رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«لأَنَّ الْقَضَاءَ عَلَى الْعَمَلِ الرَّدِيءِ لاَ يُجْرَى سَرِيعاً فَلِذَلِكَ قَدِ امْتلأ قَلْبُ بَنِي الْبَشَرِ فِيهِمْ لِفَعْلِ الشَّرِّ.» (الجامعة 11:8) بينما أكتب هذه السطور، تعم البلاد موجة من السخط العام على ارتفاع نسبة الجريمة في بلادنا. يطالب الناس باحترام القانون والنظام. يبدو أن قوانيننا ومحاكمنا تحابي المجرمين، بينما لا ينال الضحية الإنصاف أو ينال القليل منه. تطول القضايا في المحاكم ويبدو أن لا نهاية لها وغالباً ما يستطيع محامي المجرم أن يكسب القضية عن طريق استغلال فجوات سخيفة في القانون. لقد ساهم في هذا الإخلال العام تلفظاّت كبار علماء الاجتماع وعلم النفس وخبراء آخرين. يصرّون على أن حكم الإعدام غير معقول ولا إنساني. يشهدون على أن الخوف من العقاب لا يعمل على ردع المجرمين. ويصرّحون أنّ الحل يكمن في تأهيل المجرمين، وليس في معاقبتهم. لكنهم مخطئون. كلّما ارتفعت ثقة الفرد أن «بإمكانه الإفلات»، كلّما كان مستعدّاً ليلجأ إلى الجريمة. أو عندما يحس أن العقاب سيكون خفيفاً، يتجرّأ على المقامرة بمخاطرة القبض عليه. أو إذا اعتقد أن المحاكمة ستطول لجلسات لا حصر لها، يتشجّع. وبالرغم من كل ما يقولون فإن عقاب الإعدام يقوم بمهمّة الردع. عند تحليل ارتفاع نسبة الجريمة، قالت إحدى مجلاّت الأخبار أن، «أحد الأسباب يكمن في النقص بوسائل الردع من صلصلة جهاز قضاء الجريمة. يتّفق العديد من السلطات أنه في حال التهديد بعقاباً معقولاً، يجب أن يكون سريعاً وأكيداً. وبسبب العبئ الكبير من القضايا، لا يتمتّع الجهاز القضائي بأي من هذه. أعلن مؤخّراً أحد الخُبراء في عِلم الجريمة أنه مقابل كل شخص مستقيم بسبب محبّته للفضيلة، يوجد 10،000 صالحين لأنهم يخافون العقاب. ويقول اسحق إرلخ من جامعة شيكاغو أن الإحصائيات تظهر أن أخبار الإعدام لقاتل واحد تمنع 17 جريمة قتل أخرى». الإصلاح والتأهيل ليسا الجواب. لقد فشلا بصورة أكيدة في تغيير الإنسان. نعلم أنه فقط بالولادة الجديدة من روح الله يتحوّل الخاطئ إلى قديس. لكن لسوء الحظ القليل من السُّلطات، إلى حدّ ما، يوافقون على هذا، سواء لأنفسهم أو لأجل سُجنائهم. في هذه الحالة، أفضل ما يمكن أن يعملوه هو أن يأخذوا عدد اليوم على محمل الجد. «لأَنَّ الْقَضَاءَ عَلَى الْعَمَلِ الرَّدِيءِ لاَ يُجْرَى سَرِيعاً فَلِذَلِكَ قَدِ امتلأ قَلْبُ بَنِي الْبَشَرِ فِيهِمْ لِفَعْلِ الشَّرِّ.» لن نرى انخفاضاً في إحصائيات الجريمة ما لم ينفذ العقاب سريعاً وبدون تمييز. الحل موجود في كلمة الله لو يقبلها بني البشر. |
|