رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مع الرئيس السادات مع الرئيس الراحل السادات حدثت الازمة فجأة باعلان الكنيسة القبطية يوم26 مارس1980 الغاء الاحتفالات بعيد القيامة الموافق6 أبريل1980, وبرفضها لاول مرة في التاريخ بروتوكول الحكومة الخاص بالمندوبين المرسلين من قبل رئيس الدولة للتعييد علي الاقباط داخل الكنائس سواء في القاهرة أو الاسكندرية أو سائر المحافظات, وتطبيق ذلك ايضا علي كل الكنائس القبطية في كل بلاد العالم بمنع السفراء والقناصل من دخول الكنائس القبطية لتقديم تحية العيد للأقباط, كان هذا في نظر بعض السياسيين بمثابة تحد شخصي للرئيس أنور السادات خاصة أن توقيته جاء متزامنا تماما مع استعداده للسفر إلي أمريكا للتفاوض في مشروع, الحكم الذاتي للفلسطينيين. وقد اجبرني بعض اراخنة الاقباط علي التدخل لحل الازمة, ولكن بعد فوات الوقت, فقابلت الرئيس السادات مساء السبت5 ابريل1980 قبل سفره بيوم واحد إلي الولايات المتحدة, وذلك بعلم ورأي قداسة البابا شنودة والمجمع الموسع الذي انعقد في دير الانبا بيشوي كمحاولة لحل الازمة في آخر لحظة. فأخبرني الرئيس في هذه المقابلة بانه مستاء من تصرف الكنيسة. ثم اقنعني بعض الاساقفة بضرورة مقابلة الرئيس بعد عودته لتقديم مذكرة توضيحية من اللجنة البرلمانية المقترحة لمتابعة شئون الاقباط لتكون بمثابة قناة شرعية بين الكنيسة والدولة. وقابلته بالفعل بعد أخذ البابا علما بالمقابلة. وقدمت له المذكرة فقبلها ووعد بدراستها. ولكنني ادركت خطورة المظاهرات التي رتبها بعض الاقباط في الولايات المتحدة للقيام بها ضد الرئيس في أمريكا امام البيت الابيض وامام الفندق الذي سينزل فيه الرئيس بلير هاوس. كل هذا علم به الرئيس السادات قبل سفره مسبقا! وقد تم هذا كله بالفعل وبكل تفصيلاته كما نشرته الصحف. وقد علمت به وانا عند الرئيس عندما قابلته بعد عودته, مما كان له أسوأ الاثر في نفسه, اذ اعتبر أن الكنيسة قد ادخلت نفسها كطرف صراع ضد الدولة. ويكتب الاب متي المسكين في وثيقة مخطوطة لدينا في سبتمبر1981: دعيت لمقابلة السيد الرئيس أنور السادات وطلب مني ابداء الرأي فيما وصلت اليه العلاقة بين الكنيسة والدولة. واقترحت اولا مصالحة البابا, فرفض الرئيس رفضا باتا. فاقترحت حلا وسطا بتعيين لجنة وساطة من بعض الاساقفة مع بقاء البطريرك كما هو,فرفض رفضا باتا. صورة المقابلة هى التى أحدثت همهمة فى صفوف الأقباط وجعلت الكثيرين يتوهمون أشيائاً خاصة أن الأب متى المسكين ألتزم الصمت ثم اقترحت تعيين هيئة علمانية من المسئولين الاقباط للتعامل مع الدولة وبقاء الكنيسة بعيدة, فرفض ايضا. ولما علمت بالنية القاطعة لتوقيف البابا البطريرك وابعاده, جاهدت ألا يمس هذا الاجراء الوضع الديني وهو الشق الاول من تنصيبه وهو وضع اليد والصلاة واستدعاء الروح القدس للتقديس, فهذا ليس من اختصاص الدولة. وفي الحال نشأت الحاجة إلي لجنة اساقفة مؤقتة للقيام بمهام البابوية. وطلب مني الرئيس اقتراح اسمائها لانه كانت قد اعدت اسماء أخري غير لائقة قد اقترحت, فقدمت اسماء آباء أساقفة ـ تحت ضمانتي ـ إذ اكدت حكمتهم واعتدالهم. وان كان يحسب هذا اليوم هو اليوم الاسود في حياتي. ملاحظة: طلب مني الرئيس في البداية, وبإلحاح شديد ان أكون مسئولا فرفضت( ذكر لنا الاب متي المسكين انه حينما الح عليه الرئيس السادات في هذا رد عليه قائلا: إذ ألححت علي فسوف تفقدني نهائيا, ولن تعثر لي علي اثر في أي مكان فيما بعد. شهادات في أحداث الكنيسة المؤلمة في ابريل1980 وسبتمبر1981 كان أبونا متي المسكين يخبرنا بمقابلاته سواء مع قداسة البابا أو مع الرئيس أنور السادات, ويسرد لنا ما تم في هذه المقابلات من أحاديث, لذلك فهناك ما لم يرد في المذكرات المكتوبة وها هي: 1ـ اعترض الاب متي المسكين أولا علي قرارات سبتمبر باعتقال المعارضين من السياسيين وبعض رجال الدين مسلمين ومسيحيين كما أخبره بها في هذا اللقاء الرئيس السادات قبل تنفيذها, فرجاه الأب متي المسكين ان يتراجع عنها لان العنف يولد العنف فرد عليه الرئيس بأن كل شيء قد أعد ولا يمكن التراجع عنه. 2ـ ولما تطرق الحديث الي ما ينوي اتخاذه مع قداسة البابا من: اعتقال, ومحاكمة, وتوجيه اتهامات, قال له أبونا متي المسكين: ـ يا سيادة الرئيس, أي انسان قبطي يتعلم من صغره ان يؤدي مطانية( أي سجود للأرض) أمام رئيس الكنيسة, لذلك فأي مساس برئيس الكنيسة يحدث جرحا عميقا في مشاعر الأقباط. وبالمناسبة يا سيادة الرئيس أتوسل اليك ألا تدعوه في خطبك شنودة بل الانبا شنودة أو البابا شنودة لئلا تجرح مشاعر الشعب القبطي في الصميم. 3ـ ثم قال له: ليس من حقك عزل البابا لانه يظل بابا في الكنيسة طيلة حياته. وفعلا لم يستخدم الرئيس كلمة عزل بل استخدم القرار الجمهوري الذي في سلطته فقط, فألغاه, ثم أعاده الرئيس حسني مبارك بعد ذلك عام1984. الرحيل ولما كملت أيام خدمته مضي الي بيته( لوقا1:23) وفي فجر اليوم الثامن من يونيه2006 م. أول بؤونة1722 ش. انتقل إلي الامجاد السماوية قدس الأب الروحي لدير القديس أنبا مقار القمص متي المسكين الراهب الناسك والعالم القبطي الكنسي الفاضل عن عمر يناهز السابعة والثمانين بعد مرض قصير الأجل, بعد ان حمل مسئولية تجديد الحياة النسكية مع الاحتفاظ بالاصالة الابائية القديمة في اربعة أديرة. وبالإضافة الي ذلك حمل مشعل العلم والتنوير اللاهوتي والروحي في الكنيسة مع الالتزام بالأصالة. فلتكن صلواته وشفاعته معنا ومع الكنيسة كلها. ولتهنأ الأجيال كلها بالتراث الطويل العريض الذي تركه الأب متي المسكين للكنيسة من سيرة حياة عطرة فاضلة وكنز من التعليم المسموع والمقروء وما سيسعد به كل من اراد ان ينهل منه ويعطي الاخرين طلبا للحياة الابدية, ولمجد اسم الله القدوس آمين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رفض الأب متى المسكين أن يشغل مكان البابا شنودة بعرض من السادات |
أبونا متى المسكين |
من مذكرات الاب متى المسكين |
من أقوال أبونا متى المسكين |
مذكرات ابونا متى المسكين |