رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إكراماً لآلام وأوجاع مريم العذراء نداء مريم العذراء الوجيعة، أم يسوع أيتها الجراحات المقدسة، فأنت مزمعة أن تبقي مفتوحة في جسم ابني الحبيب لكي تكوني ملجأً منيعاً لجميع أولئك الذين يبادرون نحوك محتمين فيك. لأنه كم وكم من البشر هم عتيدون أن يقبلوا بواسطتك غفران خطاياهم، وبك تلتهب قلوبهم بمحبة الخير الأعظم. أيتها الأشواك القاسية والمسامير والحربة الجارحة المؤلمة، كيف أمكنكِ أن تعذِّبي بهذا المقدار خالقك؟ ولكن أنتم يا معشر الخطأة، أنتم هم الذين عاملتم ابني هذه المعاملة السيئة المرثي لها. ارجعوا أيها الخطأة إلى قلب ابني المجروح وعودوا إليه تائبين وهو يقتبلكم محتضناً. فاهربوا منه بحسب كونه قاضياً وارجعوا إليه بحسب كونه فادياً. اهربوا من المحكمة القضائية إلى منبر الصليب. فهوذا ابني قد مات ليخلصك أيها العالم، فليس هو زمنك بعد الآن زمن الخوف والفزع، بل زمن الحب. زمن الانعطاف بالحب الحقيقي، نحو من أظهر لك حقائق حبه إياك باحتماله حباً بك هذا المقدار من الآلام الشديدة. إن كان ابني قد ارتضى بأن يفتح جنبه بطعن الحربة لكي يعطيك قلبه أيها الإنسان، فعادل وصوابي هو أنك تعطيه أنت قلبك واهباً إيـاه له. وعود السيد المسيح: عظيمة هي النعم والمواهب الموعود بها من فادينا يسوع لأولئك الذين يتأملون بتواتر في أوجاع والدته، محسنين الإكرام نحو هذا الموضوع. وقد فهم القديس يوحنا أن المجيدة مريم البتول كانت تطلب من ابنها نِعَماً خصوصية للمتعبدين لآلامها وأوجاعها. وأنه تعالى وعدها بأنه يهبهم أربع نِعَم خاصة متقدمة: الأولى: هي أن من يستغيث بهذه الأم الإلهية باستحقاقات أوجاعها، يكتسب قبل موته نعمة أن يصنع التوبة الحقيقية على جميع خطاياه. الثانية: هي أنه عزّ وجلّ يحفظ هؤلاء العابدين حين شدائدهم وتجاربهم التي تلمّ بهم لا سيما في ساعة الموت. الثالثة: هي أنه يطبع في قلوبهم تذكرة لأمه، فتعدّ لهم المكافأة الغنية في السماء. الرابعة: هي أنه تعالى يضع هؤلاء العباد في يد مريم عينها لكي تتصرف هي بهم حسبما تشاء وتريد، وأن تستمد لهم كل النِعَم التي ترغبها لهم. وعد العذراء مريم القديسة طوبى للذين يتلون يومياً فرض وطلبة أحزاني، ويذرفون الدموع السخية على آلامي القاسية، وأوجاعي الموجعة. فأستمد لهم حياة بارّة، وميتة صالحة، وعند ساعة موتهم احتضنهم بين ذراعي. إنَّ الذين ينشرون ويذيعون هذه العبادة الخلاصية ويكثرون طبعها، أبارك مشاريعهم الروحية والمادية، وأبعد عنهم المصاعب والضيقات، واشملهم في حمايتي في الحياة والممات، ويكون لهم الحظ الأكبر في السماء. |
|