18 - 07 - 2013, 10:24 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
العريان لـ"الحياة".. السيسي قال لـ"قنديل":
"أريد الإخوان ولا أريدك أنت"
كشف نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين"، عصام العريان لـ "الحياة" أن رئيس الوزراء السابق هشام قنديل اتصل بوزير
الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي لطلب لقائه لعرض مبادرة لحل الأزمة، لكن السيسي رفض لقاءه وطلب الجلوس مع "الإخوان". ورد عليه: "أريد الإخوان ولا أريد الجلوس معك أنت".
وتحدث العريان عن اتصالات تلقتها الجماعة من قيادات عسكرية وشخصيات عامة عرضت التوسط بينها وبين الجيش، موضحاً أن الجماعة أغلقت قناة اتصال مع السفارة الأميركية في القاهرة بعد أن حضت مراراً على قبول الأمر الواقع.
وقال العريان الذي التقته "الحياة" في قاعة ملحقة بمسجد "رابعة العدوية" الذي يعتصم في محيطه آلاف من أنصار الرئيس المعزول، إن ضغوطاً مورست على مرسي من قيادة القوات المسلحة ومن أميركا ودول أوروبية قبل عزله "كي يقدم تنازلات ضد الدستور لكنه رفض لأن تلك التنازلات تفتح باب شر كبيراً على مصر".
وانتقد الموقف الأميركي، قائلاً إن "من يقول إن واشنطن تدعم الإخوان، فهو كاذب. أميركا تعلم أن الإخوان يريدون إقامة دولة ديموقراطية مستقلة تماماً عن أي هيمنة أجنبية وبنكهة أو مرجعية إسلامية، لكن واشنطن تريد أحد أمرين إما نظام عسكري صريح أو من وراء ستار تستطيع أن تتعامل معه عبر المعونات العسكرية أو استضافة القيادات العسكرية في برامج تأهيل سياسي وفكري وعسكري، أو نظام إسلامي على النمط المعروف في دول تتستر بشعارات إسلامية بينما هي تمارس سياسة حليفة لأميركا لتحظى بحمايتها".
واستنكر العريان الصمت على "اتهامات الانقلابيين". وقال: "في عهد العسكر قتل مئة مواطن وأغلقت قنوات فضائية عدة واعتقل المئات، أما في عهد مرسي فلم يأمر بقتل متظاهر ولم يقصف قلماً ولم يغلق قناة رغم كل الانتقادات التي وجهت له والسخرية منه ولم يعتقل أي معارض".
وأضاف أن "الانقلاب سيسبب ارتباكاً في المشهد كله وسيقود في النهاية إلى انقسام حقيقي، لأن الانقسام الذي وجد في المجتمع قبل ذلك كان سياسياً وحله من خلال صناديق الانتخاب، أما الانقسام الذي خلقه الجيش الآن هو انقسام صعب جداً لأن الرسالة التي وصلت أن الجيش يأمر بقتل أو يسمح بقتل أو يتستر على قتل مصريين مدنيين وأن الجيش انحاز إلى فصيل ويقصي فصيلاً".
وكان العريان يشير إلى اشتباكات اندلعت بين الجيش وأنصار مرسي أمام دار الحرس الجمهوري الأسبوع الماضي قُتل فيها عشرات من أنصار الرئيس المعزول، وسمتها جماعة الإخوان "مذبحة الساجدين"، إذ اتهمت الجيش بقتل المتظاهرين وهم سجود، وهو ما لا يصدقه كثير من المصريين.
لكن العريان قال: "كانوا ركوعاً وعلى وشك السجود، ومن قتلوهم هم من قتلوا الجنود الصائمين في رفح (العام الماضي). الشعب يسأل من قتل جنود رفح، وأقول قتلهم من قتل المصريين وهم يركعون ويسجدون أمام الحرس، قتلتهم الاستخبارات الحربية والعامة وجهاز الشرطة وأمن الدولة".
وأشار إلى أن "الاتصالات مع أميركا تتم على أدنى مستوى، بين سكرتير لجنة العلاقات الخارجية في الحزب وليد الحداد ونائب السفيرة في القاهرة، وتوقفت هذه الاتصالات، لأن الطلب الوحيد كان هو أن نقبل الوضع الحالي، وكان ردنا قاطعاً حاسماً بأننا لن نقبل، وحين تكرر هذا الطلب وجهت مسؤول الحزب بأن يقطع الاتصال تماماً، وقيل إن (نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية) وليام بيرنز قادم للقائنا ورفضنا اللقاء".
وعن الاتصالات مع الجيش، أوضح أن هناك "اتصالات تمت بين الدكتور قنديل والفريق السيسي وبين اللواء العصار و(وزير التنمية المحلية السابق القيادي في "الإخوان") الدكتور محمد علي بشر عبر الهاتف تدعوه إلى الحضور للقاء خاص فرفض الدكتور بشر بعد أن شاورنا ورفضنا".
وأضاف: "لا يوجد اعتراف بالانقلاب ونتائجه، فهو باطل وما يُبنى عليه باطل ولا توجد أي مفاوضات مع أي جهة في القوات المسلحة، وعرضنا عليهم أن يلتقوا قنديل منفرداً فهو رجل له مبادرة وكان رئيس وزراء والدستور يعطيه صلاحية أن يحل محل رئيس الجمهورية لكن ليس في هذه الحال، فرفضوا (الجيش) وقالوا نريد الجلوس مع الإخوان فرفضنا الجلوس معهم".
وسألت "الحياة" العريان عما إذا كانت الجماعة وسطت قنديل للحديث مع الجيش، فأجاب: "لا وساطة ولا تفاوض، لكن الدكتور بشر يتلقى اتصالات من كل الجهات من قنديل ومن المفكر الإسلامي محمد سليم العوا، وهو لا يبادر بالاتصال بأحد... قنديل أبلغ بشر بأن لديه مبادرة لحلحلة الوضع، فقال له اتصل بالفريق السيسي وأطلب منه أن تذهب إليه وأعرض عليه مبادرتك، فاتصل قنديل بالسيسي وطلب اللقاء، فرفض وزير الدفاع وقال له أنا أريد الإخوان ولا أريد الجلوس معك أنت".
ولفت إلى أن "قنديل وآخرين بمبادرات خاصة منهم رأوا عمق الأزمة والموقف الذي وضع الجيش نفسه فيه بسبب قياداته، وبالتالي هم يبادرون ويسألوننا ألديكم استعداد للتفاوض، وردنا دائماً: نحن غير مستعدين. إذا أردتم أنتم أن تجلسوا معهم (الجيش) أجلسوا وأشرحوا لهم عمق الأزمة، لكن طبيعة الانقلابيين إما أن نكون أو لا نكون".
وأوضح أن "الاتصالات مع بشر كانت من أجل طلبه للحضور وهو لم يبادر بالاتصال بأحد، هم يتصلون به للحضور لمجرد صورة لا من أجل حوار... صورة توحي بأن هناك حواراً ليقل الحشد الشعبي الرافض للانقلاب". وأشار إلى أن مساعد وزير الدفاع اللواء محمد العصّار اتصل مراراً ببشر من أجل طلب اللقاء، وهو رد بأنه ليس صاحب القرار، وأبلغه بأنه سيعرض الأمر على قيادات الإخوان وحزب الحرية والعدالة لتحديد ممثليهم في اللقاء، ونحن رفضنا مبدأ الجلوس على مائدة واحدة مع الانقلابيين".
ورأى العريان أن "أي تنازل في مواجهة الانقلاب أخطر كثيراً من أي تصعيد"، معتبراً أن "قيادة المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان كانت أكثر حكمة وعقلاً من القيادة الشابة التي أثبتت أنها أقل حكمة وأقل عقلاً، ولو استمر الأمر على هذا النحو فنحن أمام مأساة ستلحق بالجيش أولاً".
وعن الاتصالات مع الغرب، قال إن "لجنة العلاقات الخارجية في الحزب ترسل رسائل إلى الخارج ونتلقى ردوداً عليها عبر اللجنة. نراسل كل السفارات في مصر والبرلمان يخاطب كل برلمانات العالم. والكل يترقب المشهد، وهناك كرة ثلج تتصاعد ضد الانقلاب. هم (السفارات الأجنبية) لا يستطيعون اتخاذ موقف وهذا شيء طبيعي لأن الدولة في حال ثورة وهذا يجعل الجميع في حال ترقب ونحن مقدرون لذلك، لكن عندما يحسم الشعب خياره بإجهاض الانقلاب سيعترف الجميع بالديموقراطية".
الوفد
|