رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
† نقل الجسد البابا كيرلس الطاهر ودفنه بجوار حبيبه مارمينا إن العلاقة الوطيدة بين البابا كيرلس ، والشهيد العظيم مار مينا ، توحى بأن جسديهما لابد وان يتلازما إلى النهاية . فوصية البابا بدفن جسده الطاهر فى مريوطكانت أمراً منطقياً ومؤكداً لمن يعرف عشق البابا لشفيعه العظيم. وكان دفن الجسد الطاهر فى المقبرة التى أعدت على وجه السرعة أسفل الكاتدرائية المرقسيةبالأنبا رويس ، وهو إجراء مؤقت لحين إعداد مدفن بدير مارمينا، وهو الأمر الذى استغرق عام ونصف عام، قرر بعدها قداسة البابا شنوده الثالث نقل الجسد تنفيذاًلوصية البابا كيرلس. فبعد ظهر الأربعاء 22/11/1972 (13 هاتور 1689) أخرج الجسد الطاهر من مدفنه ، ووضع أمام الهيكل بالكاتدرائية المرقسية . وقام قداسة البابا شنوده الثالثبرفع بخور عشية ، ثم ألقى كلمة عدد فيها الأعمال العظيمة التى أنجزها البابا كيرلس السادس، وبعدها قرأ الوصية التى كتبها البابا لدفنه بدير مار مينا بمريوط .وفى صباح الخميس 23/11/1972 تحرك ركب يرأسه نيافة الأنبا صموئيل إلى دير مارمينا فى صحبة الجسد الطاهر. وتوجه الركب فى طريقه إلى الدير إلىالكاتدرائية المرقسية (بكلوت بك) نظراً لأن البابا كيرلس كان يكن لها حباً خاصاً ، ولأنه أمضى بها فترة رئاسته . كما سافر قداسة البابا شنوده إلى الدير فى ذاتاليوم. وقد ودعت سماء القاهرة البابا كيرلس وداعاً حزيناً باكياً منذ مساء الأربعاء 22/11/1972 ، فى اللحظة التى أخرج فيها الجسد الطاهر من مدفنه تمهيداً لنقله،حيث بدأ المطر يتساقط. وغطت الظلمة وجه السماء طوال يومى الخميس والجمعة ، وصاحب ذلك أمطار غزيرة لا تنقطع. أما الإسكندرية ، وهى تستعد لاستقبالالجسد الطاهر ، فقد انعكس الحال فيها، فأمطرت السماء رزازاً خفيفاً ، إذ حدثت مفاجأة جوية ، كقول خبراء الأرصاد الجوية . ونشرت جريدة الأخبارتصريحاتهم فى عددها الصادر يوم 24/11/1974 . وقد نشر (أبناء البابا كيرلس) قصاصات منها فى كتاب "معجزات البابا كيرلس السادس". وخلال يومى الخميس والجمعة والدير يموج بأعداد غفيرة من الزوار . أقلتهم حوالى ستون سيارة أتوبيس ، ومائتا سيارة خاصة بخلاف ألفى شخص تقريباً وفدوابواسطة القطارات. وعندما وصل الجسد الطاهر إلى الدير حمله أبناؤه رهبان الدير إلى داخل الكنيسة ، وشاركهم فى ذلك عرب المنطقة، وهم يبكون رحيل الباباكيرلس. وقام قداسة البابا شنوده والأباء المطارنة والأساقفة برفع بخور عشية ، ثم وضع الجسد فى مزاره الحالى وسط التسابيح والصلوات التى استمرت حتىاليوم التالى (الجمعة)، وأقيمت بعد ذلك - القداسات، وألقيت الكلمات المناسبة. وبعد أن تبارك الجميع من الجسد الطاهر وسط الدموع الكثيرة والابتهالاتوالصلوات ، غطى المدفن بغطاء رخامى ضخم. ولما رجع الجميع سالمين بدأ المطر يهطل بغزارة فى منطقة مريوط لأول مرة منذ اكثر من أربع سنوات، فامتلأت الآبار وارتوت زراعات الأعراب الذينيفرحون لذلك، وجاءوا إلى الدير شاكرين ومهنئين الآباء الرهبان بوصول جسد البابا. ومنذ ذلك الوقت، وكل عام، والمطر ينزل فى مواعيده علامة يمن وبركة ،مما يزيد فى تكريم جسد البابا، وإحياء لذكراه العطرة. والمدفن الحالى الذى يقع تحت هياكل كاتدرائية الدير على جانب كبير من العظمة والروعة ، وهو يليق بذلك الناسك العظيم الذى قدم جسده بخوراً على مذبحالصلاة الروحية بمحبة وشوق، نابعين من قلب مفعم بحب مخلصنا له المجد. وكان الله وحبيبه مارمينا أرادا أن يكرماه وهو لم يسع لتكريم، تمسكا منه بتواضعونسكه ، هارباً من الكرامة ، محتقراً أباطيل العالم . وقد شهد البابا شنوده، ونيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات فى إحدى الزيارات بأنهما لم يشاهدا مثل عظمةوهيبة ووقار مقبرة البابا كيرلس السادس بين كثير من مقابر عظماء من بطاركة العالم. وهى تعتبر الآن مزاراً مقدساً . إذ يقيم زوارها التماجيد ، ويرفعون التراحيم، فتصرع الأرواح ، وتبرأ الأجساد من أسقامها ، ويشتم بخور ذو رائحة جميلة متميزة كما حدث مع كثيرين ، ومن بينهم شمامسة من مدينة طنطا. وقد شاهد ذات مساء بعض أفراد رحلة من أبو قرقاص بصحبة القس يوحنا عزيز، والشماس نظمى عياد من المنيا ، والبابا كيرلس السادس ، بملابس الصلاة ،يتمشى أمام الزوار . وقد قصوا ما رأوه لمن كان فى الدير ، والدموع تنساب من عيونهم. |
|