رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مخافة الله في أسفار الشريعة دخلت في سفر الخروج بشكل خاص نصوصٌ تشريعيّة. نذكر منها الدكالوغ أو الوصايا العشر (الكلمات العشر) وشريعة العهد. أ- الوصايا العشر نقرأ هذا النصّ مرتين في البنتاتوكس. في خر 20: 2- 7 وفي تث 5: 6- 18. وهو يرد في كلا الحالين داخل الظهور الالهيّ على جبل حوريب. نصّ سفر الخروج نصّ قديم، وقد عرفه هوشع (4: 2) وإرميا (7: 9). وإذا قابلناه مع خر 34: 1- 26 نستطيع أن نستنتج أنه يعود إلى القرن العاشر. يوم اتّصل الشعب العبراني في زمن داود وسليمان بالشعوب المجاورة. وربطه الكاتب بموسى وبجبل حوريب ليعطيه ثقلاً في حياة المؤمنين. أما موضع تدوينه فشعائر العبادة. وقد يكون في البدء سلسلة من الممنوعات على مثال ما نقرأ في مز 15: 1- 5؛ 24: 4: من أراد الدخول إلى المعبد، من أراد أن يقيم على الجبل المقدّس عليه أن يكون سلوكُه بلا عيب. وأن تكون كلمته صادقة وعمله باراً. فمن يغتاب قريبه، ويصنع بصاحبه شراً، ويشتم أخاه، لا يحقّ له الدخول إلى الهيكل (مز 15: 1- 5). ويقول مز 24: يكون نقيّ الكفيّن (لم يظلم أحداً، لم يصنع شراً بصاحبه). طاهر القلب (لا نوايا سيّئة عنده...). وُصفت الوصايا العشر بأنها "أخلاقيّة". فهي تتوجّه إلى الانسان، في علاقته مع الله ومع القريب، مع العلم أننا لا نستطيع أن نفصل الواحد عن الآخر، لا نستطيع أن نحبّ الله دون أن نحبّ القريب. جاءت الوصايا الأولى حول العبادة الواجبة لله وحده، وحول استحالة جعل الله صنماً في خدمتنا. أما سائر المحرّمات (لا تقتل، لا تسرق) فقد توخّت تأمين الحقوق الاساسيّة في الجماعة. ليست هذه الوصايا فقط دليلاً على علاقة طيبّة بين الانسان وقريبه. إنها العلامة الملموسة لعلاقة حقيقيّة مع الله. لهذا ردّدها يسوع في إنجيله. ولخّصها القديس بولس في وصيّة المحبّة. ب- شريعة العهد (خر 20: 22- 23: 19) اختلفت الشرعة عن الدكالوغ (الوصايا العشر)، فاستطعنا أن نقابلها بمجموعات الشرائع في التاريخ القديم مثل مجموعة حمورابي. أما الاسم فيعود إلى خر 24: 3- 5 حيث يقرأ موسى "كتاب العهد". ولكن الشرّاح يتّفقون على القول بأن هذه الشرعة ارتبطت فيما بعد بأحداث سيناء. في الواقع، ما قرأه موسى للشعب هي الكلمات (24: 4، 8). وزيدت فيما بعد لفظة "فرائض" (مشفطيم، 24: 3). إذن شرعة العهد وُضعت في موضعها الحالي في حقبة متأخّرة. لأن تث الذي يعرف التقليد المذكور في خر 19- 20 لا يشير إلاّ إلى الدكالوغ أي الوصايا الاخلاقيّة. ومع ذلك، فهذه الشرعة وُجدت قبل تث لأن تث قد استلهمها. كيف تبدو هذه الشرعة بفرائضها المختلفة؟ هناك شريعة حول المذبح الذي بُني لكي يتجلّى الله عليه (20: 24: 26؟). ثم عدّة أقوال تبدأ بالاداة "إذا". هي فتاوى على مثال ما نجد في شرائع بلاد الرافدين على مستوى المعنى والمبنى. وأخيراً، تأتي الفرائض الليتورجيّة (13: 14- 19). أمور تتعلّق بكل مجالات الحياة التي يجب أن يعيشها الانسان تحت نظر الله. تلك هي مخافة الله كما عاشها الآباء، كما طُلبت من الشعب في ظهور سيناء. كما حاولت الوصايا العشر وشرعة العهد أن تتوسّع في مضمونها. مخافة الله لا تكون عاطفة وحسب. إنها عمل يوميّ من خلال ممارستنا المحسوسة تحت نظر الله والبحث الدائم عن مشيئته. لهذا ظلّ المعلّمون يحاولون "تفسير" هذه الشرائع بحيث صارت عبئاً على الناس. فجاء يسوع وقدّمها في وصيتين متلازمتين: محبّة الله ومحبّة القريب. |
|