موقف الله من تجاربنا
1- عند التجربة: يخبرنا الكتاب عن أمانة الله قائلاً: «وَلَكِنَّ اللهَ أَمِينٌ الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضاً الْمَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا» (1كورنثوس 10: 13).
2- عند هجوم إبليس: يخبرنا الكتاب عن موقف الله من أولاده قائلاً: «أَمِينٌ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُثَبِّتُكُمْ وَيَحْفَظُكُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ» (2تسالونيكي 3: 3).
3- عند الشعور بالخوف: «اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ. أَقُولُ لِلرَّبِّ: «مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلَهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ». لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ، وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ. بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ. لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ، وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ، وَلاَ مِنْ وَبَأٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى، وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ» (مزمور 91: 1-5).
4- عندما نخون الله، أو لا نستطيع أن نضع ثقتنا فيه، يخبرنا الكتاب عنه أنه: «إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِيناً، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ» (2تيموثاوس 2: 13).
5- عند انتقاد الآخرين لنا: يخبرنا الكتاب ألا ننظر للآخرين ولا نعتبر لكلامهم بل نستودع نفوسنا كما لخالق أمين في عمل الخير، يكتب الرسول بطرس مؤكداً هذه الحقيقة قائلاً:«الَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ فَلْيَسْتَوْدِعُوا أَنْفُسَهُمْ كَمَا لِخَالِقٍ أَمِينٍ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ» (1بطرس 4: 19)، وكما قال الرب عن أولئك الذين ينتقدوننا أو يغيظوننا في تجربتنا: «إِنَّهُ سَيَخْزَى وَيَخْجَلُ جَمِيعُ الْمُغْتَاظِينَ عَلَيْكَ. يَكُونُ كَلاَ شَيْءٍ مُخَاصِمُوكَ، وَيَبِيدُونَ» (إشعياء 41: 11).
6- عندما نكون تحت تأديب الله لنا، يجب أن نتأكد من محبة الله لنا، ولهذا هو يؤدبنا، اسمع ما كتبه كاتب العبرانين قائلاً: «لاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ. لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ». إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ» (عبرانيين 12: 6-7)، وقل مع المرنم: «قَدْ عَلِمْتُ يَا رَبُّ أَنَّ أَحْكَامَكَ عَدْلٌ، وَبِالْحَقِّ أَذْلَلْتَنِي» (مزمور 119: 75).
7- عندما تشتد عليك التجربة وتفقد الهدف والمعنى من حياتك: تذكر قول الرب لك: «لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلَهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي» (إشعياء 41: 10).
8- الله لا يسلمنا أبداً إلى الزلل، بهذا يترنم المرنم قائلاً: «الْجَاعِلَ أَنْفُسَنَا فِي الْحَيَاةِ، وَلَمْ يُسَلِّمْ أَرْجُلَنَا إِلَى الزَّلَلِ. لأَنَّكَ جَرَّبْتَنَا يَا اللهُ. مَحَصْتَنَا كَمَحْصِ الْفِضَّةِ. أَدْخَلْتَنَا إِلَى الشَّبَكَةِ. جَعَلْتَ ضَغْطاً عَلَى مُتُونِنَا. رَكَّبْتَ أُنَاساً عَلَى رُؤُوسِنَا. دَخَلْنَا فِي النَّارِ وَالْمَاءِ، ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا إِلَى الْخِصْبِ» (مزمور 66: 9-12).
ما أعظم إلهنا هذا الذي في كل ضيقنا يتضايق معنا، وهو الذي لا يدع أرجلنا تزل، بل هو أمين لا يدعنا نجرب فوق ما نستطيع أن نحتمل بل سيجعل مع التجربة أيضاً المنفذ لنستطيع أن نحتمل، وما علينا إلا أن نثق في أن الله مسيطر على توقيت وشدة التجربة والامتحان فلا نفشل، لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح.
وإذا وثقت في الله وفي محبته وفي قدرته، ستكون التجربة التي هدفها هزيمتي فرصة لإعلان نصرتي وقوتي التي منحني إياها الله في المسيح، وبهذا تكون التجربة فرصة ليعلن الله من خلالها لي وللآخرين قوته المحبة والحافظة.
إن كنا لا نستطيع أن ننجو من التجارب، لكننا بالتأكيد نستطيع أن نضع ثقتنا الكاملة في الله المحب الذي يأخذ بيدنا ويعيننا ويساعدنا ويخوض معنا التجربة ليخرجنا منها ظافرين منتصرين.