ليس لكي اخجلكم اكتب هذا بل....

[ناردين]

«ليس لكي أخجلكم أكتب هذا بل كأولادي الأحباء أنذركم» (1 كو 14:4 – 21).
كثير من الآباء اليوم يتصابون أو يتخاذلون أمام تحمل المسئولية الكاملة كزوج أو أب ورب أسرة. إنهم ما زالوا يعيشون زمن الصبا لا يعبأون بالمسئولية ولا يريدون التقيد بالتزاماتها، مما يترتب عليه الكثير من المشاكل المأساوية. الرسول بولس يعلمنا كيف نكون آباء صالحين لأولادنا.
لم يكن الرسول بولس طامعاً في شهرة ولا محباً للمظاهر. الآلاف الذين كسبهم إلى المسيح وتحولت حياتهم إلى نور الإيمان، لم يكونوا سبباً لتخليه عن مسئولياته اليومية العادية (15). بل كان يعلم تماماً أن من مستلزمات العمل التبشيري هو المتابعة والسعي وراء مؤمنين جدد للكنيسة.
كأب صالح لم يهمل الرسول بولس أولاده في الإيمان حتى في غيابه عنهم، فكان يتولاهم دائماً برسائل الإيمان والتشجيع والنصح. لقد كان يطبق عملياً في نفسه ما مكان يعمل به صائراً مثالاً في كل شيء (16). وعندما يتعذر عليه شخصياً الرعاية، كان يعهد بذلك إلى أحد زملائه في الخدمة (17). لم يكن بولس متهاوناً. فقد كان دائم التحذير والتهذيب عندما يلزم الأمر (18 – 24).
من نعم الله علينا أن يكون لنا آباء روحيون مثل الرسول بولس. ماذا يكون تجاوبنا إزاء ذلك الامتياز؟ أن نطيع آباءنا وأمهاتنا في المسيح، أن نستمع إليهم، وإن نتعلم منهم ونتعاون معهم ونخضع لهم. وعندما نصبح آباء روحيين لعلنا نتذكر مقدار المسئولية ونتابع أبناءنا باهتمام.
صلاة: اذكر يا رب خدامك الآباء الروحيين، أمنحهم يا الله كل حب وكل اهتمام بأولادهم حتى يرعوهم في أمانه وإخلاص. بارك الأبناء أيضاً وامنحهم روح الاحترام والطاعة لمرشديهم.