«نيويورك تايمز»: الجيش المصرى لا يريد أن يلتفت إلى الوراء

[Mary Naeem]

«نيويورك تايمز»: الجيش المصرى لا يريد أن يلتفت إلى الوراء

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إنه بعد أسابيع من الإطاحة بحكم محمد مرسى وجماعته الإخوان المسلمين، فإن الجهود المبذولة من جانب بعض الوسطاء للتوصل بين اتفاق بين قيادة الجيش وأنصار مرسى اصطدمت برفض الجيش المصرى الإفراج عن مرسى وعدد من مساعديه.
ونقلت الصحيفة عن أحد الوسطاء، الذى طلب عدم ذكر اسمه، أن الوضع «قاتم»، على حد قوله، موضحا أن الإخوان إلى الآن لا يبدو أنهم استوعبوا أن مرسى لن يعود إلى الحكم مرة أخرى.
وأضاف أن «الجيش مستعد للحديث فقط عن المستقبل، ليس عن أمس ولا اليوم الذى قبله. لقد طوى الجنرالات صفحة مرسى».
وقال الوسيط الذى وصفته الصحيفة بأنه مقرب من قيادات الجيش رفيعة المستوى، إنه يعتقد أن التنازلات الوحيدة التى يمكن أن يقدمها الجنرالات إلى الجماعة هى الإفراج عن كبار قادتها، وإعادة فتح القنوات الدينية وإمكانية عدم حظر الجماعة من جديد.
لكن هذه التنازلات اعتبرها عمرو دراج، القيادى الإخوانى، «ليست تفاوضا»، قائلا إن «هذا شىء أشبه بتصويب مسدس إلى رأسك»، وعبر دراج عن شعوره وغيره من قيادات الإخوان بازدياد عزلتهم، وزيادة شعورهم بعدم الثقة فى الجيش، زاعما أن الدبلوماسيين المشاركين فى جهود التقريب بين الجيش وقيادات الجماعة يعبرون لهم سرا عن تعاطفهم معهم ويصفون عزل مرسى بـ«الانقلاب العسكرى»، لكنهم ضغطوا عليهم مرارا على المشاركة فى العملية السياسية.
وزعمت الصحيفة، نقلا عن قيادى إخوانى كبير، رفض ذكر اسمه، القول إن الفريق عبد الفتاح السيسى قال لمرسى قبل يومين على الانقلاب، «رقبتى قبل رقبتك سيدى الرئيس».. لقد بعث إلينا السيسى برسائل مهدئة وخدعنا جميعا.
صحيفة «نيويورك تايمز»، فى تقرير لها بعنوان «مصر تتخذ منحى جديدا فى العلاقات مع سوريا»، قالت إن وزير الخارجية المؤقت نبيل فهمى يسعى لإبعاد سياسة الحكومة الجديدة فى الشأن السورى عما كان يقوم به الرئيس المعزول محمد مرسى، الذى ساعد فى أن تصبح مصر محورا للمعارضة السورية ومقصدا للاجئين السوريين الفارين من الحرب.
الصحيفة الأمريكية ذكرت أيضا أن فهمى اختص إثيوبيا بالانتقادات، بسبب عدم العمل على حل الجدل الدائر حول حصة مصر من مياه نهر النيل.
ووصفت تصريحات الوزير حول دعم الثورة السورية والاستمرار فى قطع العلاقات مع الحكومة السورية بأنها الأوسع نطاقا فى السياسة الخارجية المصرية منذ الإطاحة بمرسى.
وأشارت إلى أن بعض المحللين يتوقعون أن يكون هناك تغير فى اللهجة والمضمون فى السياسة الخارجية المصرية، بسبب أن الحكام الجدد يتحركون أسرع للتعامل مع ما تبقى من آثار تجربة مرسى من الحكم الإسلامى.
الصحيفة الأمريكية أوضحت أن التغير فى تحالفات مصر قد حدث بالفعل، حيث إن الدول المجاورة التى كانت على عداء مع جماعة الإخوان المسلمين أصبحت الآن تدعم الحكومة المؤقتة، وذلك فى إشارة إلى دعم الإمارات العربية المتحدة لمصر، كما أشارت أيضا إلى زيارة الملك عبد الله ملك الأردن إلى القاهرة وهو أول رئيس يزور مصر بعد خروج مرسى.
«نيويورك تايمز» ذكرت أن وزير الخارجية المؤقت قد أرسل يوم السبت الماضى تحذيرا لإثيوبيا بشأن بناء السد، واعتبرت أن فشل مرسى فى حل الأزمة كان تراجعا محرجا لحكومته.


التحرير