«ثم نعرفكم أيها الإخوة نعمة الله المعطاة في كنائس مكدونية» (2 كو 1:8 – 15).
المال مهم بالنسبة لله لأنه مهم بالنسبة لنا، وقد تكلم الرب يسوع عن المال أكثر مما تكلم عن أي شيء أخر، بما في ذلك السماء والصلاة. كيف نكسب أموالنا؟ وكيف ننفقها؟ وكيف ندخرها؟ وكيف نوزعها؟ .. كل هذا يشغل مجلدات عديدة.
وكنائس مكدونية هي نموذج للعطاء (1 – 4) فقد أعطوا بسرور .. وكثيراً ما لا تكون المشكلة عندما نعطي، هي في قلة المال بل غياب الفرح والسرور .. ولقد أعطوا من احتياجهم، والكتاب المقدس كثيراً ما يذكر أناساً فقراء كنموذج لطريقة العطاء. (1 مل 9:17، لوقا 1:21 – 4) فهم أعطوا بعقل، وحكموا عقولهم في الاختبار حيث أنهم أعطوا قدر الطاقة .. ثم أنهم أعطوا بإيمان .. بل وفوق الطاقة .. بل إنهم أعطوا ملتمسين – والالتماس عادة مرتبط بالأخذ أكثر مما هو مرتبط بالعطاء .. لكن مع الرب يكون الالتماس عكس الطبيعي، لأن الغنى المادي بحسب قوانين الله مبني على قواعد عكس الطبيعية أيضاً. فالمسيح يقول «أعطوا تعطوا» وهذا هو القانون الذهبي لتسديد الاحتياجات حسب ملكوت الله: أن نعطي ونكثر من العطاء حتى من إعوازنا فتكون النتيجة هي زيادة وكثرة وغنى لنا ولمن نعطيه أيضاً، إنها حكمة الله الفائقة المعرفة فكل محبة للمال هي أصل لكل الشرور. ومفتاح كل عطاء مسيحي يكمن لا في مبلغ المال الذي نعطيه أو الوقت الذي نبذله، بل في رغبتنا أن نعطي أنفسنا (5، 9).
حضر أحد طلبة الطب اجتماعاً لإحدى الإرساليات، ولم يكن لديه مال يدفعه في العطاء فكتب اسمه على قطعة ورق ووضعها في طبق العطاء، وهو يقصد أنه لا يملك مالاً، لكنه يقدم نفسه لله، وهو اليوم طبيب في الهند.
فكر: ما هو موقفي واتجاهي من جهة العطاء؟