مريم هى تلك الصبية التى عاشت طفولتها داخل الهيكل تخدم دون ان ترغب فى شىء اخر كباقى الاطفال .. فاللعبة المفضلة لديها كانت نظافة هذا المكان المقدس من أى شىء يعكر جمالة , سريرها كانت ارضيتة , هزيزها الدائم مع الله
لم تستنكف او تتذمر من حياتها فى الهيكل فحياتها كانت مختلفة عن حياة باقى الاطفال فى عمرها , بل بتواضع وحب كانت ساهرة بامانة فى خدمة بيت الله .
كبرت مريم فأراد الكهنة ان يسلموها الى احد يرعاها ويصونها , فأختار الله يوسف الشيخ ليرعى مريم .
وهنا نرى المفاجأة فى طاعة مريم العجيبة بالموافقة دون اعتراض على شخص هذا الشيخ العجوز , لم تقل فى نفسها لماذا هذا العجوز !
ألم يحن الوقت بأن ارتاح من الخدمة ! فسوف اخدم هذا الشيخ بقية عمرى!!
ولكن فى طاعة مقدسة تمت الخطبة بين يوسف الشيخ ومريم ابنة يواقيم .
كانت حياة امنا العدرا شاقة للغاية ولم يوفر لها الحياة المترفهة , وبالطبع ظلت معة تخدمة بحب وطاعة ولم نسمع أن الكتاب المقدس ذكر خلاف بينهما سواء من جهة الطعام و او الملبس او مكان السكن ... بل كانوا الاثنين بارين امام الله يثقون فى حبة لهم ورعايتة ..
وفى ملىء الزمان تطلّع الآب من السماء فلم يجد من يشببها فى الوداعة والاتضاع والطهارة ليتم الفداء والخلاص للعالم اجمع .
أما مريم فقالت هوذاانا امة ( عبدة ) الرب ليكن لى كقولك .
وعلمت ان أليصابات نسيبتها هى الاخرى حبلى , خرجت مسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا وجلست عندها ثلاثة اشهر تخدمها
دون ان تفكر فى نفسها بانها اصبحت والدة الالة ولكن مريم المتضعة ظلت متضعة بعد البشارة بولادة الفادى يسوع المسيح لة المجد ..
والأن حان الوقت الميلاد يا مريم , الأن اتت الساعة التى فيها ستشاهدين السماء مفتوحة وجند السماء يجملونك على اجنحتهم حتى يخرج الرب يسوع من بطنك , وترتاحى من حياتك الشاقة وتدخلين حياة المجد والرخاء ,
ولكن ما هذا الذى حدث ! مزود!! ياللعجب تلدين فى مزود بقر ابن الله !!!
ولكن هذا هو الهنا العجيب فى اعمالة الذى تواضع ليولد فى مزود ,
وها هى والدة الالة تتسربل بثوبها ابنها والهها فى حب وشكر وتلد فى المزود .
وتمر الاعوام لترى ابنها وحيدها يموت امام عينها على عود الصليب مكلل بالاشواك . مجروج مسحوق لاجل العالم كلة .
فيا ترى كيف كان قلبك يا مريم ! لذلك صرخت باكية عند قدمية أة ..أة يا ولدى .. حبيبى . العالم كلة سيفرح لقبولة الخلاص ااما عينى وقلبى ونفسى تتالم عليك وعلى الامك التى انت صابر علية من اجلنا يا ابنى الحبيب .
فهى مختبرة الالم والحزن
ولكن
تعالوا معى نفرح أن لنا أم تدعى مريم العذراء فهى صارت السماء الثانية سكن فى احشائها الجالس على كرسى مجدة المسجود لة من جميع القوات المقدسة .
هى ايضا دون ان نطلب منها سوف تساعدنا وتعييننا بصلواتها وشفاعتها .
حقا يا ام النور كيف نطوبك , انتى بالحقيقة أم وأم لكل أحد يطلب منك ان تكونى امة .
اسرعى الينا وصلى من اجلنا امام ابنك يسوع المسيح ربنا .