رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
افتتاحية إنجيل معلّمنا لوقا البشير: "إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصّة في الأمور المتيقّنة عندنا"(لو 1: 1)، تكشف عن وجود عدد من القصص تروي حياة السيّد المسيح وتعاليمه ومعجزاته وحياة والدته وموتها وإرساليّات التلاميذ والرسل، انتشرت بين المسيحيّين في نهاية القرن الأول. بجانب الأناجيل الأربعة الأصليّة، وجدت كتابات غير قانونيّة نسبت للتلاميذ والرسل، دعيت بالأبوكريفا، إمّا أنها كُتبت بهدف تقوي سجّلها مؤمنون في الكنيسة، أو هراطقة سجّلوها تحت أسماء التلاميذ أو الرسل أو شخصيّات بارزة في الإيمان لتأييد هرطقاتهم وتعاليمهم، حوت هذه الكتابات الأناجيل المزورة، أي غير القانونيّة والرؤى والرسائل وأعمال للرسل. كلمة "أبوكريفا" لا تعني أن كل ما بها ليس حق، على الأقل في أذهان الذي استخدموها أولًا[25]. فإنها وإن كانت ليست قانونيّة لكن بعضها كان له اعتباره الخاص ككتب كنسيّة ذات قيمة روحيّة وتاريخيّة، وهي في الحقيقة تمثل تراثًا هامًا بالنسبة للمؤرّخين، يكشف عن الكثير من الأفكار والاتّجاهات والعادات التي اتّسمت بها الكنيسة الأولى، كما تمثل النبتات الأولى للأدب المسيحي من الناحية القصصيّة والفلكلور الشعبي[26]. 1. إنجيل يعقوب يُعرف باسم الإنجيل الأول Proto-evangelium of James. وهو من نتاج منتصف القرن الثاني. هدفه الرئيسي هو تأكيد دوام بتوليّة القدّيسة مريم قبل ميلاد السيّد وأثناء الميلاد وبعده. وهو يروي الأحداث الخاصة بميلاد العذراء مع ذكر اسميّ والديها (يواقيم وحنة) وحياتها المبكّرة في الهيكل، وتركها له في سن الثانية عشر، وخطبتها ليوسف، وقصّة البشارة، وزيارة مريم لأليصابات وأحداث الميلاد الخ. ويختم الكتاب بقصّة استشهاد القدّيس زكريّا الكاهن والوالد يوحنا المعمدان وموت هيرودس. أول من أشار إليه هو العلامة أوريجينوس حينما قرر أن إخوة الرب هم أبناء يوسف من زوجة سابقة. وقبل أوريجينوس ذكر القدّيسان إكليمنضس السكندري ويوستين الشهيد أحداثًا تخص ميلاد السيّد المسيح وردت في هذا الكتاب. هذا وقد اعتمد عليه القدّيس أبيفانيوس في القرن الرابع في ردّه على الهراطقة، كما أشار إليه القدّيس جيروم. يوجد منه مخطوطات هي ترجمات سريانيّة وقبطيّة وأرمنيّة وصقليّة، وإن كان لا يوجد بعد مخطوطات لاتينيّة له. 2. إنجيل العبرانيّين دُعي هكذا لأنه كان مستخدمًا في فلسطين بين المسيحيّين الذين كانوا يتكلّمون العبريّة (الآرامية). لا يُعرف كاتبه. انتشر تداوله فقط في الشرّق في النصف الأخير من القرن الثاني. أشار إليه القدّيس إكليمنضس السكندري [27]وأوريجينوس ويوسابيوس[28] وحصل القدّيس جيروم على نسخة منه بالآرامية ترجمها إلى اليونانيّة واللاتينيّة[29]. 3. إنجيل المصريّين[30] من أناجيل الغنوسيّين وإنتاجهم. يذكر القدّيس هيبوليتس أنه كان منتشرًا بين إحدى شيعهم التي تسمى Nassenes، ويحتمل أنه كان منتشرًا بين المسيحيّين المصريّين الذين من أصل أممي. أشار إليه كل من القدّيس إكليمنضس السكندري وأوريجينوس على أساس أن له قيمة تاريخيّة فقط، مع ملاحظة أن الآراء النسكيّة واضحة فيه. 4. إنجيل بطرس اكتشف V. Bouriant جزءًا من هذا الإنجيل عام 1889-1887م بمقبرة راهب في أخميم بصعيد مصر وهي تروي آلام يسوع وموته ودفنه وتُنمق قصّة قيامته بتفاصيل مثيرة بخصوص المعجزات التي لحقتها. أشار إليه يوسابيوس[31]كسفر رفضه صرابيون أسقف إنطاكية حوالي عام 190م بسبب اتّجاهه الهرطوقي (الدوسيتون) Docetic character وقد استخدمه العلاّمة أوريجينوس في تعليقاته على إنجيل متّى[32]. 5. إنجيل توما أشار العلاّمة أوريجينوس في عظته الأولى إلى إنجيل توما. كان هذا الكتاب معروفًا لدى القدّيس إيريناؤس وأيضًا يوسابيوس. وقد نسبه القدّيس هيبوليتس الروماني إلى إحدى شيع الغنوسيّين تسمى Nassenes، التي لا نعرف عنها شيئًا. وكان له منزلة كبيرة لدى أتباع ماني، لذلك حذّر منه القدّيس كيرلّس الأورشليمي بكونه من إنتاجهم، موضّحًا أنه يفسد عقول البسطاء[33]. يتناول هذا الكتاب قصّة طفولة يسوع وقوّته ومعرفته ومعجزاته خلال سني حياته المبكّرة، وقصّة ذهابه إلى المدرسة، وكيف كان يصنع من الطين اثنى عشر عصفورًا صغيرًا أثناء لعبه مع الأطفال في يوم سبت، ولما اشتكاه أولياء أمور الأطفال ككاسر السبت أمر العصافير أن تطير، فطارت وهي تغرّد![34] 6. إنجيل نيقوديموس يضم جزئين مختلفي التأليف والتاريخ. الجزء الأول هو ما يعرف بأعمال بيلاطس، Acts of Pilate ويتكلّم عن محاكمة ربّنا يسوع والتقرير الرسمي الذي قيل أن بيلاطس أرسله إلى الإمبراطور طيباريوس عن شخص يسوع، ويرجع هذا الجزء إلى القرن الثاني (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). هذا ونلاحظ في إنجيل بطرس محاولة المسيحيّون الأول التخفيف من جريمة بيلاطس، الأمر الذي ظهر أيضًا في "أعمال بيلاطس" التي احتواها إنجيل نيقوديموس. وقد أشار القدّيس يوستين[35] والعلاّمة ترتليان[36]من رجال القرن الثاني إلى أعمال بيلاطس، مستخدمين الوالي الروماني كشاهدٍ على تاريخ صلب المسيح وقيامته وصدق الإيمان المسيحي. وقد استخدم إنجيل نيقوديوس ذات الاتّجاه. المرجع: موقع كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت أما الجزء الثاني من الإنجيل فيحوي وصفًا للنقاش الذي دار في السنهدرين بخصوص قيامة السيّد المسيح (فصل 12-16) وقصّة نزوله إلى الجحيم (فصل 17-27) مستشهدًا بشاهدين هما ابني سمعان اللذين قاما من الأموات بعد معاينة السيّد في الجحيم. هذا الجزء يمثّل نوعًا من الوعظ الشبيه بميامر سير الشهداء. 7. إنجيل فيلبس إذ تحدّث القدّيس إبيفانيوس عن الاتّجاه الغنوسي في مصر أشار إلى هذا الإنجيل وجاء بمقتطف منه يحمل ميلًا غنوسيًا نسكيًا قويًا[37]، انتشر هذا الإنجيل في مصر ابتداء من القرن الثالث. 8. إنجيل الاثنى عشر رسولًا أورد القدّيس أبيفانيوس[38] مقتطفات منه، ويرجع تاريخه إلى أوائل القرن الثالث، ويسمى بإنجيل الأبيونيّين The Gospel of Ebionites. 9. توجد مجموعة من الأناجيل وضعها الهراطقة مثل إنجيل باسيليدس الغنوسي من القرن الثاني قد أشار إليه أوريجينوس والقدّيس أمبروسيوس وجيروم، وإنجيل أندراوس الذي أشار إليه القدّيس أغسطينوس[39]، وإنجيل فالنتينوس الغنوسي الذي أشار إليه العلاّمة ترتليان، وإنجيل مرقيون الهرطوقي، وإنجيل يهوذا الإسخريوطي الذي استخدمته طائفة غنوسيّة تُدعى بأتباع قايين Cainites، وإنجيل تدّاوس وإنجيل حوّاء وإنجيل كيرنثوس وإنجيل أبلوس Apelles. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سفر يشوع بن سيراخ مسموع من الاسفار القانونيه الثانيه |
الاسفار القانونيه... سفر طوبيا الاصحاح الاول |
مصداقية الاناجيل المقدّسة |
فكرة عامة عن الاسفار القانونيه الثانيه |
اهمية الاناجيل الاربعه |