منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 09 - 2013, 04:42 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

ابراهيم
دروس من حياة يونان


بعد أن قرأنا تك 20 وعرفنا أن ابراهيم نبيّ رغم كل شيء، كما عرفنا أن أبيمالك عاش مخافة الله، نقرأ بسرعة معاملة أبي الآباء لهاجر في تك 21: 9- 21. ليس وجهُه هنا الوجهَ المشرق، وسوف يتصرّف مع جاريته ومع ابنها انطلاقاً من عواطف بشريّة أو إطاعة لأمر سارة زوجته. قالت له: "أطرد الأمة وابنها" (تك 21: 10). وهكذا فعل. أعطاها بعض الخبز وقربة ماء، فراحت تهيم في الصحراء. ولكن الرب عوّض عن قساوة قلب البشر. صرخت هاجر فسمع الرب صراخها وأرسل لها من يدلّها على عين ماء. قال لها الرب: "لا تخافي" (آ 17). ويتابع النصّ: "وكان الله مع الغلام" (آ 20) أي مع اسماعيل حتى كبر. فمخافة الله التي غمرت هاجر، لم تملأ قلب ابراهيم حين فعل ما فعل. ولكنها ستظهر في تقدمة ابنه ذبيحة للربّ (تك 22).


اعتاد الناس في المنطقة أن يقدّموا أبناءهم ذبيحة بها يعبرّون عن تعبّدهم لإلههم. وأراد ابراهيم أن يفعل كما يفعلون. ومع أن الذبيحة التي سيقدّمها هي: الابن، الابن الوحيد، اسحاق، الولد المحبوب، مع ذلك عزم على أن يقدّمه فلا يكون أقلّ سخاء من الناس الذين يحيطون به. ولكن الرب لا يريد مثل هذه الذبائح. فكلّم ابراهيم في أعماق قلبه. وأرسل له من يفهمه أن الله الذي قال لنا: لا تقتل، لا يريد أن نقتل أولادنا. هي عادة وثنيّة وإن دلّت على سخاء من قبل مقدّمها. لهذا يستعيض اليهودي عن هذه الذبيحة بكبش أو غيره من الحيوانات. وهذا ما فعل ابراهيم: "عمد إلى الكبش وأخذه وأصعده محرقة بدل ابنه" (آ 13). وهكذا كُتب تك 22 ليمنع الانسان من أن يقدّم ابنه ذبيحة كما فعل حيئيل فيّ أيام آخاب ملك السامرة. قتل بكره وجعله في أساس مدينة أريحا التي بناها. وقتل أصغر بنيه وجعله في أساس باب المدينة (1 مل 16: 34). وكما فعل أحاز، ملك يهوذا، لما أحسّ بالخطر: "أجاز ابنه في النار على حسب عادات الأمم الرجسة" (2 مل 16: 3؛ رج 21: 6 وما فعله منسى).

أجل، ليس كذلك يقدّم الانسان ابنه لله. فالله هو إله الحياة لا إله الموت. إذن، نفعل كما فعلت حنة أم صموئيل حين كرّست ابنها للربّ ليخدمه كل حياته. قالت للكاهن: "أنا أقدّمه للربّ كل أيام حياته، فيكون تقدمة للرب" (1 صم 1:28). وكما سجد ابراهيم على الجبل بعد أن قدّم الكبش، سجدت حنة وزوجها للرب قبل أن يعودا من الحجّ إلى البيت. ولكن الكاتب الملهم انطلق من خذا الخبر القديم الذي تناقلته الاجيال عن أبي الآباء، فقرأه قراءة روحيّة. وضعَنا في إطار حوار بين الله والانسان. فالله يريد أن يعرف إن كان ابراهيم يحبّه حقاً. هل هو مستعدّ أن يقدّم له أعزّ ما لديه؟ هل يقبل أن يكون "الوثنيون" أسخياء مع آلهتهم أكثر من ابراهيم مع الرب الذي هو الاله الواحد؟ لهذا قال النصّ: "امتحن الله ابراهيم" (تك 22: 1). كما سوف يمتحن أيوب بعد أن أكّد الشيطان أن أيوب سيجدّف على الرب إن أصابته محنة. دلّ أيوب على أمانته لله. وكذلك فعل ابراهيم. بكّر في الغد. لم ينتظر يومًا ولا يومين، بل انطلق حالاً. وطالت المحنة. ثلاثة أيام من السير. ابراهيم واسحاق وحدهما. ومع ذلك تابع ابراهيم الطريق حتى وصل إلى الجبل الذي أراه الله أياه، جبل موريا، الذي سيصبح موضع هيكل أورشليم، وحيث سيُذبح ابن وحيد آخر، هو يسوع المسيح ابن الله الوحيد.

وهكذا دلّ الكاتب أخيراً على أن ابراهيم تحلّى بمخافة الله حتى النهاية. قال ملاك الرب، أو بالأحرى قال الرب نفسه (والملاك يدلّ على حضور الله): "لا تمدد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً. فإني الآن عرفت أنك تخاف الله". والعلامة: "لم ترفض لي ابنك ووحيدك" (آ 12). نحن هنا في ذروة الخبر. ولم نعد فقط أمام مجرّد طاعة لقواعد أخلاقيّة يقرّ بها الجميع كما في ف 20، بل أمام طاعة غير مشروطة لله. فابراهيم هو الذي يخضع كلياً لله. يستسلم بكليّته. هو مستعدّ لأن يضحيّ حتى بمستقبل الوعد تاركاً الله يفعل ما يشاء، لكي يتمّ هذا الوعد. نحن هنا في مجال خبرات الايمان الرفيعة التي فيها يبدو الله عدواً لعمله، ناقضًا لمشاريعه. هذا في الخارج. ولكن في الحقيقة هو يختفي عنّا لكي نطلبه بحرارة ما بعدها حرارة. وهو يقول لنا إن ما يطلبه منا لا تستطيع أيّة سلطة على الأرض أن تطلبه. وهو يريد أمانتنا حتى النهاية لأنه هو الأمين الذي يظلّ أميناً حتى لو خنّاه. لأنه لا يستطيع أن ينكر نفسه (2 تم 2: 13).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بمناسبة صوم نينوى، دروس مستفادة من يونان النبي - الأنبا أباكير
صـوم يونان (دروس من حياة يونان) - القس مرقس ميلاد
دروس من كتاب يونان
دروس من حياة يونان
دروس قيمة من حياة يونان


الساعة الآن 11:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024