قالها «مرسى» وفعلها «منصور»: لا للتقصير.. لا لقطع الطرق.. نعم لفض المظاهرات
من فوق المنصة، قال «مرسى» -قبل ساعات من عزله- كلمته «لا مجال أبداً للتقصير أو لترك المسئولية أو إلقائها، لا مجال لقطع الطرق، أنا وجّهت المسئولين فى الشرطة بمعاونة رجال الجيش فى فض التظاهرات لعدم تعطيل حركة الإنتاج»، وألحقت بغيرها من الكلمات التى اكتفى فيها بالقول لا الفعل، لتأتى ثورة يونيو لتطيح به، وتبقى وعوده لينفذها آخر، هو الرئيس المؤقت عدلى منصور.
سار «منصور» على خُطاه وخطته بحذافيرها، حيث كلّف الداخلية بضرورة فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة اللذين يضمان مؤيدى الرئيس المعزول، فى الوقت الذى كرر فيه تمسكه بالشرعية الشعبية التى جاءت به إلى المنصب، علاوة على «عجلة الإنتاج» التى كرّرها «مرسى» مراراً وتكراراً فى خطاباته دون تحرّك فعلى، لتؤول المهمة برمتها إلى حكومة د. حازم الببلاوى، وهو ما اعتبره د. أحمد عبدربه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، دليلاً على انعدام رؤية المعزول: «مرسى كان يستمع لرأين أولهما الجماعة ومكتب الإرشاد، وثانيهما رأى الخبراء والمحللين الذين يخافون على الوطن بحق، لكنه لا ينفذ سوى توصيات الفريق الأول، لذا كان يقول ولا يفعل، رغم أن الفعل كان باستطاعته حينها».
«عبدربه» وصف تصريحات «مرسى» قبل عزله بأنها كانت خادعة: «مجلس الشورى قبل 30 يونيو كان بيحضّر لمشروع منع المظاهرات»، مشيراً فى الوقت ذاته إلى عدم قيام المعارضة بدورها الحقيقى فى توعية المعزول: «كانوا مقصرين.. ومرسى لم يكن عنيداً بقدر ما كان تفكيره محدوداً ويفتقد للذكاء».