رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النمو في النعمة بالتدريج: 41- سؤال: هل الشر يتناقض ويستأصل بالتدريج ، وهل يتقدم الإنسان في النعمة بالتدريج، أم أن الشر يستأصل مرة واحدة حينما ينال الإنسان افتقاداً من النعمة؟. جواب: كما أن الجنين في رحم أمه لا يتشكل إلى انسان كامل مرة واحدة، بل تتكون فيه الصورة بالتدريج إلى أن يولد وحتى عند ولادته لا يكون رجلاً كامل النمو، بل يحتاج إلى سنوات لينمو، ويصير رجلاً، وايضاً كما أن حبوب القمح أو الشعير لا تتأصل في الأرض بمجرد أن تلقي البذار فيها، بل تعبر عليها العواصف والرياح، وبعد ذلك تنبت السنابل في أوانها، والإنسان الذي يزرع شجرة كمثرى لا يأخذ من ثمارها في الحال، هكذا ايضاً في الأمور الروحانية فان فيها حكمة ودقة عظيمة، والإنسان ينمو رويداً رويداً إلى أن "الى انسان كامل، إلى القامة التامة" (أف 4 : 13) وليس كما يقول البعض، يخلعون معطفاً ويلبسون آخر بدله. 42- والذي يريد أن يصير انساناً متعلماً فانه يبدأ اولاً بتعلم الحروف وحينما يتقنها فانه يلتحق بالمدرسة الابتدائية في أول صفوفها وحينما يصل إلى آخر صف فيها، فانه ينتقل إلى المدرسة المتقدمة كمبتدئ فيها وبعد ذلك حينما يصير "تلميذاً باحثاً" فانه يصير مبتدئاً بين المترافعين أمام القضاء وآخر واحد فيهم، وبعد ذلك حينما يرتفع إلى القمة بينهم فانه يصير حاكماً أو قاضياً، وحينما يصل إلى درجة رئيس قضاة فيحق له أن يتخذ معاوناً يساعده. فاذا كان في عالم الفكر توجد مثل هذه الدرجات من الارتقاء. فكم بالأولى يكون للأسرار السماوية درجاتها وارتقاءاتها، ويزداد عدد الدرجات، ثم بعد التمرن الكثير والامتحان فان الإنسان الذي يجوز التجارب ويحتملها يصل إلى الكمال. فالمسيحيون الذين قد ذاقوا النعمة حقاً، وحملوا علامة الصليب في عقلهم وقلبهم. فهؤلاء من الملك حتى الشحاذ - يعتبرون كل الاشياء التي في هذا العالم كنفاية ورائحة كريهة. وهؤلاء يستطيعون أن يعرفوا أن العالم الأرضي كله، وكنوز الملك، وكل غناه ومجده، وكل علوم الحكمة ليست الا مظهراً باطلاً، ليس له أساس ثابت، بل هو عابر سريعاً وكل ما هو تحت السماء فانهم يزدرون به بسهولة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عذاب الجحيم للقديس مكاريوس الكبير |
حياه الوحده للقديس الأنبا مكاريوس الكبير |
صورة للقديس مكاريوس الكبير |مقصوصة |
العظة الوداعية _ مكاريوس الكبير |
العظة الوداعية _ مكاريوس الكبير |