أن لأمنا العذراء مكانة متميزة وعظيمة في حياة المسيحين كافة منذ أن أختارها الرب ان تكون اما لربنا يسوع المسيح فولد منها وترعرع في اكتافها فأشتركت معه بحياتها وتألمت معه بآلامها ولقبت بأم الاحزان لانها تحملت وقاست من الاحزان والالآم ما لم يلقاه اي كائن حي في هذه المعمورة
وأول هذه الاوجاع بدأت مع أمنا مريم عند ولادة أبنها الرب يسوع وذ لك عندما جاء الملاك وقال ( قم وخذ الطفل وأ مه وأهرب الى مصر وأقم هناك حتى أعلمك لأن هيرودس سيبحث عن الطفل ويهلكه) لنفكر بين أنفسنا ونفتكر كيف هو حال الام الحنونة في تلك الليلة الباردة أن تأخذ أبنها
الرضيع وتهرب به او لاتدري ماذا سيلاقيها من المخاطر والصعاب او في اي مكا نسينامون وكم من الخوف والرهبة عانوا في تلك الليلة .
وعندما تقد م يسو ع الطفل الى الهيكل وحمله سمعان الشيخ بين ذراعيه والتفت الى مريم العذراء وقا ل لها ( ا نت سينفذ سيّف في نفسك لتنكشف الافكار عن قلو ب كثير ة ).
لا تعتقد ي يامريم بأن أ بنك ومخلص العالم سيكّرم من الجميع و يحترم، بل سيكون الكثير منينكره ويضطهده ويسلمه الى الموت موت الصليب القاسي .وعندما رجعا من الهيكل ولم يجدا يسوع بدءا بالبحث عنه والأستفسا رووجداه بعد ثلا ث ايام وهو جالس مع معلمي الشريعة ( يا أ بني لماذا صنعت بنا هكذا هو ذا انا وأبو ك طلبناك بتعب عظيم ) لنتأمل الألم والوجع والآها ت لأي أم عادية وهي تفقد
أبنها الوحيد ، فكيف الحال بأم ربنا يسوع المسيح اما بقية الأوجاع فتحملتها أمنا مريم في طريقالجلجلة عندما واجهت أ بنها وهو مكلل بالأشواك مغروسة في رأسه الى الدماغ . وجسده ممزق من الضربات . وعندما سمروه على خشبة الصليب بمسامير طويلة وبدون رؤوس لكي يزيدومن
اوجاعه . ولما أنزلو جسد يسوع من الصليب وهو قد أسلم الروح وحضنته . اما آخر الاوجاع عندما بدأ الشعب وجميع النساء اللواتي كن يبكين يسوع ويعددن عليه يتوجهون الى مريم ليرفعوا يسوع من حضنها وهي تبكي بغير انقطاع , وهكذا فان امنا مريم ا لعذراء عندما تركت كل شئ
كان لها في بيتها الفقير وأ رتضت ان يكون معها أبن الله فقط , فهكذا نحن عندما يدعونا ربنا ان نخرج من العالم و من ألخطيئة فيجب علينا أن نترك كل شئ يمنعنا ويكفينا ان يكون يسوع المسيح معنا . ولنتعلم من أمنا مريم الشجاعة الى النهاية عندما صمد ت ام الله عند الصليب وهي تتألم وتقاسي ولم يتزعزع ايمانها أو يضعف ونحن أيضا يجب ان نصمد ويبقى ايماننا قويا بالصليب وبالرب يسو ع و أمه مريم العذراء ولا يتزعز ع