توقعن أبداً أن يأتي اختيار السماء لفتاة عذراء، في بلدة بسيطة، لا يعرفها أحد، وهذا ما حدث مع العذراء مريم، فقد اختارتها نعمة الله، لتكون سبيله للتجسد وولادته بين البشر، كان الأمر صعباً، ويبدو مستحيلاً قَبُولَه، فكيف يرى الناس فتاةً مخطوبة، لم تتزوج بعد، لكنها حُبلى ! ماذا تقول لخطيبها ؟ كيف يتقبل هذا الأمر مهما كانت شهامته؟. إن الشريعة اليهودية آنذاك تعتبر هذا الأمر زنا، وعقوبة الزنا هي الرجم، فكيف تفسر الأمر لمجتمعها بأن الذي حبل فيها هو من الروح القدس؟ وهل ترى يصدِّقون، أم ماذا يحدث؟. كل هذه الأسئلة كانت ستتوارد لفكر أي فتاة أخرى في موقف العذراء مريم، وقد يمكن أن لا تقبل هذا الأمر، لكن ما حدث مع العذراء القديسة مريم هو أنه في كل خضوع وتسليم لمشيئه الله، وقناعة باختياره، قَبِلَت هذا الأمر، وحين سألت الملاك "كَيْفَ يَكُـونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُـلاً؟." (لوقا 1: 34)؛ لم يكن ليس تساؤل الخائف، أو غير المؤمن، بل كان تساؤل من يريد أن يعرف، فكيف لعذراء أن توجد حُبلى، وتلد ابناً، دون أن يَمسسها رجل، أو أن تعرف رجلاً؟. وقد أجاب الملاك جبرائيل مُعطياً تفسيراً للعذراء، قائلاً "الرُّوحِ الْقُدُسِ يحَلُّ عَلَيِكِ وَقُوَّةُ العَليِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضَاً القُدُّوسُ المَولُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ" (لوقا 1: 35)؛ وكشف ملاك الرب ليوسف خطيبها أمر الحبل المقدس حين جاءه في حُلمٍ قائلاً "يَا يُوسُفْ ابْنَ دَاَوُدَ لاَ تخَفْ أَنْ تَأخُذَ مَرْيمَ امْرَأَتُكَ، لأَنَ الَّذِيِ حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ فَسَتَلِدُ ابْنَاً وَتَدْعُو اسمَهُ يَسُوعَ لأَّنَّهُ يخُلَصَ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ، وَهَذَا كُلَّهُ لِكَيِ يَتِمَ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَبيِّ الْقَاِئلِ هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تحَبَلُ وَتَلِدُ ابْنَاً وَيَدْعُّونَ اسمَهُ عِمَّانُوِئيلَ الْذَّيِ تَفْسِيرَهُ اللهُ مَعَنَا" (متى 1: 20 – 23). كان خضوع العذراء وتجاوبها مع دعوة الله لها، هو الطريق الذي هيأ به الله جسداً له ليدخل منه إلى العالم (عبرانيين 10: 5). وكما بدأ الملاك كلامه مع العذراء بالتحية، إبعاد الخوف عنها بقوله "لا تخافي .."، أنهى معها حديثه بخبرٍ مشجع، عن قريبتها أليصابات، حين أخبرها قائلاً "وَهُوذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيَبُتكِ هِيَ أَيْضاً حُبلَىَ بِابْنٍ فيِ شَيْخُوخَتِهَا وَهَذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ المَدْعُـوَّةِ عَاقِراً لأَنَّهُ لَيِسَ شَيءٌ غَيْرَ ممُكِنٍ لَدَى اللهِ" (لوقا 1: 36 – 38). كان قَبُول العذراء مريم لرسالة الملاك، ما يجعلها في تَميّز واضح عن سارة، المرأة المتزوجة، العاقر، حين سمعت رسالة الله بولادة ابن لها في شيخوختها، ضحكت، لأنها أعتبرت أن الوقت فات لحدوث مثل هذا الأمر (تكوين 18: 9-15)، وزكريا الكاهن حين ظَهر له ملاك الرب، خاف واضطرب، حتى بعدما بشَّره الملاك بأن الله قد سَمِع لطلبته وسوف يُعطى ابناً، لم يُصدِق، فكيف وهو شيخ، وامـرأته متقدمة في الأيام أن يكون له ولدٍ؟. (لوقا 1: 12-18). أما العذراء مريم فحين سمعت البشرى السارة، لم تَخف، ولم تضطرب، ولم تشك، بل قالت في كل خضوع وإيمان "هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ، لِيَكُنْ ليِ كَقَوْلِكَ" لقد قبلت رسالة الله لها حتى وهي في ظروف بشرية مستحيلة. إن الله قادر أن يعمل المعجزات، وما نراه مستحيلاً علينا، لا يستحيل عليه، لكنه يتطلب منا أن نتجاوب مع ما يطلبه منا لا بالضحك، أو الشك، لكن بالقبول والخضوع ليحقق أعماله العجيبة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هو ده الخضوع في أزهى صوره | العذراء الخاضعة |
العذراء الفتاة الطاهرة |
العذراء مريم الام الخاضعة للمشيئة الالهية |
العذراء الفتاة الخاضعة |
العذراء الفتاة الوديعة المتواضعة |