رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
أرسل أمامهم رجلاً. بيع يوسف عبداً. آذوا بالقيد رجليه .. أرسل الملك فحلّه .. أقامه سيداً على بيته ومسلَّطاً على كل ملكه ( مز 105: 17 -21)
عندما سجل الروح القدس مواليد عيسو في تكوين36 استعرضهم أمراء "هؤلاء أمراء بني عيسو". فأولاد عيسو لهم شأن كبير في العالم. لكن عندما يذكر مواليد يعقوب في ص37 يقول: "هذه مواليد يعقوب: يوسف" وأين الآخرون؟ وإن كان بنيامين الصغير لا زال في أحضان أبيه؟ فأين العشرة؟ في الواقع إن الروح القدس ليس لديه ما يقوله عنهم، لكن أمامه يوسف الذي مع أنه غلام لكن يقول المرنم عنه: "أرسل أمامهم رجلاً" وتم فيه قول الكتاب "وصيتك جعلتني أحكم من أعدائي ... أكثر من الشيوخ فطنت لأني حفظت وصاياك" (مز119). شاب لكنه رجل في تصرفاته وحياته. ونحن نتصوّر ـ بحسب الفكر البشري ـ أن الرب لا يُدخل المؤمنين، لا سيما الأتقياء في الضيق. ويطالعنا تكوين37 بشاب تقي يخاف الله، يأتي بنميمة إخوته إلى أبيهم، أصغرهم سناً وأكبرهم عقلاً وأكثرهم تقوى وأمانة. لكن مع هذا يُدخله الرب في الضيق. والرسول بطرس يكتب "إن كان يجب تُحزنون يسيراً بتجارب متنوعة لكي تكون تزكية إيمانكم وهي أثمن من الذهب الفاني مع أنه يُمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح" ( 1بط 1: 6 ،7). فيوسف كان يتألم تاركاً كل أموره بين يدي الله بدليل أنه لما ذهب إلى مصر كان رجلاً ناجحاً وخدم بأمانة في بيت فوطيفار وفي السجن. ومن الناحية الشخصية كان يوسف مثالاً عطراً، والرب أكرمه فوق ما يتخيَّل العقل: إذ أركبه فرعون على مركبته ونادوا أمامه إركعوا .. حتى امرأة فوطيفار كان عليها أن تركع أمام يوسف .. ويقول له فرعون "بدونك لا يرفع إنسان يده ولا رجله في كل أرض مصر". إن قصة يوسف تُرينا الآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها. وهو عين ما يحدث معنا نحن المؤمنين. لقد تألم يوسف 13 سنة وتمجَّد 80 سنة، أما بالنسبة لنا فيقول الرسول: "فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا" ( رو 8: 18 ). ليُعطنا الرب نعمة لنقبل ما يلاقينا من آلام في طريق التقوى وحمل اسم المسيح، عالمين أننا سنُظهر معه في المجد عن قريب ويكون لنا المدح عند استعلان شخصه الكريم. منقول |
|