11 - 08 - 2013, 12:31 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
سوبر ستار | الفرح المسيحى
|
رد: موضوع متكامل عن السيدة العذراء
سمعان الشيخ اسم "سمعان" يعني "المُستمع" أو "المُطيع" فيشير إلى المؤمنين الطائعين من اليهود الذين طال بهم الزمن مترقِّبين تحقيق النبوَّات، والتمتَّع بذاك الذي هو مشتهى الأمم. وإذ قادهم الروح القدس إلى الهيكل حملوا السيِّد بين أذرعتهم واشتهوا بصدق أن يخرجوا من العالم بعد ما استراحت قلوبهم من جهة خلاص الشعوب وإعلان مجد الله بين الأمم. تتلخَّص قصَّة سمعان الشيخ كما وردت في التقليد الكنسي في أنه كان أحد الاثنين وسبعين شيخًا من اليهود الذي طلب منهم بطليموس إبن لاجيس الملقب بالغالب حوالي سنة 269 قبل الميلاد ترجمة التوراة من العبرية إلى اليونانيّة، والتي سُمِّيت بالترجمة السبعينيّة. وتتلخص تلك القصة فى أن الملك بطليموس كان مولعا مغرما بالعلوم ومولعا بجميع الكتب، بل إشترط أن كل من يدخل مصر مسافرا قادما من الخارج أن يحضر معه كتاب من بلدة يوضع فى مكتبة الإسكندرية، وقد جمع كتب تزيد على 200 ألف مجلد، وسلم إدارتها لرجل خبير فى المعارف والعلوم إسمة ديمتريوس الذى كان خبيراً وملما بالكتب اليهودية، وكان ديمتريوس قد أخبر الملك بطليموس بإحضار الكتب اليهودية ووضعها فى المكتبة، فوافقة الملك فى الحال على طلبة وأرسل هدايا وتحف إلى أليعازر رئيس الكهنة آنذاك وطلب منة أن يرسل له نسخة من أسفار التوراة والأنبياء والكتب التاريخية بصحبة علماء ماهرين ملمين باللغتين اليهودية واليونانية معاً من أجل ترجمتها. ولذلك إستدعى أليعازر رئيس الكهنة إثنين وسبعين عالما، من كل سبط ستة علماء يهود وسلمهم نسخة مذهبة هدية للملك بطليموس وأرسلهم إلى الإسكندرية، فأكرم الملك هذا الوفد وقبل منهم هدية رئيس الكهنة مسروراً ثم أعد غرفة لكل إثنين منهم ووضعهم فى جزيرة قرب الإسكندرية وطلب منهم ترجمة أسفار التوراة والأنبياء والكتب التاريخية من اللغة اليهودية إلى اللغة اليونانية، فشرعوا فى الترجمة وإستمروا فيها حتى أنجزوها. ثم أتوا بالترجمة إلى الملك وقرأوها أمامه وأمام جمهور من العلماء اليهود فشهدوا بصحتها، فسر الملك سروراً بليغا وأمر بنسخ عدة نسخ منها لمنفعة اليهود المصريين، ثم وضع الترجمة فى مكان يليق بكرامتها. ويذكر التقليد والتاريخ ان سمعان الشيخ كان أحد الإثنين وسبعين عالماً، وكان من نصيبة ترجمة سفر أشعياء النبى. وقيل أنه لما وصل إلى أية "هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»" (أشعياء 7: 14)، أنه أراد حذف أداة التعريف (ألـ) من كلمة العذراء لتصبح عذراء أو إستبدال كلمة العذراء بكلمة فتاة وهى تعنى عذراء أو إمرأة تخوفاً من سخرية الملك من ذلك، فظهر له ملاك الرب وأكّد له أن يكتب ما يقرأ (العذراء) وأنه لن يرى الموت حتى يعاين مولود العذراء هذا. وقد تم ذلك وعاش هذا البار نحو 300 سنة حيث ولد السد المسيح. وكان قد كف بصره، وعند قدوم الطفل يسوع إلى الهيكل أتى بالروح إلى الهيكل وحمل الطفل يسوع على يديه وانفتح لسانه بالتسبيح، مشتهيًا أن ينطلق من هذا العالم بعد معاينته بالروح خلاص جميع الشعوب والأمم، ويقال أنه تنيح فى اليوم التالى مباشرة. ويطلق البعض على سمعان الشيخ لقب «مراقب الصبح» ولعلهم يرونه بهذا المعنى الإنسان الذي يقول مرنم المزمور المائة والثلاثين: «انتظرتك يارب انتظرت نفسي وبكلامه رجوت. نفسي تنتظر الرب أكثر من المراقبين الصبح، أكثر من المراقبين الصبح، ليرج إسرائيل الرب لأن عند الرب الرحمة وعنده فدى كثير وهو يفدي إسرائيل من كل أثامه» (مز 130: 5-. بعد أن أنهى سمعان تسبحتة، تحول إلى العذراء وتحدث عن المسيح بالنسبة لإسرائيل وبالنسبة لها، فقال: «ها إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تقاوم (الصليب)، وأنت أيضًا يجوز في نفسك سيف. لتعلن أفكار من قلوب كثيرة» (لو 2: 34 و35) ويتفق هذا القول مع ما جاء في إشعياء عن السيد: «قدسوا رب الجنوب فهو خوفكم وهو رهبتكم. ويكون مقدسًا وحجر صدمة وصخرة عثرة لبني إسرائيل وفخًا وشركاً لسكان أورشليم، يعثر بها كثيرون ويسقطوا فينكسرون ويعلقون فيلقطون صُرّ الشهادة اختم الشريعة بتلاميذي» (اش 8: 13-16) وهو عين ما قاله السيد للشعب: «فنظر إليهم وقال إذاً ما هو هذا المكتوب الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية، كل من يسقط على ذلك الحجر يترضض. ومن سقط هو عليه يسحقه» (لو 20: 17 و1. ولعل ما قاله الكسندر هوايت هنا، من أصدق وأدق ما يمكن أن يقال: «كان المسيح هكذا لإسرائيل، وما يزال إلى اليوم» هناك مدارس ومذاهب فكرية في تفسير الكتاب، وهناك مدارس ومذاهب فلسفية، وهي تذهب جميعًا إلى أن النبوة التي تنبأ بها سمعان ما تزال باقية إلى اليوم، إنهم ينهضون ويقومون ويسقطون على أساس قبولهم أو رفضهم لعمانوئيل، ولكن السؤال الذي يرفعه الكتاب أمامنا، ليس عن مدارس الفكر إو النظم اللاهوتية أو الفلسفية بل عن نفوسنا! هذا الذي ولد من مريم، وهو ابن الله، هل هو حجر صدمة!؟ أو هو حجر الأساس في صهيون بالنسبة لي!؟ أهو رافعي لخلاصي الأبدي، ولمجده الدائم، فوق جميع سقطاتي لأثبت في بره كمن يقف على صخرة!؟ قد يسقط سمعان وقد أسقط أنا، لكن السيد يرفعني بيده: «والقادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج، الإله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن وإلى كل الدهور، آمين (يهوذا 24 و25). نجد فى علاقة العذراء مريم بابنها يسوع تحقيقاً لهذه النبوة "وأنت أيضاً يجوز في نفسك سيف"، والكلمة المستخدمة هنا للدلالة على السيف، في أصلها اليوناني تعني السيف كبير الحجم مثل الذي كان جليات يستخدمه، السيف الحاد الطويل، المخيف. فكلمة «سيف» لا تعني ذلك النوع الصغير القصير من السيوف، بل ذلك النوع الحاد الطويل المرهف، وقد جاز في قلبها من يوم تبشير الملاك لها، حتى وقفت تحت الصليب في يوم الصلب العظيم!! كانت هذه نبؤة عن مِقدار الألم التي سوف تجتازه العذراء، وقد جاز السيف أعماقها: 1- سيف اليتم بعد ان فقدت أبوها وامها وهى فى سن الثامنة من عمرها. 2- سيف بشارة الملاك لها بولادة المسيح وإخفاء سر الحبل الإلهى. 3- سيفمواجهه خطيبها يوسف بأمر الحمل الإلهى. 4- سيف العار: عندما أراد يوسف تخلِّيتها سراً رغم ما في ذلك من عدم تشهير بها وتقديراً لها، إلا أنه موقف بالضرورة تألمت لأجله. 5- سيف مواجهة مجتمعها وهي حبلى قبل أن يتم زفافها ليوسف كعادة اليهود. 6- سيف مطاردة هيرودس لإبنها. 7- سيف تغرَّبها عن بلادها وهروبها إلى أرض مصر. 8- سيف رفض اليهود رسالة إبنها لهم. 9- سيف محاولة قتلوطرح يسوع من أعلى الجبل (لوقا 4: 29) 10- سيف إتهام أقرباء يسوع له بأنه مختل (مرقس 3: 21) 11- سيف إتهام الفريسيون والكتبة وقادة الدينبأن يسوع يعمل المعجزات ويخرج الشياطين بقوة بعلزبول رئيس الشياطين. 12- سيف الصليب: وهو قمة الألم سيف رؤية إبنها مصلوباً ومعلقاً على خشبه الصليب أمام عينها، وهي واقفة تنتحب باكية لا تستطيع أن تعمل شيئاً من أجله. وقد ورد فى قطع الساعة التاسعة بالأجبية: "عندما نظرت الوالدة الحمل والراعي مخلص العالم على الصليب معلقا قالت وهي باكية: أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص، وأما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل، يا ابني والهي". 13- يقدَّم لنا القدِّيس أمبروسيوس مفهومًا آخر للسيف الذي يجوز في نفس القدِّيسة مريم، ألا وهو "كلمة الله" التي يليق بنا أن نتقبَّلها في أعماقنا كسيفٍ ذي حدين (عبرانيين 4: 12)، تفصل الشرّ عن الخير الذي يقوم... [لم يذكر الكتاب ولا التاريخ أن مريم استشهدت، غير أن السيف المادي لا يجوز في الروح بل في الجسد، إنما كلمة الله قويّة وفعّالة وأمضى من كل سيف ذي حدِّين، وخارقة إلى النفس والروح (عبرانيين 4: 12) فكم كان رهيباً ذاك السيف الذي أجتاز في نفسك يا والدة الإلة مريم العذراء الدائمة البتولية وأنتِ الممتلئة نعمة، والمباركة وسط نساء العالمين. تذكار نياحة القديس سمعان الشيخ (8 أمشير) |
||||
|