29 - 05 - 2012, 01:27 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
فن الايقونات البيزنطية
مقدمة
في منتصف القرن الخامس عشر ، كانت بيزنطة تحتضر ، والامبراطوريّة الرومانيّة الشرقيّة بادت لكنّ الكنيسة استمرّت
وظلّ فنّها يشعّ في ظلّ الحكم العثماني ، عرفت الأيقونة قمّة ازدهارها وتجدّدها بفضل الطاقات الخلاقة الجديدة
كما انتشرت مدارس رسم الأيقونات المتعدّدة وتوّحدت .
وبدا راسمو الأيقونات من يونانيين وصرب وبلغار وسوريين يمارسون نشاطاً واحداً .
المحترفات المحليّة تتحرّك تحرّكاً واحداً ، معتمدةً لغةً واحدةً مشبعةً بألوانٍ متعدّدةٍ خاصّة بها .
والأيقونة ، بانفتاحها الدائم على غير المنظور ، تحتفل بالقداسة بالخطوط والألوان كاشفة { مسكن الله مع الناس } ( رؤيا 21 ، 3 ) .
في أنطاكية ، أتى نتاجٌ من الأيقونات كبيرٌ ليكمّل النتاج المتتابع في العالم اليوناني – البلقاني .
ويبدو أنّ محترفاً حلبيّاً قد شكّل مركز هذا النتاج الرئيس ، رائده يوسف المصوّر .
كان يوسف رسّاماً فذّاً ، وهو مؤسّس سلالة من راسمي الأيقونات امتدّت من الأبّ إلى ابن الحفيد : يوسف ، نعمة الله ، حنانيا وجرجس . إنّ تحوّلات هذا النتاج المتتابع من جيلٍ إلى آخر تعكس بوضوح التحوّلات التي عرفتها أيقونة العصور الحديثة .
فتتجلّى في إبداع يوسف الأمانة للتقليد اليوناني ، أمّا عمل نعمة فيبدو أكثر فرادةً ، تطويعه لعناصر الصناعة في تجدّدٍ دائم
وقد أغنى هذا الرسّام النماذج الأصلية باستحداثه عناصر جديدة .
تحتلّ الأيقونة الحلبيّة ، وهي أروع أعمال الفنّ السوريّ المسيحيّ ، مكان الشرف في تاريخ الفنّ المابعد البيزنطي .
فهي تتعدّى كونها مجرّد إعادة لنتاج مستنفد ، لتنمّ عن ابتكار أمين ومجدّد يشعّب التقليد الموروث ويحييه .
كما لابدّ من ذكر رسّامي الأيقونات العديدين الذين أنجبتهم مدينة حمص أيضاً وأشهرهم جرجي المصوّر ، وناصر الحمصي .
|