خبراء بريطانيون يحذرون من أن عملية تفكيك الأسلحة الكيماوية في سوريا يكاد مستحيلا
رام الله - دنيا الوطن
في ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تحركات دبلوماسية في محاولة لخروج بحل سياسي ومنع هجوم محتمل على سوريا، وفي الوقت ذاته قدمت روسيا في الساعات الماضية اقتراحاً بموجبه من المتوقع أن يقوم النظام السوري بتسليم ما بحوزته من أسلحة كيماوية وإخضاعها للمراقبة الدولية، حذر خبراء بريطانيون من أن عملية تفكيك تلك الأسلحة سيكون صعباً للغاية ويكاد يكون مستحيلاً.
وفي حال تم الاتفاق على نزع الأسلحة الكيميائية في سوريا، التي يعتقد أنها موزعة في عشرات الأماكن، فإن عملية نزعها ستكون مسألة صعبة، مثلما سيكون من الصعب حماية مفتشي الأسلحة من أعمال العنف.
وكانت قد قدمت روسيا مساء أمس الاثنين مقترحا بوضع دمشق ترسانتها من الأسلحة الكيميائية تحت المراقبة الدولية تمهيدا لتدميرها بأيدي خبراء دوليين، لإنقاذ دمشق من ضربة عسكرية كانت تخطط لها واشنطن.
وتشير صحيفة هآرتس مساء اليوم على موقعها الالكتروني إلى أنه في حال نجحت روسيا بإقناع النظام السوري بتسليم الأسلحة الكيماوية فإن ذلك سيغير المعادلة التي تعمل عليها الولايات المتحدة منذ أسابيع على حشد دولي لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، لافتة إلى أن إقناع روسيا النظام السوري بما سبق فإن ذلك سيكبل الأخير بالتزامات دولية تقطعها سوريا على نفسها قد تكون مبرراً لتدخل خارجي في حال أخلت بتلك الالتزامات.
ونقلت الصحيفة عن رئيس المعهد الدولي للبحث الاستراتيجي في بريطانيا "مايكل ألمن" قوله "هذه بداية جيدة ويمكن أن تؤدي إلى تعزيز اتفاقية الأسلحة الكيماوية"، في حين أنه أعرب عن اعتقاده من أنه ليس لدى روسيا قوة كافية لإرغام النظام السوري المتمثل ببشار الأسد للقيام بذلك.
ولفت في حديثه للصحيفة إلى أنه من غير المعلوم حتى اللحظة كم من الوقت قد يستغرق من أجل البدء في العملية العسكرية، وما إذا كان الحديث يدور عن مستودعات السلاح الكيماوي فقط أو عن منظومة التصنيع جميعها، متسائلاً "من سيكون المسئول عن أمن الدولة في الوقت الذي سيتم فيه تنفيذ هذا الأمر".
اللافت هنا إلى أن عدد مراكز تخزين السلاح الكيماوي ووسائل تصنيع غاز الخردل وغاز الأعصاب في سوريا قد يتجاوز الأربعين مركزاً، معرباً عن قلقه من أن الضربة العسكرية على سوريا ستكون سبباً في اندلاع حرب أهلية، إضافة إلى نقل وسائل قتالية كيماوية إلى مواقع أخرى.
الجدير بالذكر أن سوريا ليست الدولة الوحيدة التي من المتوقع أن يتم تدمير سلاحها الكيماوي، فإن هناك سبع دول تم تدمير سلاحها خلال 16 عاماً الماضية وهي الولايات المتحدة والهند وألبانيا وروسيا واليابان وليبيا ودولة أخرى يعتقد أنها كوريا الجنوبية.
في حين لا تزال كل من الولايات المتحدة وروسيا بحوزتهما السلاح الكيماوي ولكن بشكل أقل عما كان عليه الأمر منذ الحرب الباردة بينهما.