الجارديان: فى حال نجاح الحكومة بتفكيك الجماعة تكون حققت ما لم يكن مبارك يطمح إليه

[Mary Naeem]

الجارديان: فى حال نجاح الحكومة بتفكيك الجماعة تكون حققت ما لم يكن مبارك يطمح إليه





تحدثت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم حول الأزمة التى تدور رحاها فى مصر حاليا مشيرة إلى خطورة الموقف والتحديات التى تواجهها الحكومة الجديدة ومؤكدة أنه إذا ما نجحت الحكومة فى تفكيك جماعة الإخوان المسلمين والقضاء على قوتها السياسية، فإنها ستكون قد حققت شيئا لم يكن الدكتاتور السابق محمد حسنى مبارك ليطمح إليه.

ولكن الصحيفة حذرت من أن هذه المحاولات لتفكيك الجماعة ربما تؤدى إلى تمزيق البلاد خاصة فى ظل أعداد الإخوان التى خرجت فى مظاهرات الأمس. ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن عملية قمع الإخوان كانت تحظى بدعم قطاع كبير من الشعب وهو ما تجلى فى قيام العديد من أفراد الشعب بمواجهة المسيرات الإخوانية أو وضع حواجز لمنعها من دخول القاهرة.

كما حذرت الصحيفة من أن المعالجة الأمنية للموقف واستمرار سقوط ضحايا سيسفر عن شق صف الكتلة المناهضة لجماعة الإخوان إذ إن حزب النور وحركة ستة أبريل والاشتراكيين الثوريين كانوا بالفعل قد أعلنوا معارضتهم لما يحدث، ثم أعرب خالد داوود، المتحدث الرسمى باسم جبهة الإنقاذ عن استقالته احتجاجا على المعالجة الأمنية للموقف وهو ما يعد إرهاصا على المزيد من الانقسامات.

ومن جهة أخرى أشارت الصحيفة إلى أن مظاهرات الإخوان لا يمكنها أن تنجح إذا ما لم تركز على الهدف الرئيسى وهو مناهضة "الانقلاب" مؤكدة أنها حاليا لم تعد تركز على ذلك الهدف حيث تم حرق نحو 12 كنيسة على الأقل بالإضافة إلى الهجوم على نحو 20 كنيسة أخرى. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن الجماعة أعلنت إدانتها لتلك الهجمات فإن ذلك لا يكفى ويجب عليها توفير الحماية المادية للكنائس.

ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى خطورة تطور الأوضاع فى مصر إلى ما يشبه الحرب الأهلية على أوروبا إذ إن كافة من يتم نزوحهم من مصر سيتجهون بالضرورة إلى الشمال عبر البحر، داعية كاثرين آشتون، مسئولة السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبى إلى الاستمرار فى الجهود التى كانت بدأتها فى زيارتها الماضية لمصر، ومضيفة أنه على دول الاتحاد الأوروبى الاستمرار فى ممارسة الضغوط على مصر خاصة بعدما أعلن الملك عبد الله تأييده لما أسماه بحرب البلاد ضد الإرهاب، وأخيرا أشارت الصحيفة إلى أنه لا يوجد حلول سهلة للأزمة المصرية بخلاف العودة إلى الشرعية الديمقراطية.