أريد أن أسألكم سؤال راودني منذ بضعة أيام عندما كنت أقرأ سفر يشوع
قَالَ يَشُوعُ لِعَخَانَ: «يَاابْنِي، مَجِّدِ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ وَاعْتَرِفْ لَهُ، وَأَخْبِرْنِي الآنَ مَاذَا جَنَيْتَ؟ لاَ تُخْفِ عَنِّي شَيْئاً».
20 فَأَجَابَ عَخَانُ: «حَقّاً إِنِّي أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ وَجَنَيْتُ هَذَا الأَمْرَ.
21 رَأَيْتُ بَيْنَ الْغَنَائِمِ رِدَاءً شِنْعَارِيّاً نَفِيساً، وَمِئَتَيْ شَاقِلِ فِضَّةٍ (نَحْوَ كِيلُوجْرَامَيْنِ وَنِصْفٍ)، وَسَبِيكَةً مِنْ ذَهَبٍ وَزْنُهَا خَمْسُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ جِرَامٍ)، فَاشْتَهَيْتُهَا وَأَخَذْتُهَا. وَهَا هِيَ مَطْمُورَةٌ فِي الأَرْضِ فِي وَسَطِ خَيْمَتِي، وَالْفِضَّةُ تَحْتَهَا».
22 فَأَرْسَلَ يَشُوعُ رُسُلاً فَهُرِعُوا إِلَى الْخَيْمَةِ حَيْثُ عَثَرُوا عَلَيْهَا مَطْمُورَةً فِيهَا، وَالْفِضَّةُ تَحْتَهَا،
23 فَأَخْرَجُوهَا مِنْ وَسَطِ الْخَيْمَةِ وَحَمَلُوهَا إِلَى يَشُوعَ وَإِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَعَرَضُوهَا أَمَامَ الرَّبِّ.
24 فَأَخَذَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَخَانَ بْنَ زَارَحَ وَالْفِضَّةَ وَالرِّدَاءَ وَسَبِيكَةَ الذَّهَبِ، وَأَبْنَاءَهُ وَبَنَاتِهِ وَبَقَرَهُ وَحَمِيرَهُ وَغَنَمَهُ وَخَيْمَتَهُ وَكُلَّ مَالَهُ، وَذَهَبُوا بِهِمْ إِلَى وَادِي عَخُورَ.
25 وَقَالَ يَشُوعُ: «لِمَاذَا جَلَبْتَ عَلَيْنَا هَذِهِ الْكَارِثَةَ؟ لِتَحُلَّ بِكَ الْيَوْمَ الْفَوَاجِعُ». فَرَجَمَهُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِالْحِجَارَةِ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَحْرَقُوهُمْ بِالنَّارِ،
26 وَأَقَامُوا فَوْقَهُ كَوْمَةً كَبِيرَةً مِنَ الْحِجَارَةِ، مَا بَرِحَتْ بَاقِيَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. فَهَدَأَ غَضَبُ الرَّبِّ وَلِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَادِي عَخُورَ وَمَعْنَاهُ: (وَادِي الإِزْعَاجِ) إِلَى هَذَا الْيَوْمِ.
سؤالي هو: كيف يجب على القارئ الباحث عن الحق فهم تصرف الله المحب الذي تكلم عنه يسوع المسيح مع ذلك الشخص الخاطئ و أسرته البريئة ( خاصة الأولاد منهم ) بلا رحمة و لا شفقة حيث لم يترك له فرصة للندم عن ما إرتكبه بل قتله و أسرته البريئة أبشع القتل؟
نبدأ الرد بنعمة الله :
اولا انت فهمت فهم خاطئ ان يشوع اخذ عخان وبنيه وبناته ورجمهم ثم حرقهم .. لكن الحقيقة غير ذلك
عليك ان تقرأ الكلام بتدقيق
الله كما تعرفه المسيحية اله عادل ورحيم لا يجازي اي انسان غير اذا ثبتت جريمته واعترف بها وامهله فرصة للتوبة قبلها ولا يجازي ابرياء معه بل هو فقط يتحمل ذنبه وطبيعة سفر يشوع في العهد القديم هي طبيعة خاصة موجهة لشعب اسرائيل وهو شعب عنيد صعب الطباع غليظ الرقبة لذلك نجد دائما الوصايا والشرائع في العهد القديم تبدو لنا صعبة وبها تفصيلات تبدو مملة وكثيرة وذلك حتي تتوافق مع طبيعة هذا الشعب الصعب الطباع .. ممكن الله يشرحلهم نوع الذبيحة وشكلها وطريقة تقديمها وشروطها فيفعلوا كل الامور التي طلبها الله لكن يقدموا الذبيحة للاوثان في نهاية الامر !!! لذلك كانت الشريعة تأديبية محددة ومشروطة لتتوافق معهم فتبدو علينا نحن ثقيلة نوعا ما ..
وهنا اذا تتبعنا النص نجد فيه الرد :
لاحظ أن يشوع أخذ عاخان وبنيه وبناته ولم يقل زوجته، فهي إما ماتت أو هي كانت غير موافقة لزوجها فيما فعله. وفي (أية 15من نفس الاصحاح ) كان أمر الله بحرق المأخوذ بالحرام هو وكل ما له أي كل ما اقتناه وليس أولاده. فالله يعاقب الشخص المخطئ ولا يعاقب أولاده الأبرياء كما نجد في (تث16:24)
"لا يُقتَل الآباء عن الأولاد، ولا يقتل الاولاد عن الآباء. كل إنسان بخطيته يقتل"
وغالبًا قوله وبنيه وبناته لا يفهم رجمهم إلا لو كانوا قد اشتركوا مع أبيهم، ولكن سياق الكلام لا يدل على هذا ففي (آية 25) يقول (فرجمه) ولم يقل (رجموهم).
ويكون قوله وأحرقوهم بالنار في (آية 25) عائدة على كل مقتنيات عاخان ويكون معنى أخذ بنيه وبناته معه كشهود لما يحدث من محاكمة وعقاب.
اذا الرجم كان لعخان فقط بسبب خطيته ولم يكن لاولادة الابرياء
لان اللفظ جاء بصيغة المفرد فهو وحده الذي رجم وليس اولاده الابرياء .
والحرق كان لمقتنياته التي اخذها بالحرام وليس ايضا لاولاده
بل اولاده وبناته لم يشتركوا معه لذلك كانوا فقط كشهود للاحداث
وهنا يبقي سؤال لماذا لم يعطي الله فرصة لعخان للتوبة رغم اعترافه ؟؟
الرد بسيط ان الله فعلا اعطاه فرصة للتوبة ولم يعاقبه فورا
نفهم هذا ايضا من نفس الاصحاح
الايه 14 و15
نجد ان الاسباط كانت تتقدم وكل سبط يقدم عشائره ومن كل عشيرة يختار بيت ومن كل بيت يتقدم رجاله وكل هذه الاختيارات تتم عن طريق قرعة وهو طقس يهودي معروف ... وهذا يوحي بطول العملية فتقدم كل الاسباط الي ان جاء دور سبط يهوذا وتمت عملية الاقتراع بالتتابع في فترة طويلة حتي وقع الدور علي سبط يهوذا ثم عشائره ثم بيوته حتي جاء دور بيت عخان
اليست هذه العملية كلها تأخذ وقت يمكن فيه لعخان ان يتراجع ويقدم توبه ؟؟ لكن النص لا يفيد انه تاب او تراجع عن خطيته وسرقته للحرام ...
وفي آية (20): "فأجاب عخان يشوع وقال حقًا أني قد أخطأت إلى الرب إله إسرائيل وصنعت كذا وكذا."
وكان اعتراف عاخان فيه أنه يعطي مجدًا لله. فهو يعترف بخطيته ويبرر الله فيما فعله. وقد يكون الله قد قبل توبة عاخان لكنه نفذ فيه العقوبة الأرضية فيهلك الجسد حتى تخلص الروح في يوم الرب. وكان سبب أن الله أوقع العقوبة عليه بالرغم من اعترافه:-
1. كان هذا التصرف هو الأول من نوعه بعد دخولهم كنعان فأراد الله أن يعطيهم درسًا يبرز فيه بشاعة الخطية مؤكدًا ضرورة بترها. وهذا نفس ما حدث مع ابني هرون ومع حنانيا وسفيرة. فمع كل بداية حتى لا يحدث تهاون يعلن الله رغبته في قداسة الجماعة.
2. عاخان تمتع بالبركات الإلهية ورأي انشقاق الأردن وإنهدام أسوار أريحا.
3. تعجله للمكسب المادي بينما لو انتظر لكان الله أغناه كثيرًا عوضًا عن الغنى الحرام
4. مع طول مدة القرعة لم يعترف، أي لم يبادر بالاعتراف من نفسه قبل أن تظهره القرعة.
وهنا نري دروس هامة لنا ان الشخص الذي يتمتع بالمواعيد والامتيازات الالهية يكون عليه مسئولية اكبر .. يعني مثلا الشخص المسيحي اذا اخطأ يكون عقابه مضاعفا .. لانه يعلم بخطأه ويصر عليه اما الشخص الغير مسيحي معذور ربما اخطأ عن جهل ولا يعرف انه متعدي في حق الله فيكون له عقاب عادل لكنه ابسط من الذي يخطأ عن علم وتعمد .. فقد تكون العقوبة قاسية نوعا ما لكنها عادلة
__________________________