رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النتائج الايجابية لاضطهاد الكنيسة إضغط هنا لمشاهدة الصوره بحجمها الأصلي 577x388px. لقد كان للاضطهاد نتائجه الطيبة ، فالله وحده هو الذي يقدر أن يخرج من الآكل أكلا ومن الجافي حلاوة : ( 1 ) أدى الاضطهاد إلى ظهور شهود أمناء للمسيح ، من الرجال والنساء ، بل ومن الفتيان والفتيات ، لم تنجح كل وسائل الترغيب والترهيب في إثنائهم عن ثباتهم ، فبفضل هذه الاضطهادات ، برز رجال مثل إغناطيوس وبوليكاربوس وكوادراتوس وترتليان وأوريجانوس وكبريانوس وكثيرين غيرهم . فالمسيحي الحقيقي -كما شهد بذلك الوالي بلينى – لا يمكن إجباره على إنكار إيمانه ، فالضربة التي سحقت القش – كما قال اغسطينوس – هي التي فصلت الحبوب الثمينة التي اختارها الرب . ( 2 ) أثبت الاضطهاد أن الإيمان المسيحيى خالد لا يموت ، حتى في هذا العالم ، فليس لملك المسيح نهاية ، فروما الوثنية – وهي بابل العظيمة كما يسميها الرسول يوحنا في سفر الرؤيا – بذلت أقصى جهدها للقضاء على كنيسة المسيح ، وقد سكرت " من دم القديسين " ( رؤ 17 : 6 ) ، ولكنها لم تفلح في القضاء عليها ، لقد سمح الله لهذا الجبروت الغاشم أن يستمر نحو ثلاثة قرون ، سالت فيها دماء أولاده أنهاراً ، لكي يقنع العالم أنه وإن " قام ملوك الأرض وتآمر الرؤساء معاً على الرب وعلى مسيحه " ( مز 2 : 2 ) ، فستنتهي كل مؤامرتهم بالفشل ، لقد وعد الرب أن " أبواب الجحيم لن تقوى " على كنيسته ( مت 16 : 18 ) ، وهو " في وسطها فلن تتزعزع . يعينها الله عند إقبال الصبح ". ( مز 46 : 5 ) لقد كانت تمسك بها يد القدير في وسط تلك الاعاصير ، ولم تبلغ الكنيسة أقصى قوتها ونموها وامتدادها وازدهارها ، إلا في أيام الاضطهاد . وماذا جرى للقوة العالمية الطاغية التي كانت تضطهدها ؟ لقد سقطت أمام ضربات القبائل المتبربرة ، التي اكتسحت الامبراطورية ، واعتنقت المسيحية وكوَّنت دول أوربا الحديثة ، وحمل أحفادهم رسالة الإنجيل إلى أمريكا وأستراليا وأفريقية ، وإلى كل العالم . ( 3 ) لقد كان الاضطهاد – إلى مدى بعيد – عاملاً هاماً في حفظ تعاليم الرب يسوع المسيح الصحيحة ، ففي عصور الاضطهاد ماتت الغنوسية ، وانهزمت الآريوسية . وفي مجمع نيقية الذي انعقد في 325 م كان من بين الحاضرين الذين اشتركوا في المناقشات ، وفي إصدار قرار المجمع ، الكثيرون ممن كانوا يحملون في أجسادهم " سمات الرب يسوع " بسبب ما تحملوه – في سبيل إيمانهم – من تعذيب وآلام . لقد أدى الاضطهاد إلى هذه النتائج المباركة ، لأن حكمة الله سمحت بذلك لخير الكنيسة ، فهو يمسك بيده مقاليد كل الأمور ، ويجعلها جميعها تعمل للخير لأولاده . وكما قال ترتليان : " إن دم الشهداء هو بذار الكنيسة " . خامسا: أثرى الاضطهاد تاريخ الكنيسة ، وأثمر هذا التراث الضخم من سير الشهداء ، الذين لولا الاضطهاد ، لما عرفنا عنهم شيئاً . لقد شعروا ، في وسط الآلام والعذابات ، بوجود المسيح معهم حسب وعده ، فتشددوا وتشجعوا ، واستقبلوا الموت بفرح ، إذ عن طريقه سيلتقون بالرب الذي أحبهم ومات لأجلهم ، ووعد قائلاً : " كن أميناً إلى الموت ، فسأعطيك إكليل الحياة " ( رؤ 2 : 10 ) . سادسا ازدياد قوة ونمو الكنيسة والاضطهاد يؤول إلى تمجيد الله ، فالعالم الشرير يهاجم القطيع الصغير بعنف وبلا هوادة ،ولكن ماذا كانت النتيجة ؟ كان العالم يدمر نفسه ، بينما كانت الكنيسة تزداد نمواً وقوة ، وما أعجب أن يهاجم الذئب الحمل ، فيعيش الحمل ويموت الذئب ! ومن غير الله يستطيع ان يفعل هذا ، ويحِّول محاولات العالم للقضاء على كنيسته ، إلى بركة لها ! . كان إدراك هذه الحقيقة لازماً بشدة للكنيسة ، فقد تحقق وعد المسيح لها عن طريق الاضطهاد ، فقد وعد بأن أبواب الجحيم لن تقوى عليها ( مت 16 : 18 ) . وقد قابل المؤمنون الاضطهاد بفرح " لأنهم حسبوا مستأهلين ان يهانوا من أجل اسمه " ( انظر أع 5 : 41 ) . |
|