منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 08 - 2013, 09:16 AM
الصورة الرمزية abraam
 
abraam Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  abraam غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 410
تـاريخ التسجيـل : Jul 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 4,513

استضافة حمار وبغل
استضافة حمار وبغل

بلغ الأخوان موسى وبولس مدينة بلبيس، وكانا يسيران معًا في شوارعها وسط ظلام الليل يتحدثان عن صديق العائلة الصراف إقلاديوس وزوجته وأولاده الثلاثة، وكان قلباهما يلتهبان شوقًا لرؤية هذه العائلة التي ارتبطا بها بروح الحب وقد عُرفت بالتقوى وحياة الصلاة.

لم يشعر الأخوان بالوقت خلال ذكرياتهما اللطيفة وحديثهما الطويل بخصوص عائلة الصراف إقلاديوس، حتى وجدا نفسيهما أمام باب عم إقلاديوس يقرعانه. فتح الرجل لهما الباب، ولم يصدق نفسه إذ رأى الشابين أمامه، فمنذ وفاة والديهما لم يلتقِ بهما قط. أخذهما بالأحضان وكان يقبّلهما والدموع تجري من أعين الكل.

أسرعت زوجته إليهما تسلم عليهما في شوقٍ كما إلى ابنيها العزيزين جدًا عليها، وصارت تسألهما عن والدتهما وأحوالها بعد وفاة أبيهما. أما أولاد عم إقلاديوس الثلاثة ففرحوا جدًا برؤيتهما. جلس الكل معًا، وتحول ظلام الليل إلى بهجة عيد مفرح. وكان الكل يتجاذب الحديث. وفي هدوء تسللت الزوجة إلى خارج الحجرة حيث قامت بذبح "إوزة" وإعداد العشاء.

انقضت قرابة ساعة بعدها أخذ العم إقلاديوس موسى في حجرة مستقلة وكان يسأله عن حياته الروحية وسلوكه وتجارة المرحوم والده. أجاب موسى: "أشكر اللَّه، فالتجارة تسير على ما يرام، وبركات اللَّه لا تُحد، لكن ما يقلق نفسي هو أخي بولس، فإنه لا يعرف المرونة، لا يصلح في العمل التجاري، إنه "حمار" يمثل ثقلًا عليّ في أعمال التجارة. عندئذ تنهد العم إقلاديوس في مرارة، وتساقطت الدموع من عينيه، وهو يقول: كيف تدعو أخاك حمارًا يا ابني؟ إنه أخوك، يلزمك أن تحبه لا أن تدينه وتسيء إليه، تنظر إلى حسناته وفضائله ومواهبه لا إلى سقطاته وضعفاته. لكن موسى لم يبالِ بالكلام!

جلس العم إقلاديوس مع بولس أيضًا على انفراد، وإذا سأله عن أحواله وأمور تجارة والده، أجاب كأخيه أن كل شيء يسير حسنًا لكن أخاه "كالبغل" يثور ويهيج عليه بلا سبب، لا يتصرف بحبٍ وحكمةٍ، عندئذ بدأ العم ينصحه باحتمال أخيه وعدم إدانته، فلم يهتم بولس بكلماته.

إذ مضت أكثر من ساعة دخل العم إقلاديوس المطبخ، وعاد يحمل صينية عليها طبقان بغطاء، وإذ خرج أولاده الثلاثة وتركوه مع الضيفين قدم لهما الصينية للعشاء.

غسل الشابان أيديهما وجلسا حول المائدة، وإذ كشفا الطبقين كانت المفاجأة أنهما وجدا قليلًا من العدس والفول غير مطبوخين. تراجع الشابان إلى الوراء، كل منهما ينظر إلى الآخر في دهشة، كأنهما يتساءلان: ما هذا الذي يفعله العم إقلاديوس؟ ألعله أخطأ في الصينية، أم أنه تصرف عن عمد لعِلةٍ بينه وبين والدهما؟!

ساد الحجرة جو من الصمت، قطعه الرجل الوقور، بقوله في هدوء: "لماذا تندهشان يا ولديَّ؟! أليس هذا هو طعام الحمار والبغل؟! فقد دعوت يا موسى أخاك حمارًا، وأنت يا بولس دعوت أخاك بغلًا... فلتأكلا إذن فهذا هو الطعام المناسب لكما!"

* هب لي عينيك يا محب البشر، أرى بهما كل إنسانٍ كما تراه أنت!

أستر على ضعفاته كما تستر أنت عليّ!

* هب لي ألا تخرج كلمة جارحة من فمي، بل أنطق بلسانك يا كليّ العذوبة!

* هب لي فكرك فلا أدين أحدًا!
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
زوادة اليوم: حمار يقلّد حمار : 1 / 6 / 2023 /
(إش 51: 16) وبظل يدي سترك
حمار يقلد حمار .. اذن هو حمار
استضافة حمار وبغل
حمار يقلد حمار


الساعة الآن 11:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024