رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
705 - إن اردت مثالا ً عن الغضب فلا تبحث بعيدا ً عن النبي يونان ، فقد أُضطر اخيرا ً للقيام بالمهمة التي اوكله الله بها ألا وهي تحذير شعب نينوى من غضب الله القادم . كان يونان يفضّل عدم القيام بذلك لذلك فقد شعر بالخسارة حينما سارت الامور على ما يُرام ، لهذا فقد علّمه الله درسا ً قاسيا ً عن الغضب . في هذه الآيات سوف ترى صورة ً مدهشة ً عن رحمة الله ، كما انك ستجد دروسا ً تبين ان باب التوبة مفتوح ٌ دائما ً وإن المؤمنين يغضبون احيانا ً لاسباب ليست صحيحة سفر يونان 4 : 1 – 11 1 فغم ذلك يونان غما شديدا، فاغتاظ 2 وصلى إلى الرب وقال: آه يارب، أليس هذا كلامي إذ كنت بعد في أرضي ؟ لذلك بادرت إلى الهرب إلى ترشيش، لأني علمت أنك إله رؤوف ورحيم بطيء الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر 3 فالآن يارب، خذ نفسي مني، لأن موتي خير من حياتي 4 فقال الرب : هل اغتظت بالصواب 5 وخرج يونان من المدينة وجلس شرقي المدينة، وصنع لنفسه هناك مظلة وجلس تحتها في الظل، حتى يرى ماذا يحدث في المدينة 6 فأعد الرب الإله يقطينة فارتفعت فوق يونان لتكون ظلا على رأسه، لكي يخلصه من غمه. ففرح يونان من أجل اليقطينة فرحا عظيما 7 ثم أعد الله دودة عند طلوع الفجر في الغد، فضربت اليقطينة فيبست 8 وحدث عند طلوع الشمس أن الله أعد ريحا شرقية حارة، فضربت الشمس على رأس يونان فذبل. فطلب لنفسه الموت، وقال: موتي خير من حياتي 9 فقال الله ليونان: هل اغتظت بالصواب من أجل اليقطينة ؟. فقال: اغتظت بالصواب حتى الموت 10 فقال الرب: أنت شفقت على اليقطينة التي لم تتعب فيها ولا ربيتها، التي بنت ليلة كانت وبنت ليلة هلكت 11 أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم، وبهائم كثيرة احيانا ً نتمنى ان يلحق الاذى والعقاب بالاشرار ، وحتى ان داود عبّر عن نفس هذه الامنية في العديد من المزامير التي كتبها ، لكن رحمة الله هي اكثر مما نظن او نفتكر ، وهو يشعر بالتعاطف مع الخطاة الذين نريده ان يعاقبهم . وبمقتضى رحمة الله الواسعة فانه يضع خططا ً لجلب الخطاة اليه ، وقد ادرك داود هذه الحقيقة ، لهذا رغم انه اي داود كان يكره الاشرار الا انه كان يصلي ان يتمجد الله وان يأتي الخطاة الى معرفة الرب . صلي لاجل الاشخاص الذين يحتاجون لمعرفة الله . اكره اعمالهم الشريرة لكن افعل كل ما تستطيع لاقناعهم باتباع المسيح . |
|