منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 08 - 2013, 07:57 PM
الصورة الرمزية Rita Fady
 
Rita Fady Female
مميز | الفرح المسيحى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Rita Fady غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1402
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : الكنيسة المنتصرة
المشاركـــــــات : 183

يمكن تصنيف المزمور الخامس والعشرون مع مزامير الحكمة وأيضاً مع المراثي الشخصية، هو مزمور توسّل ينشده المرنّم متشكّياً من حالة، رافعاً صلاته بثقة إلى الله، مقراً أمامه بذنوبه وخطاياه خصوصاً لأنه حزين لشعوره بالعزلة والاضطهاد، ومع أنها قصيدة شكوى لكن المحور الأساسي الذي يتضرع المرنّم طالباً أن يعرفه ويسلك فيه هو “طريق الرب”.

هو أحد المزامير المرتبة ترتيباً أبجدياً، حيث تبدأ كل آية بحرف مختلف من الأبجدية العبرية المشتملة على اثنين وعشرين حرفاً، تبدأ الآية الأولى بحرف الألف والثانية بحرف الباء والثالثة بحرف الجيم والرابعة بحرف الدال وهكذا دواليك…، وهي طريقة تساعد الذاكرة على الحفظ والإنشاد، وبالرغم أن الترتيب الهجائي لهذا المزمور ليس كاملاً، حيث يظهر عدم الانتظام في الآيات (2، 5، 18، 22)؛ إلا أن لهذه الطريقة معنىً أعمق، إذ إن الأبجدية عطيّة الله للبشر الذين يحتاجون إلى الكلمات والحروف لكي يعرفوا الله وينشدوا بمجده عبر كلمات الأبجديّة المنظّمة التي وهبهم إياها؛ حيث يعتبر العبراني الأبجديّة عطيّة من الله، لذا فهو يستعمل الكلمات والحروف ونظامها، ليسبّح بها الله على عطيّته هذه.

تتردّد في المزمور كلمة يهوه (الرب) عشر مرات، وكلمة طريق أو سبيل عشر مرات، ويتلخص هدف المرنّم في نقطتين:

أولاً: الهدف العام من المزامير وهو تقديم صلاة لله تظل صالحة لأبناء الله على مدى الأجيال.

ثانياً: يعطي هذه الصلاة شكلاً خاصاً يجعل كل طلبة فيها تبدأ بحرف من الحروف الأبجديّة؛ فتردّ البشرية للرب ما سلّمه إليها وتُبارك الله بما منحها من عطيّة. تهدف مثل هذه المزامير إلى مدح كلمة الله، التوراة، وتميل بعض المرّات إلى التركيز على الحرف، والخوف هنا هو أن نقع في تطويبه ناسين كلام بولس الرسول: “الحرف يقتل أمّا الروح فيحيي” (2 كورنثوس 3: 6).

في النهاية يجب تفسير هذا المزمور على أنه مديح لله الذي كلّم البشر وأوحى لهم كيف يدوّنون هذه الكلمة وينقلونها فيسمعها الآخرون ويفهمون ما يقال. أخيراً صلاة هذا المزمور هي مدح لكلمة الله اليوم كما بالأمس، من خلالها نؤكد القول بأن الله يعلّم الخاطئين طرقه ويُشركهم في عهده عن طريق كلمته المسطرة في الأبجدية.

يُعتبر مثالاً طيباً لكيفية صلاة التضرع اليومي، منه نتعلم:

أولاً- ماهية الصلاة (1، 15):

رفع القلب والعينين إلى الله.

ثانيا- ما ينبغي أن نصلي لأجله:

طلب غفران الخطية [6، 7، 18]،

التوجه نحو طريق الالتزام [4، 5]،

طلب عطف الله [16]،

الخلاص من أتعابنا [17، 18]،

حفظنا من أعدائنا [20، 21]،

وخلاص شعب الله [22].

ثالثاً- كيفية التضرع لله في الصلاة:

بثقة تامة في الله [2، 3، 5، 20، 28]،

نعرض مرارتنا وظلم أعدائنا لنا [17، 19]،

نعد إخلاصنا وتمسكّنا[21].

رابعاً- منه نعرف قيمة المواعيد الثمينة :

لتشجيعنا على الصلاة،

لإرشادنا وتوجيهنا [8، 9، 12]:

منافع العهد مع الله [10]

وبهجة الشركة معه [13، 14].

من الواضح أن داود النبي كتبه في أواخر أيام شيخوخته، لأنه يتحدث عن خطايا صباه. يعتقد بعض الدارسين أنه نظمه أثناء تمرد ابنه، بينما يرفض آخرون نسبته لداود، ويعتقدون أنه يخص حالة الأسر البابلي حيث يجسّد شكوى الأسرى من قهر أعدائهم.

ثانياً: نص المزمور وتقسيمه:

يتكون المزمور من اثنتين وعشرين آية وينقسم إلى خمسة أقسام:

استهلال: بداية المزمور (1):

1- لداود: إليك يا رب إلهي أبتهل

مقدّمة: الله لا يخيّب ثقة من يؤمن به ( 2-3):

2 – عليك توكلت فلا أخزي ولا يشمت بي أعدائي

3 – كل من يرجوك لا يخزى،

القسم الأول: تائب ينتظر مغفرة الله المخلّص والمعلم (4- 7):

4 – يا رب عرفني طرقك وسبلك علمني.

5 – بحقك أهدني وعلمني، أنت الله مخلصي، وإياك أرجو نهاراً وليلاً.

6 – أذكر رأفتك ومراحمك، فهي يا رب منذ الأزل.

7 – لا تذكر معاصيّ وخطايا صباي، بل برحمتك أذكرني، لأنك يا رب صالح.

القسم الثاني : إرشاد أول؛ نداء للثقة بالله (8- 11)

8- الرب صالح ومستقيم ويرشد الخاطئين في الطريق.

9- يهدي الودعاء بأحكامه، ويعلم المساكين طرقه.

10- سبل الرب رحمة لمن يحفظ عهده وفرائضه.

11- من أجل اسمك يا رب اغفر ذنوبي الكثيرة.

القسم الثالث: إرشاد ثان، بالتوبة والاعتراف نصبح من جماعة خائفي الرب (12- 15):

12 – من خاف الرب أراه أي طريق يختار،

13 – فتنعم نفسه بالخير، ونسله يرث الأرض.

14- الرب يرشد أحباءه، ولهم يعلن عهده.

15- عيناي إلى الرب كل حين ، فهو يخرج من الشرك رجلي.

القسم الرابع: المرنّم يعود يتذكّر خطاياه (16-19):

16- تحنن يا رب والتفت إلىّ لأني وحيد ومسكين.

17- فرّج الضيق عن قلبي، ومن سوء الحال أخرجني

18- أنظر إلى عنائي وتعبي، وأغفر جميع خطاياي.

19- ها أعدائي كثروا، وبحماسة يبغضونني.

القسم الخامس: من يرجو الرب لا يخيّب (20-22):

20- نجني وأحفظ حياتي. بك احتميت فلن أخزى.

21- تشفع لي نزاهتي واستقامتي وأنت يا رب رجائي.

22- افتد بني إسرائيل يا الله من جميع ضيقاتهم.

ثالثاً: تفسير المزمور:

استهلال: بداية المزمور (1):

1- إليك يا رب إلهي أبتهل:

كان داود النبي يعاني من الشعور بالعزلة، إذ صرخ: “انظر إليّ وارحمني، لأني ابن وحيد وفقير أنا”، (مزمور 25: 16) تعبيراً عن إحساسه بالعوز والنقص والضعف، لذا يتوجه النبي المرنّم إلى الرب إلهه في صلاة عميقة مبتهلاً إليه أن يسمع صلاته ويستجيب لطلبته المرفوعة. والابتهال ليس مجرد صلاة فهو درجة عالية من درجاتها الطلب فيها يصل إلى حد التوسل والإلحاح وهي حافلة بالمناجاة والتضرع، زاخرة بالرجاء…

مقدّمة: الله لا يخيّب ثقة من يؤمن به ( 2-3)

2- عليك توكلت فلا أخزي ولا يشمت بي أعدائي:

تقديم ذكي لموضوع القضية، فالجميع يعرف كيف توكل داود النبي على الله واعتمد عليه في كل شئون حياته؛ وفي حالة خذلان الله لقضيته وعدم استجابته لطلبته الملحة ورفضه لتضرعه وابتهاله ستكون هزيمته مدعاة للسخرية والهزأ والشماتة من ِقبل أعداء الله ومضطهدي الملك، تماماً كما حدث في مواقف كثيرة ليس أخرها ما نطق به اليهود الواقفين أمام صليب الرب يسوع “لقد توكل على الله فلينجيه ..” (متى 27 : 43).

« يشمت بي أعدائي:

الشماتة هي السرور والتلذذ بما يصيب الآخرين من أذى، وهي سلوك عدواني يدل على نفس غير سوية تكره الخصم إلى درجة كبيرة وتتمنى إيقاع الأذى به فإن لم تستطع أن تفعل ذلك بنفسها تقتصر لذتها في الشماتة بما يحل به من نكبات… والأعداء المتربصين بالنبي هنا، لم يتمكنوا أبداً من الانتصار عليه نصراً حاسماً حيث كان الله يظهر فجأة فيبطل جميع المؤامرات التي سهروا الليالي يخططون لها، ويفشل كل فخاخهم التي أمضوا السنين يدبرونها، بل وكثيراً ما كانوا يسقطون في نفس الحفر التي حفروها للنبي البار الذي “توكل على الله” . ومن ثم فإذا رأي هؤلاء ما يحل بالنبي من بلاء دون أن يتدخل الله لينقذه ستكون شماتتهم “فرحهم المَرضيِ”، شديدة…

3 – كل من يرجوك لا يخزى بل يخزى الغادرون باطلاً :

يعلن النبي إيمانه الشخصي وإيمان شعبه، فقد أختبر كلاهما كيف سمع الرب صراخهم واستغاثتهم وقبل صلاتهم وابتهالاتهم وحملهم على منكبيه وقادهم في البرية وخلصهم من بطش أعدائهم ونصرهم عليهم. بالتالي يعرف داود وشعبه أن الرجاء في الرب لا يخزى أبداً لذلك يعتبر الرجاء من الفضائل الإلهية الثلاث : الإيمان – الرجاء – المحبة، وكما أن المحبة لا تسقط أبداً، كذلك إيمان النبي ورجاءه في انتظار الرب [3، 5، 21]. والرجاء هنا يعني الانتظار بثقة، كما يعني أيضاً قبول توقيت الرب وبالتالي حكمته؛ هذا ما يميز موقف داود نحو الله عن موقف شاول (1 صموئيل26:10؛ 13: 8-14)، وموقف أشعياء عن موقف الشعب (أشعياء30: 15- 18).بل يخزى الغادرون باطلاً، كتأكيد على أن الذي يحفظ عهد الرب وشريعته ويظل متوكلاً عليه في كل الظروف لا يخزى أبداً، عكس من يغدر بعهده ويخلف الوعود والعهود مع الله والناس.

القسم الأول: تائب ينتظر غفران الله (4- 7):

4- يا رب عرفني سبلك وطريقك علمني:

حين يتذكر النبي عهد الله معه وأمانته نحو حفظ العهد ويذكر خيانة الأشرار وحنثهم بالعهود… يخشى أن يكون هو أيضاً قد ضل الطريق ولو للحظة واحدة، فيطلب من الرب نعمة أساسية، تصير جوهر صلاته، وبدلاً من الإلحاح في طلب النصر على الأعداء والانتقام من الأشرار الذين يضطهدونه ويحاصرونه، يعطي النبي الأولوية المطلقة لـ “الأمانة نحو العهد”.

« عرفني طرقك :

بتواضع عجيب يقف النبي كتلميذ مبتدئ بين يديّ الرب خافضا ذاته أمامه طالبا منه الهداية والعلم والمعرفة؛ وكأنه بكل خبراته وآلامه وآماله، بل ووحي الله وإلهامه،مازال لا يعرف طريق الرب، بينما هو قد حفظه وسار فيه منذ صباه ونادراً ما حاد عنه أو تخطاه، وإن حدث فسرعان ما كان يعود تائباً متوسلاً.

« سبلك علمني:

ما أروع التكرار وأعمقه، فالمعرفة وحدها لا تكفي أما حين يتعلم المرء شيئاً فإنه يمتلكه وبالتالي يصير جزءً منه… والنبي هنا لا يكتفي بمجرد المعرفة للعلم فحسب، بل يريد أن تتعمق معرفته بالتعلّم ليتمكن من ممارسة ما عرف وعيشه بحيث يتحول في داخله إلى نهج وأسلوب حياة.

5- بحقك أهدني وعلمني أنت الله مخلصي وإياك أرجو نهاراً وليلاً:

لقد نسى النبي المرنّم قضيته الأساسية التي من أجلها وقف يصلي ويبتهل، واكتشف من خلال صلاته أن هناك قضية أهم وأولى يجب أن تحتل المكانة الأولى في صلاته، فلم يعد مهماً صراعه الشخصي مع أعدائه أياً كان الموقف، والتفت إلى القضية المحورية، إنّه يريد أولاً أن يتمم مشيئة الرب في حياته…

« أهدني بحقك:

الهداية هي عملية روحية تعني تقويم الطريق المنحرف والعودة إلى الحق والنور، وهي تعني تغيير جذري في الحياة والمهتدي هو العائد من الظلال والظلام، وخير تطبيق لمفهوم الهداية هو ما حدث مع بولس الرسول على طريق دمشق (أعمال الرسل: 9). يستطرد النبي أهدني يا رب إذا كنت قد نسيت وصاياك وتركت طريقك أو أهملت شريعتك وابتعدت.

« أنت الله مخلصي:

بالطبع الله المخلص هذا هو اسمه وهذه هي مهمته منذ البداية إلى اليوم، فإذا ما كنت يا رب قد جهلت الطريق: فعرفني طرقك

نسيت الطريق: فعلمني سبلك

ضللت الطريق: فأهدني بحقك

سقطت في الطريق: فخلصني بحقك

لا تخيب يا رب رجائي الدائم فيك

أنت وحدك مخلصي يا مخلص شعبك.

6- أذكر رأفتك ومراحمك فهي منذ الأزل:

تحولت الصلاة نهائياً من طلب المعونة والاستغاثة من ظلم عدو أرضي، إلى فحص متعمق للضمير ومسح شامل للحياة، فصارت طلباً للرحمة لا العدل: فها هو يكتشف أمام بر الله وقداسته وأمانته للعهد وتدخله الدائم لخلاص جميع المتوكلين عليه بكل قلوبهم؛ كل آثامه ومعاصيه، وبالتالي يصرخ طالباً رأفة ورحمة ويدرك أن الله رءوف رحيم، بل أن الرأفة والرحمة هما الله نفسه لأنهما من صميم طبيعته وهما أزليتان مثله. نجد أنفسنا هنا أمام تعبير جديد رائع يجسد إيمان المرنّم ويقينه أنه مهما عظمت خطاياه فإن الله بطبيعته برأفته ورحمته ومحبته له، قادر أن يغفرها.” كرحمتك يا رب ولا كخطايانا”( أنافورا القداس الباسيلي).

7 – لا تذكر معاصيّ وخطايا صباي، بل برحمتك أذكرني، لأنك يا رب صالح:

ألم أقل أن صلاة الطلب ومزمور التوسل قد تحولا إلى فحص للضمير … خرجت ذكريات الخطايا وبرزت آثار ما أرتُكب من آثام طوال الحياة ومنذ الصبا فليس غريباًَ على داود هذا الاعتراف فهو القائل “بالآثام ولدت وبالخطايا حبلت بي أمي” (المزمور 50 :5) وهذا عزيز في عيني الرب إذ يطربه ويشجيه ويستثير لديه كل أحاسيس الرأفة والرحمة والحنان حين يرى أولاده “منكسري القلوب معترفين بخطاياهم” فإذا اعترفنا بخطايانا”فهو أمين وعادل يغفر لنا” (1 يوحنا1 :9).

« لا تذكر خطايا صباي :

فترة الصبا هي فترة الخروج من الطفولة، وتتميز بالنزوة والطيش، لعدم معرفة المرء بنفسه وانعدام خبرة جدّية بالعالم وشعوره بالرجولة دون أن يكون رجلاً بعد. إنها وقت يرتكب فيه الصبي كثيراً من الحماقات والأخطاء. لذا يطلب النبي من الله ألا يتذكر آثام هذه الفترة لأنه لم يكن قد اختبره أو عرفه بعد معرفة شخصية …

« بل برحمتك أذكرني :

لا تذكر – أذكر… ما كان يمكن لداود النبي أن يعترف بخطاياه وجهله، خاصة أيام شبابه لو لم يكشف له الرب عن رأفته ورحمته الأزلية؛ فحب الله وأبوته الحانية هما السند في الاعتراف بالخطايا. لذلك يطلب داود النبي من المعلّم ألا يتذكر خطاياه بل يذكره هو كخليقة محبوبة لديه لها مكانتها وتقديرها الخاص لا لفضل فيها وإنما من أجل رحمة الله وصلاحه واسمه القدوس. وهكذا نستوعب طلب اللص اليمين من المعلم أن يذكره متى جاء في ملكوته،0 (لوقا 23: 42) فحمل نفسه إلى الفردوس، مبّررة باستحقاق الدم الثمين. هكذا إذ نطلب من الرب “لا تذكر خطاياي أذكر رحمتك”، يجيبنا الرب قائلاً: “أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها” (أشعياء 43: 25). دلال ما بعده دلال وثقة ما بعدها ثقة، فهل ستُستجاب صلاة النبي ؟

« لأنك صالح يا رب :

الصلاح من صفات الله المطلقة، فهو وحده الصالح “لماذا تدعوني صالحاً ولا صالح غير الله وحده” (متى 19: 17)هكذا أجاب الرب يسوع الشاب الغني الذي ناداه بهذا الاسم، فالله وحده صالح لا يعرف سوى الخير والصلاح، وكل بشر خاطئ، لكن الله سيعفو برحمته ورأفته وصلاحه عن آثام النبي ولن يذكر خطايا صباه التي ارتكبها بسبب الجهل.

القسم الثاني: إرشاد أول؛ نداء للثقة بالله (8- 11):

إرشاد أول هو بمثابة نداء إلى الثقة بالله، طلبَ المرنّم من الله أن يهديه طريقه، فوعده الرب بالاستجابة، بالرغم من كونه خاطئاً (أيوب 36: 8- 11)، شرط التقدم أمامه تائباً مقراً بخطاياه ملتمساً المغفرة، والتوجّه نحوه بكل قلبه واعداً بحفظ العهد وجميع متطلّباته بأمانة، مسّلماً ذاته بتواضع إلى رحمة الله.

8 – الرب صالح ومستقيم ويرشد الخاطئين في الطريق:

بعد أن استخدمها قرينة تجعل الله يبرره، يعود فيعلنها كعقيدة ومحور إيمان وقاعدة أساسية من قواعد التعامل مع سيده وإلهه وخالقه… إنه صالح وإلى الأبد رحمته ولسوف يستمر في تأمل هذه الحقيقة ويخلق منها مزموراً جديداً يردده مع شعبه ليؤكد في قلوبهم وأذهانهم هذا الإيمان القويم أن الرب لا يعرف الشر وأنه مستقيم يحب المستقيمين في طريقهم، وأنه بار يحب الأبرار ويدافع عنهم ويحفظهم من كل شر، وأنه قدوس يطلب من أبنائه أن يقتدوا به ويصيروا هم أيضاً قديسين. لذا يهديهم ويرشدهم ويقومهم ويقودهم إلى الطريق المستقيم.

9- يهدي الودعاء بأحكامه، ويعلم المساكين طرقه :

الهدى أو الهداية أو الاهتداء عملية روحية قلبية تتطلب معرفة وإقرار واعتراف بالخطأ وطلب للرحمة.. وهذه كلها تندرج تحت بند الوداعة، فهو حتى إن سقط يقوم معترفا ويطلب من الرب أن يمسك يده ويقده عائدا به إلى الطريق المستقيم، عائدا به إليه. وهكذا يكتسب البار بانكسار قلبه وتواضعه أمام الرب غفرانا كاملاً غير منقوص الأركان وهدي لشريعته. إنه إنسان يعرف قدر نفسه ويترفق بغيره كما يرحمه الله…
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور كل يوم /المزمور الخامس والعشرون
الرب حمى المضطهدين المزمور الخامس والعشرون
المزمور الخامس والعشرون
المزمور الخامس والعشرون
المزمور المائة و الخامس والعشرون


الساعة الآن 04:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024