عايز أبقي شهيد
تأمل روحي لنيافة الأنبا رافائيل
يا بخت الشهداء..
مجدهم رائع في السماء لأن الوعد الإلهي..
"إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ" (رو8: 17).
ومكانهم عالٍ جدًا في السماء تحت المذبح السمائي..
"رَأَيْتُ تَحْتَ الْمَذْبَحِ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ الشَّهَادَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمْ" (رؤ6: 9).
بل ويجلسون في عرش المسيح نفسه..
"مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ" (رؤ3: 21).
وميراثهم لا يمكن وصفه..
"مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إِلهًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا" (رؤ21: 7).
حقًا يا بختهم..
"طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ" (مت5: 11).
"إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ، فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ. أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ" (1بط4: 14).
والإنسان الفاهم يفرح بالموت عن اسم المسيح بسبب هذه الأمجاد.. "اِفْرَحُوا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَتَهَلَّلُوا، فَهُوَذَا أَجْرُكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاءِ. لأَنَّ آبَاءَهُمْ هكَذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ" (لو6: 23).
يا ربي يسوع أنا متحير..
هل اطلب منك أن ترفع عنَّا الألم والاستشهاد!!
أم أطلب أن أنال هذا الشرف العظيم..
عمومًا سأستعير قول مُعلِّمنا بولس الرسول: "لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ" (في1: 21).. "لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ" رو14: 8 .. فإن كنَّا سنموت حتمًا وبلا شك، فجيد لنا أن نموت من أجل الإيمان بالمسيح وبكل سرور ورضى.
ربي يسوع..
إنني أشتهي أن أموت من أجل حبك حتى أرى مجدك كشهيدك العظيم استفانوس الذي "شَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، فَرَأَى مَجْدَ اللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ. فَقَالَ: "هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ" (أع7: 55-56).
لكن..
هل أنا اليوم جاهز فعلاً للاستشهاد؟
أم هو كلام فقط؟!
هل أنا الآن بروحانية الشهيد مثل ما رمينا ومار جرجس، وأبي سيفين والقديسة دميانة والقديسة مارينا وكل هؤلاء....
لا لا.. ليست الشهادة إكليلاً رخيصًا.. إنها تعطى للقديسين.
إذًا دعني أتوب أولاً برجعة سلامية، إلى حضن الآب السمائي.
فحقًا قيل: "يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ كُلِّ مَعَاصِيكُمْ، وَلاَ يَكُونُ لَكُمُ الإِثْمُ مَهْلَكَةً" (حز18: 30).
"فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ، لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ" (أع3: 19).
"فَاللهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا، مُتَغَاضِيًا عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ" (أع17: 30).
فقبل أن نندفع بتهور لطلب الشهادة.. علينا أن نراجع أنفسنا من جهة حبنا للمسيح وعلاقتنا به وحبنا لشخصه القدوس المبارك.
الكنيسة الآن في أشد الحاجة إلى عودة جماعية إلى حضن الآب..
كلنا معًا بصوم وصلاة ودموع.. لعل الله ينظر إلى مذلة قلوبنا، فينقذنا من يد الشرير غير الرحوم، كما عمل مع شعبه أيام أستير، ومع أهل نينوى بمناداة يونان. وإن سمح باستمرار تيار الاستشهاد..
فليكن طالما هو المُدبر للأمر، لأننا نؤمن أنه "مَنْ ذَا الَّذِي يَقُولُ فَيَكُونَ وَالرَّبُّ لَمْ يَأْمُرْ؟" (مراثي3: 37).