منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 07 - 2013, 10:03 PM
 
merona Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  merona غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 98
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,815

سؤال: مخافة الله، لماذا هي لازمة؟!



الإجابة:

جميع الناس يحتاجون إلي مخافة الله وهي لازمة لهم لتصدهم عن ارتكاب الخطايا والذنوب والآثام‏:‏ ليس فقط للذين يعيشون في حياة الخطية بكل استباحة واستهتار‏,‏ ويكسرون وصايا الله بكل جرأة دون أي خوف أو حياء‏,‏ بل أيضا يثورون علي القيم والمبادئ ويصل بهم الأمر إلي التذمر علي الله‏..‏ وإنما المخافة لازمة كذلك للذين يخطئون اعتمادا علي رحمة الله ومغفرته‏,‏ ناسين أن الله عادل وأنه قدوس‏,‏ ضد الخطية بكل صورها‏.‏





*‏ وعندما خلق الله الإنسان‏,‏ كان هذا الإنسان لا يعرف الخوف‏.‏ ولكن الخوف دخل إلي قلبه نتيجة للخطيئة‏,‏ وأصبح ملازمًا لها‏:‏ قبل الخطية وأثناءها وبعدها‏..‏ فالخوف الأول الذي يسبق الخطية‏,‏ هو خوف السقوط‏,‏ وهو يدفع صاحبه إلي الحرص والبعد عن كل أسباب الخطية ومصادرها‏,‏ إذ أنها أوقعت كثيرين ومنهم من كانوا أقوياء‏.‏ ولكن الشيطان كثير المكر والحيلة والخداع‏,‏ والتخوف من خداعه نافع جدا‏,‏ لأنه يحمي الشخص من السقوط‏.‏ فإن أخطأ‏,‏ يقع في خوف آخر‏,‏ هو خوف الانكشاف‏.‏ إذ يخاف أن يعرف الناس خطيئته وينكشف‏,‏ ويقع في الفضيحة والعار‏,‏ ويتعرض لألسنة الناس التي لا ترحم‏,‏ وتصبح سمعته مضغة في أفواههم‏!‏ لذلك يقول علماء النفس أن المجرم كثيرًا ما يحوم حول مكان جريمته‏,‏ خائفا من أن يكون قد ترك هناك أثرًا يدل عليه‏..‏ وهذا العامل النفساني يستغله المحققون‏.‏ فإن أشاروا إلي شيء من آثار الجريمة‏,‏ قد يضطرب المجرم أو ينهار‏.‏ والخطاة يخافون من اليوم الأخير الذي تنكشف فيه الأعمال وتفحص الأفكار والنيات‏..‏ فأين يهربون في ذلك اليوم وأين يختفون‏..‏؟‏!‏ وإن كانت خطاياهم لا تنكشف علي الأرض بأسباب وحيل شتي‏,‏ فلابد أنها ستنكشف أمام الديان العادل وأمام الكل في يوم الحساب‏.‏ بل إن هناك أمرًا آخر يخاف منه الإنسان الروحي‏,‏ وهو أن خطاياه قد تكون مكشوفة أمام أرواح الذين انقطعوا عن هذا العالم‏,‏ سواء أمام أحبابه الذين كانوا يثقون به فيندهشون‏!‏ أو أمام الذين كانوا ينتقدونه فيرون أنهم كانوا علي حق‏!!‏

ولعل إنسانًا يسأل‏:‏ وماذا تراني أفعل إذن؟ والجواب هو أن التوبة تمحو خطاياك‏,‏ وكأنك لم تفعلها‏.‏ ولا تعود لك خطايا تخاف أن تنكشف‏,‏ بعد أن محاها الله بتوبتك‏.‏ فإن كنت تخاف الانكشاف في اليوم الأخير‏,‏ تب من الآن‏.‏

*‏ نوع آخر من الخوف يرتبط بالخطيئة هو خوف العقوبة‏,‏ أو الخوف من نتائج الخطيئة‏..‏ والخاطئ يخاف من عقوبتين‏:‏ أحداهما أرضية‏,‏ والأخرى سماوية‏.‏ والعقوبة السماوية رهيبة وأبدية‏..‏ أما العقوبة الأرضية فهي علي أنواع‏:‏ إما عقوبة من المجتمع‏:‏ فضيحة واحتقارا‏,‏ أو نبذ هذا الشخص من المجتمع إن كانت خطيئته بشعة‏,‏ أو عدم الثقة به في المستقبل‏..‏ أو عقوبة من القانون مثل السجن أو ما هو أشد‏.‏ أو عقوبة يوقعها الله عليه بطريقة ما‏,‏ أو لعنة‏..‏

*‏ وهناك خوف روحي يتابع الخاطئ‏,‏ أو يخافه الإنسان المحترس من السقوط‏..‏ إنه يخاف من غضب الله عليه إذا اخطأ‏,‏ أو أن تتخلي عنه النعمة‏..‏ وتفارقه المعونة الإلهية‏.‏ ويخاف -إن سقط- أن يأخذ الشيطان سلطانا عليه‏,‏ ويفقد حرية إرادته‏.‏ وإذا بالشر الذي ليس يريده‏,‏ إياه يفعل‏!‏ وهكذا يخاف ـ إن سقط ـ أن يتوالي سقوطه‏,‏ ويتحول الأمر معه إلي أسوأ‏..‏ ويخاف أن يأتيه الموت فجأة‏,‏ وهو غير مستعد لملاقاة الرب‏.‏ قال أحد القديسين‏:‏ إني أخاف من ثلاثة أمور‏:‏ أخاف من لحظة مفارقة روحي لجسدي‏.‏ وأخاف من ساعة الوقوف أمام الديان العادل‏.‏ كذلك من لحظة صدور الحكم علي‏..‏ فإن كان القديسون يخافون بالرغم من ارتفاعهم العجيب في حياة الفضيلة‏,‏ فماذا نقول نحن الضعفاء عن أنفسنا؟‏!‏

*‏ إن الذي يخاف الله‏,‏ لا يخطئ‏.‏ أما الذي يخطئ فإنه شاهد علي نفسه أنه لا يخاف الله‏..‏ والذي يخاف الله‏,‏ لا يعمل شرا حتى في الخفاء‏.‏ لأنه يعرف أن الله يري كل شيء‏,‏ ويسمع كل شيء‏,‏ ويفحص حتى أعماق القلوب‏.




*‏ ولعل البعض يسأل‏:‏ ما رأيك إذن فيمن يعمل الشر ولا يخاف؟‏,‏ والجواب هو أن هذا الشخص قد وصل إلي حالة الاستهتار واللامبالاة‏.‏ أو أن ضميره مريض أو متعطل عن العمل‏.‏ أو أن دوامة العالم تجرفه‏,‏ ولا تعطيه فرصة لمراجعة نفسه ولا للتفكير في أعماله‏.‏ فهو في غيبوبة روحية‏:‏ إن استيقظ منها‏,‏ لابد سيخاف‏..‏ وبعض من أمثال هؤلاء الناس‏,‏ نراهم في ساعة الموت‏,‏ أو إذا اقتربوا من الموت‏,‏ لابد أن الخوف يرعبهم‏.‏ لأنهم لم يعملوا لأجل تلك الساعة ولم يستعدوا لها‏.‏ ويشعرون أنهم قد أضاعوا حياتهم‏..‏ هؤلاء يقول عنهم المزمور إنهم لم يسبقوا أن يجعلوا الله أمامهم‏..‏

فإن كنت تريد ألا تخاف في اليوم الأخير‏,‏ فلتخف الآن‏.‏

*‏ ونحن نشكر الله الذي منحنا المخافة التي تمنعنا من الخطيئة وبالتالي مما يتبعها‏..‏ فمخافة الله توصل الإنسان إلي التوبة وإلي تنفيذ الوصايا‏..‏ إنها بداية الطريق الروحي‏,‏ وهي أيضا سيادة للحياة الروحية حتى لا تعثر ولا تنحرف‏,‏ فالذي يخاف الله يطيع الله ويعمل كل ما يوافق مشيئته الإلهية‏.‏ كما أن المخافة تعلم الإنسان الحرص والتدقيق في كل ما ينوي أن يفعله‏,‏ وتعلمه ضبط النفس حتى لا يسقط‏.‏ أما إذا لم توجد مخافة الله في القلب‏,‏ فما أسهل أن ينطبق عليه المثل القائل إذا لم تستح‏,‏ فافعل ما تشاء‏!!‏



*‏ ومخافة الله تعود أيضا إلي الجدية في الحياة الروحية‏,‏ وأن يكون الإنسان ملتزما علي الدوام‏.‏ أما حيث لا تكون هناك مخافة‏,‏ فبالتالي لا توجد ضوابط‏,‏ ويتحول الشخص إلي التسيب واللامبالاة‏..‏ أما الإنسان الملتزم الجاد‏,‏ فإنه يقول في نفسه إن الله سوف يحاسبني علي أدق الأمور‏.‏ فلا يجوز أن أتهاون أو أتساهل لذلك فهو يحاسب نفسه علي كل تصرف‏,‏ بل أيضا علي كل أفكاره ونياته‏,‏ وعلي كل صغيرة وكبيرة‏ (‏ ويشعر كما لو أنه واقف أمام جهاز تسجيل‏,‏ يسجل عليه كل مشاعره وعواطفه‏..‏ وهذا المسجل سيذاع في اليوم الأخير‏,‏ أمام الملائكة وكل البشر‏.‏ وهكذا فإن المخافة تقود الإنسان إلي النمو الروحي‏,‏ وما يلزم هذا النمو من الجهاد والتعب‏,‏ لكي يتقدم في كل يوم عن سابقه‏,‏ حتى يصل إلي الكمال النسبي المطلوب منه‏..‏ وكلما رأي أن الطريق طويل أمامه‏,‏ حينئذ يصل إلي اتضاع القلب‏,‏ وتقوده المخافة إلي الخشوع‏,‏ ليس في وقت الصلاة فقط‏,‏ إنما في كل حين‏.‏

*‏ ومخافة الله تدعوه إلي مزيد من المعرفة‏,‏ حتى لا يخطئ أو يقصر عن جهل‏.‏ ولهذا فإنه يلجأ إلي الاستفاضة في القراءة الروحية‏,‏ وأيضا إلي استشارة المختبرين فيما يحتاج إليه من معرفة أعمق‏.‏ ويصل كثيرا لكي يرشده الله فيما ينبغي أن يفعله‏.‏ والذي يخاف الله‏,‏ لا يركز فقط علي نفسه‏,‏ بل يهتم كذلك بجميع أحبائه ومعارفه‏,‏ حتى يقودهم معه إلي مخافة الله‏,‏ حرصا علي أبديتهم وخلاص أنفسهم‏,‏ ويبذل في سبيل ذلك ما يستطيعه من جهد‏.‏
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سؤال: لماذا تقولون أن المسيح إبن الله؟!
سؤال: لماذا تقولون أن المسيح إبن الله؟!
سؤال: مخافة الله، لماذا هي لازمة؟!
سؤال: لماذا يتجسد الله في صورة إنسان؟
سؤال : لماذا لم يخلص الله آدم وحواء بالقوة ؟


الساعة الآن 11:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024