رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أتيت ليكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" وتعليق على (يو 10: 10) يقول الرب يسوع المسيح لليهود في إنجيل القديس يوحنا (10: 10) عن الراعي الخائن (السارق) والراعي الصالح (يقصد نفسه): "إن السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك. أما أنا (المسيح) فقد أتيت ليكون لهم حياة ويكون لهم أفضل". ولكن كلمة "أفضل" هنا لا تتفق مع النص الأصلي اليوناني الذي ترد فيه هكذا: "περισσὸν ἔχωσιν"؛ وقد يعتقد البعض أن كلمة "أفضل" هنا قد تعني "better" الأمر الذي لا نجده في الترجمات الإنجليزية بل تعني "abundant" أي "وافر وغزير". وإذا راجعنا معنى كلمة "περισσὸν" ومشتقاتها في العهد الجديد لوجدنا أنها لا تعني أبدا "أفضل" بمعنى "better"، وهذا هو الاعتقاد السائد عن الكثيرين أن المسيح سيعطي لنا نحن المؤمنين "حياة أفضل" "better life": περισσεία (فيض، وفور، زيادة، كثرة) περίσσευμα (فضلة، فضالة) περισσεύω (يفضل، يستفضل، يزيد، يزداد، يكثر، يفيض، يجزل) περισσός (فضل، أفضل، فضول، أوفر، أعظم، أكثر، مفرط، إلى الغاية، تشديد) περισσότερος (كثيرا، أكثر كثيرا، أكثر) περισσοτέρως (يزداد جدا، بالزيادة، لا سيما، أكثر، أوفر، جدا) περισσῶς (بزيادة، بإفراط، إلى الغاية). يتضح من كل معاني الكلمات في العهد الجديد أن الكلمة περισσὸν ومشتقاتها تشير إلى الكم أو الكمية في العدد وليس إلى الكيف أو النوعية كما في كلمة "κρεῖσσον" والتي تعني: "أحسن، أفضل، أصلح، أعظم، أكبر". وعندنا في ذلك شاهد من العهد الجديد أيضا عن معنى كلمة "أفضل" اليونانية في هذه الآية: "فهؤلاء كلهم مشهودًا لهم بالإيمان لم ينالوا الموعد، إذ سبق الله فنظر لنا شيئًا أفضل (κρεῖσσον) = (something better) لكي لا يكملوا بدوننا" (عب 11: 39–40). من هذا يتضح أن الصفة "περισσὸν" بمعنى "أوفر" غير الصفة (κρεῖσσον) بمعنى "أفضل". وإذا رجعنا إلى بعض الترجمات المساعدة لوجدنا أن ترجمة "البستاتي – فاندايك" هى الترجمة الوحيدة التي تترجمها "أفضل". فالترجمات الأخرى تورد الآتي: "السَّارِقُ لا يأتي إِلاَّ لِيَسرِقَ ويَذبَحَ ويُهلِك. أَمَّا أَنا فقَد أَتَيتُ لِتَكونَ الحَياةُ لِلنَّاس وتَفيضَ فيهِم". (اليسوعية – كاثوليكية). "لا يَجيءُ السّارِقُ إلاَ ليَسرِقَ ويَقتُلَ ويَهدِمَ. أمَّا أنا فجِئْتُ لِتكونَ لهُمُ الحياةُ، بل مِلءُ الحياةِ". (أخبار سارة – عربية مشتركة). "السَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ. أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ، بَلْ مِلْءُ الْحَيَاةِ"! (كتاب الحياة). السَّارِقُ يَأْتِي لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ. أَمَّا أَنَا فَجِئْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ, بَلْ حَيَاةٌ وَفِيرَةٌ. (الكتاب الشريف). السَّارِقُ لا يَأْتي إِلاَّ لِيَسْرِقَ، ويَذْبَحَ ويُهلِك؛ أَمَّا أَنا فَقد أَتَيتُ لِتكونَ لهمُ الحياةُ، وتَكونَ لهم بِوَفْرَة. (بوليسية). وحتى في ترجمة "الفولجاتا"، التي لا يعول عليها كثيرًا لكثرة أخطائها، وفي ترجمة "كينج جيمس" نجد الآتي: "Fur non venit nisi ut furetur et mactet et perdat ego veni ut vitam habeant et abundantius habeant". (Vulgata Latina. "I am come that they might have life, and that they might have it more abundantly. (KJV). من كل ما سبق يتضح أن περισσὸν ἔχωσιν تعني أن الناس ينالون الحياة وينالونها بفيض أو بغزارة أو بوفرة وهى صفة الملكوت. وهذا يفيد أن الحياة التي يعطيها المسيح هى بنفسها تنبع إلى حياة أبدية، فالمسيح لا يعطي حياة جسدية تموت بموت الجسد بل يعطي هنا حياة لها شبع السرور بالروح والنعمة وهى نفسها تبلغ إلى الملء هناك في الحياة الأبدية. يعني أنهم قد تكون لديهم وفرة، وهذا يعني إما وفرة الحياة، أو كل الأمور الجيدة واللازمة، وزيادة السعادة أكثر من أي وقت مضى وكان يتمتع به في ظل الناموس، ولكن الأمر المؤكد هو أننا نحن المسيحيين نتمتع بنعم أكبر وأكثر من أي وقت مضى وقد نلنا إمتيازات لم ينلها اليهود حتى في أرض الميعاد (أرض كنعان). فإذا كانت كلمة περισσὸν تتفق في الإعراب مع كلمة ζωήν (مؤنث، مفعول به، مفرد) فإن هذا يدل على "حياة أكثر وفرة" وهذه هى "الحياة الأبدية"، أو يُقصد بها "بركات روحية" أكبر بكثير من التي عرفها الإنسان في أي وقت مضى، كإعداد للخلود المجيد. فيسوع قد أتى من أجل أن يكون للإنسان وفرة وفيض في النعمة والسلام والحب والحياة والخلاص. |
|