نشكرك يا رب على هذا الامتياز الرائع أن نأتي اليك ونعبدك بالروح والحق بدالة البنين، لأننا أصبحنا بنين وبنات لك يا رب، أصبحنا أولادك، أصبحنا من عائلتك، من شعبك يا رب..
من نحن لنكون من عائلتك ومن شعبك لتستخدمنا يا رب، أشكرك من أجل المسحة الموجودة في هذا المكان، أشكرك لأنك تمسح كل واحد منا بمسحة رسولية، بمسحة نبوية، مسحة تمييز الأوقات والأزمنة، مسحة للاختراق، للتسبيح، للحرب الروحية، للكرازة، للتعليم، لإعلانات سماوية..
تعال يا رب.. لكل جيل لديك اعلانات جديدة، لكل جيل شيئًا جديدًا، في كل يوم مراحم جديدة واعلانات جديدة. كل يوم نحن محتاجون، لأنه بدون روح الحكمة والاعلان لا نقدر أن نفعل شيئا. نحن محتاجون أن نعرف كل يوم ما في قلب الرب لنا، لذلك يا أخي عندما تصلي كل يوم أطلب منهُ وقل له: يا رب أعطني روح حكمة واعلان، أعطني حكمة الهية واعلانات سماوية، كيف أتصرف وأتحرك بهذه الاعلانات، علمني أن أحفظ فمي، لا أعرف لما أقول هذا، ولكن أحيانًا كثيرة نأخذ اعلانات من الرب ونشاركها مع آخرين، فيسرقها ابليس منا، لذلك تعلم أن تحفظ في قلبك، لذلك أطلب من الرب روح تمييز واعلان كل يوم.
أهم يوم عندي هو نهار الأحد، لكي آتي الى الكنيسة وأعبد الرب الذي يعطينا كل يوم، ولكن يوم الأحد عندما نعبده مع بعضنا البعض، فهوَ يعمل شيئًا عظيمًا ورائعًا.
من عنده هذا الايمان؟ اذا أتيت يوم الأحد الى الكنيسة كواجب، أعتقد أنك تعاني من مشكلة كبيرة..
عنوان عظة اليوم هوَ: " أوقات وأزمنة الله ".
نقرأ من سفر الجامعة الاصحاح 3 :11 " الله صنع الكل حسنًا في وقته، وأيضًا جعل الأبدية في قلبهم، التي دونها لا يدرك الانسان العمل الذي يعمله الله من البداية الى النهاية ".
الله يقول أنه صنع كل شيء حسنًا في وقته، خلقك يا أخي في أنسب وقت لك، وعندما خلقك قال: ان هذا حسن. خلق البشر وجعل الأبدية في قلبهم حتى يطلبونه، علهم يجدونه، كل شخص على الأرض خلقه الله لسبب معين في وقت معين ولهدف معين، ووضع الحياة الروحية في داخله، حتى يدرك هذا الشخص الله ومخطط الله لحياته، لذلك من يريد الرب لن يجدهُ فحسب، بل سيكتشف أن الرب قد حضّر له رؤية ومخطط لحياته.
ليس أسوأ من حال المؤمن الذي لا يعرف هدف الله من حياته، وماذا يريد منه الرب، وما هي الأسلحة التي سلمه اياها الرب، ومتى خلقه ولماذا خلقه وما هو هدف خلقه. ان أصعب شيء هي اللحظة التي يجب أن يقرر فيها الانسان ويتساءل ماذا أعمل؟ ماذا أشتغل؟ من سأتزوج؟ أي مدرسة أريدها لأولادي؟
لأن غلطة صغيرة توصل الانسان الى طريق مسدود، هناك أخطاء تحتاج سنوات لإصلاحها، الأخطاء تُغفر، لكن اصلاح نتائجها يحتاج الى وقت. لذلك من المهم أن تتخذ القرارات المناسبة، والرب يعطيك القرار الصحيح في الوقت المناسب.
ثانيا: "وضع أي الله الأبدية في قلب الانسان حتى يستطيع أن يدرك العمل الذي يعمله الله من البداية حتى النهاية ". لدى الرب خطة عمل لحياتك، لكنيستك، لبلدك، للعالم، في وقت رائع وحسن، ووضع الرب في أعماقك الأبدية كي تعرف خطته في حياتك، في كنيستك، في العالم، في الشرق الأوسط من البداية حتى النهاية.
الرب يخبرك كل شيء، قد لا يخبرك الأمور من البداية، ولكن بين البداية والنهاية تدريجيًا، لأنه اذا أخبرك من البداية كل شيء، قد لا تحتمل وتموت، هذه نقطة مهمة.
وقد ورد في سفر أعمال الرسل الاصحاح 16 العددين 26و27: " وصنع من دم واحد كل أمة من الناس يسكنون على كل وجه الأرض، وحتم بالأوقات المعيّنة حدود مسكنهم. لكي يطلبوا الله، لعلهم يتلمسونه فيجدوه، مع أنه عن كل واحد منا ليس بعيدًا ".
أي أن الله خلق كل انسان وكل بلد بطريقة معيّنة، بوقت حسن بحسب مخططاته، ووضع حدود كل البلاد، لذلك لا يقدر أحد أن يلغي حدود البلد الآخر، الرب هوَ من وضع الملوك والرؤساء، وحدّد الشعوب والأوطان ومكان سكنها، وحدود كل بلد بالتحديد، وخلق كل شخص في بلد محدد، في وقت محدد، لخطة محددة مكتوبة في السماء منذ البداية الى النهاية، وأنت يا أخي تكون جاهلاً ان كنت لا تعلم مخطط الله لحياتك من البداية حتى النهاية. وخطط الرب لك، هي صالحة وجيّدة وحسنة في وقتها.
من المهم أن تعرف أوقات ومواسم وأزمنة الله لحياتك. من المهم جدًا أن تميّز، لذلك ينبغي أن تصلي كل يوم لكي يعطيك الرب روح تمييز فيما يختص بأوقات وأزمنة الله.
عندما كان النبي داود مُحاربًا ومُلاحقًا من شاول الملك، كان لدى داود مجموعة من الرجال (بحسب سفر أخبار الأيام الأول الاصحاح 12 عدد 32 ) هناك رجال خبراء التحقوا بداود، كانوا يضربون بالمقلاع ويصيبون حتى الهدف البعيد باليد اليمنى واليد اليسرى، ومجموعة أخرى من المقاتلين خبراء باستعمال الرماح، ومن بني يساكر الخبيرين بالأوقات لمعرفة ما يعمل اسرائيل.
كان هناك مجموعة لم يكن داود ينتصر من دونها، كان يوجد برفقته فريق كوماندوس، خبراء في معرفة أوقات وأزمنة ومواسم الله، كانوا يعرفون من الرب ما الذي يجب أن يفعله شعب الله في الوقت المحدد وفي كل لحظة ووقت وزمان، وكان داود يتكل عليهم، لأنه بدون هؤلاء الخبراء كان يقع في مشكلة، توجد مسحة تمييز، قل للرب: أعطني يا رب مسحة تمييز الأوقات والأزمنة لحياتي، لعائلتي لكنيستي لبلدي للشرق الأوسط.
حذار أن تفكر أن الرب قد خلقك وولدت من جديد بالروح لتجلس في الزاوية، الله خلقك في وقت محدد لهدف محدد، وعنده لحياتك رؤية من البداية حتى النهاية، لا تقل يا ليتني خلقت في بلد آخر، لا تلعن نفسك، لا تتذمر وتقول : ما هذا البلد الذي ولدت فيه.
الله خلقك في أحلى بلد في، أعظم وقت، من أجل عمل رائع، لا تنكر رؤية الله على حياتك، لا ترفض كلام الله على حياتك، ومخطط الله، انتبه الى ما تقول، لا توجد صدفة مع الله.
كل شيء محدد من البداية حتى النهاية، والرب يعمل عمل رائع، وأنا أقول لك اليوم ماذا يعمل الله في الشرق الأوسط وفي العالم، حتى تكتشف بنفسك ماذا يريد الرب منك، فأنا لا أقدر أن أكتشف ذلك بدلاً منك.
من يعرف ماذا يريد الرب منه؟
يجب أن يعرف كل شخص منكم خطة الله لحياته، واذا لم نعرف فهذه مشكلة، لأنهُ عندئذٍ ستأخذك عواصف الحياة وتلعب بك كيفما تشاء، وأنت تسلك بالخيارات وليس بالروح.
فتقول: هذا ميت ينبغي أن أشارك في دفنه، أو تفتش عن بيت تزوره لتمضية الوقت ليس الاَّ، والوقت يمرّ سدى. يتكوَّن اليوم من 24 ساعة، تقدر أن تفعل الكثير بها، لكنك رغم ذلك تقول: ليس عندي وقت. هناك هدر، هناك فساد في وقتك وفي حياتك، هذا وقت ثمين يُهدر هدرًا، وثمنه مليارات في الملكوت. لا تهدر وقتك الثمين . ليكسر الرب مذابح فيك ليست منه، ويبني منك بناءً جديدًا.
" ومن بني يساكر الخبيرين في الأوقات لمعرفة ما يعمل اسرائيل " أريد أن أقول لك شيئًا: ان الرب قد عرفك قبل أن يكوّنك في بطن أمك كما يقول الكتاب المقدس. والرب عندما كان يعقوب جنينًا في بطن أمه مع أخيه عيسو كانت أمهما تصارع، قال لها الرب: في بطنك أمّتان. ابتدأ الله يتكلم على حياتهما وهما بعد أجنَّة، هل تعلم أن الله يتنبأ على حياة كل شخص عندما يكون جنينًا ويقول له: " لا تخف أنت خُلقت في الوقت المناسب لعمل محدد، وسأعمل منك أمة كبيرة، وستُغيِّر مناطق كثيرة، وهذا المخطط هو لحياتك، الله يتنبأ على حياتك منذ كنت في بطن أمك بحسب خطته الالهية، فلا تهدر وقتك ولا تهدر كلام الرب الثمين، أنت جبار بأس والرب سيعمل معك أمورًا عظيمة.
لا تهدر الوقت، الله خلقك في وقت محدد، في مكان محدد، لعمل محدد وكل شيء كان مكتوب ومصدّق قبل تأسيس العالم، وأنا أشكر الرب لأنه خلقني في هذا الوقت بالذات في الشرق الأوسط بالتحديد، لأهم معركة، لأهم انتصار، لأهم حصاد، لأهم نهضة...
حذار أن تفكر أن تحسد الرسل في الكنيسة الأولى، بل إن الرسولين بولس وبطرس يحسداننا ويقولان: هنيئًا لكم، يا ليتنا مكانكم في آخر وأهم معركة، لأن كنيسة الأيام الأخيرة أقوى وأعظم وأكثر انتشارًا، وأقوى في الآيات والعجائب، وأكثر حصادًا من الكنيسة الأولى، لأن الرب قال: " مجد البيت الأخير سوف يكون أعظم من مجد البيت الأول ".
يقول لي بعض الناس: متفجرات وارهاب..
وأنا أقول لهم: لا تتابعوا الأخبار، ولا ترددوا ما يردده الناس، وتقول ما يقولونه.
حربنا ليست مع لحم ودم، بل هي حرب روحية، كل ما نراه على الأرض، هوَ انعكاس للمعركة الروحية التي تجري في السماويات.
كل ما نراه على الأرض، هو انعكاس لشدّ الحبال، للحرب، للاختراقات التي تحصل في السماويات، فكلما ازداد التشنج، فهذا يعني أن المعركة بدأت تُحسم، إن ابليس غير مسرور ومرتعب وقد حصل الاختراق، وهذا أجمل ما يمكن أن يكون، وهو أننا نحن موجودون في هذا المكان حيث المعركة محتدمة والملكوت سوف يخترق ويمتد، والانتصار لنا والحصاد آتٍ، المشكلة لا تكمن في كيفية اللحاق بالحصاد، بل كيف ستقدر الكنيسة أن تستوعب كل الحصاد من وفرته وكثرته، هذا ما سيعمله الرب بك أو بدونك. الموضوع ليس اذا كان الحصاد سيأتي أم لا، قطار الملكوت يتقدّم بقوة، وسوف يتقدّم ويخترق، ولكن المشكلة هي: هل ستكون أنت في القطار أم لا؟
هل ستميز الأوقات والأزمنة؟ هل ستميز أن يكون مكانك في هذا القطار في بلدك بالذات؟ فهو سائر بك أو بدونك.
لأن الوقت لا ينتظر الجهلاء...
ينبغي أن تدرك الوقت الذي تعيش فيه.. يجب أن تدرك المكان الذي أنت فيه.. يجب أن تدرك ما هي الأسلحة التي أعطاك اياها الرب.. وماذا يعمل الرب بالتحديد بحسب مخططه الالهي في هذا الوقت في المكان والزمان الذي أنت فيه.. لا تضيّع هذا الوقت.. لا تهدر وقتك.
إنَّ كلمة " وقت " في الكتاب المقدس، ترد بصورتين وفقًا للغة التي كُتِبَ فيها الكتاب المقدس، الأولى تعني:
" كرونو " والثانية تعني: " كايروس ".
وكرونو من كرونومتر، وهو الوقت، هل تستفيد منه أم لا، ولكن هناك وقت محدّد لعمل الهي محدد في حياتك في كنيستك في بلدك في المنطقة التي تعيش فيها.
اذا لم تكن مثل أبناء يساكر ولم تقدر أن تميّز الوقت بالتحديد، يعني هناك وقت معيّن يريد الرب أن يعمل معك عمل سريع، وقد تنجز في ساعة ما قد يستغرق انجازه شهرًا واحدًا، تراها تتحقق في ساعة بشكل خارق للطبيعة، هناك وقت قد يمسك بك الرب ويركض بك مسافة بعيدة بشكل سريع جدًا، وستغمرك البركات الفيّاضة، ومشاكل حياتك تُحلّ من تلقاء ذاتها، وستحدث أمور عظيمة بطريقة الهية مجيدة، وستأتي مواسم يشتغل فيها الرب على حياتك، تكون قبل تلك المواسم تكدّ وتتعب كي تغيّر الأمور بلا جدوى، والرب ينتظرك وأنت تركض وتتعب وليس من ثمر، فتيأس، ولكنني أنصحك بأن تستفيد خلال هذه الفترة، ليشكلك الرب ويغيّرك، ولكن أحرص أن تكون صاحيًا عندما تحدث الـ " كايروس"، وقت الهي محدد لعمل قوي وسريع جدًا.
هذه الأوقات المميّزة تأتي على أشخاص، على كنائس وعلى مناطق.
نجد في الكتاب المقدس أوقات الهية محددة في العهدين القديم والجديد. مثلاً نجد في العهد القديم وقت نوح الذي عمل أعظم عمل رحمة من ربنا، لأنه عندما قال " روحي لا يستطيع أن يجاهد كثيرًا مع الانسان، وعمر الانسان لن يكون أكثرمن 120 سنة "، وهذا لا يعني أن عمر الانسان قد توقف عند حدود ال120 سنة، لأننا نجد بعد نوح أشخاصًا عاشوا 180 سنة أو أكثر، المقصود من هذا الكلام أن الله سيعطي سكان الأرض فترة 120 سنة كي يتجاوبوا مع دعوة نوح للتوبة، كما نجد في رسالة الرسول بطرس أن نوحًا كان يكرز وهو يبني الفلك، قد يُقال أن نوحًا أفشل كارز في العالم لأنه بقي يكرز 120 سنة، ولم يتجاوب معه أحد، ولكن أقول لك أنني أجد نوح الكارز الأكثر أمانة، إذ أنه بقي يكرز 120 سنة ولم ييأس، بقي أمينًا للعمل الذي دُعِيَ اليه. وتمسّك ووثق بمواعيد الرب أن الدنيا ستمطر في الوقت المعين من الله.
ما أجمل رحمة الرب، أعطى هذا الشعب الخاطئ مدة 120 سنة ليتوبوا ويرجعوا عن خطاياهم، ولم يصدقوا. لقد استغرق بناء الفلك 120 سنة، وبقي نوح أمينًا ومؤمنًا بأوقات وأزمنة الله، وقد كانت أزمنة رحمة اذ عندما حدث الطوفان وصعد نوح وعائلته الى الفلك، يقول الكتاب المقدس أن الله نفسه اغلق باب الفلك.
انتبهوا الرب قريب.. فإذا مات أحد معارفنا وهو لا يعرف الرب فسينزل الى جهنم النار.
لقد أعطانا الرب يا اخوتي خدمة الرحمة لنصل الى الأشخاص في الأوقات المناسبة وغير المناسبة. الوقت يمرّ والناس تموت وتذهب الى جهنم. هذه حقيقة .كان هذا أهم كايروس.
ثاني أهم كايروس عندما قال الرب لابراهيم أن نسلك سيتشرّد 400 سنة وهذا ما حدث لشعب الله في مصر، وبعد مضي 400 سنة قال الرب لموسى: أنا هو اله ابراهيم واسحق ويعقوب كما وعدت كما حددت الوقت كما قلت أنا سأحرّرهم.
قد يقول قائل لماذا أرسل الرب 10 ضربات قبل أن يخرجهم من أرض العبودية، وما دخل فرعون اذا قسّى الرب قلبه؟
ولكن أقول لكم أن قلب فرعون كان قاسيًا منذ البداية، والله لم يُقسِّ قلب فرعون الا بعد الضربة الرابعة. لكن الرب أعطى فرعون الوقت ليرجع عن قساوة قلبه، ولكن فرعون استغل رحمة الرب، والرب استفاد من قساوة قلب فرعون، ليكمل الضربات العشر، لأن قلب الله لم يكن على شعبه فقط، بل على الشعب المصري أيضًا، وكل ضربة كانت موجهة الى أحد آلهة المصريين، حتى أتى الاله الواحد الوحيد ودمّر الآلهة العشر، حتى لا يبقى أي اله لهم، ويعرفوا أن الله هو الاله الوحيد، ويخرجوا مع شعب الله، وقد ترك قسم منهم مصر وذهب مع شعب الله، لأن الرب عرف برحمته أن كايروس قد أتى، أن الذي قاله الله لا بدّ أن يتم.
من يمشي؟ من يخلص؟ هذا يعود الى الأشخاص وقرارهم الشخصي، لأن الله قد وضع الأبدية في قلوب الجميع، وعلى كل شخص أن يقبل خلاص الله.
السؤال هو: رحلة تستغرق من 11 الى 14 يومًا، استغرقت 40 سنة بسبب التمرد، بسببب أن أناسًا لم تفهم مواسم وأوقات الله، والأكثرية ماتت في الصحراء. من المؤكد أن الله سيخرج شعبه من أرض مصر ولكن السؤال: من سيدخل ويكون في مخطط الله، الذي سيتم بهم أو دونهم؟
إنَّ خطة الله ستتم بدون شك، ولكن من سيكون فيها ومن سيكون خارجها؟
القرار يعود اليك يا أخي، الرب يريدك أن تصعد الى القطار، الاختراق الذي سيغير منطقة الشرق الأوسط.
إننا كنيسة الأيام الأخيرة، يسوع آتٍ عن قريب، فلا تفوّت الفرصة وتبقى خارج القطار بسبب عدم تمييزك أو جهلك أو تمرّدك أو عنادك أو عدم التزامك أو عدم خضوعك أو محبة العالم أو أي موضوع أنت تتصارع معه.
أنفض الغبار، جدّد حياتك، إصعد الى القطار باسم الرب يسوع.. وسوف ننتصر لأن منطقة الشرق الأوسط هي لنا، انها كنيسة الأيام الأخيرة. الشرق الأوسط ليس لكنيسة أميركا.. ان دورك هو على درجة بالغة من الأهمية كونك في هذه المنطقة وفي هذا الوقت بالذات.
هناك كايروس مهم جدًّا وهو أهم موعد الهي كان ينبغي أن يتحقق، فما هو؟
انه مجيء الرب يسوع المسيح الى عالمنا، مكتوب في رسالة غلاطية الاصحاح 4 : 4 - 5 : " ولكن لما جاء ملء الزمان ".
ما أجمل هذه الكلمة، لم يقل الزمن القوي أو أية تسمية أخرى، بل ملء الزمان.. هذا الكايروس العظيم، هذا الوقت المحدد الذي سيقلب التاريخ.
ويُكمل قائلاً: " لما أتى ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولود تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني ".
هذا أعظم كايروس في التاريخ. ما هو أعظم ثاني كايروس لم يحدث بعد ؟
انه مجيء الرب يسوع الثاني هللويا ...
أريد أن أخبرك يا أخي أنك أنت جيل اليوم، جزء من هذا المخطط، ملء الزمان، ألا وهو مجيء الرب الثاني.
لنلقِ الضوء على الحدث الأهم أو الكايروس الأعظم، وهو الموعد الالهي الذي تحقق لخلاص البشرية في يسوع المسيح ربنا.
أليس الله هو الذي يحدّد البلدان وحدودها والشعوب التي تسكنها؟ لنرجع الى تلك الحقبة التاريخية، لنرَ الناس وهم يتذمرون من قساوة الرومان وشعب الله مشتت في أرجاء الدنيا، والدعارة التي أدخلها اليونانيون الى المجتمع آنذاك، والزنى منتشر، ولكن الرب الذي خلق كل هذه الشعوب، هو يحبها ويريد أن يخلصها، وهو الذي كان يحرّكها ضمن مخططه من أجل ملء الزمان، تصوّروا أنه استخدم اليونانيين لننشر لغة واحدة رئيسية في كل أنحاء العالم، فكانت مثل اللغة الانجليزية في وقتنا الحاضر، واستخدم الرومان ليسيطروا على المناطق والبلاد ويفرضوا سلاماً عُرِفَ بـ " باكس رومانا "، عبدّوا خلال تلكَ الفترة الطرقات، فربطوا روما بكل أنحاء العالم، وأنشأوا نظام البريد، وكان اليهود مشتتين في كل أنحاء الأرض، وكل الشعوب الوثنية المحيطة بهم، تعرف أن هذا الشعب يعبد الاله الواحد الحيّ وينتظر مجيء المسيح، تصوروا أن الله حضّر الطرقات حتى ينطلق منها الرسل ليبشروا العالم أجمع، وعمّ السلام تلك الفترة كي يقدروا أن يسافروا، وهيأ البريد لارسال الرسائل بين الكنائس وسائر الرسل، كما ساعد انتشار اللغة اليونانية على ايصال البشارة الى الجميع، وكان الناس عطشى الى الكلمة، اذ مرّت فترة 400 سنة بدون أن يرسل لهم أنبياء، وهكذا في الوقت المحدّد من الله جاء المسيح، وكبرت الكنيسة وازدهرت، وغيّرت البشرية جمعاء.. لماذا؟
لأن الله نفسه جهّز التاريخ والجغرافيا والأمور السماوية والحرب الروحية والنبوَّات والأزمنة والأوقات، حضّر كل شيء هللويا...
اليوم ان كنت تميز وتفهم وتقرأ الكتب، ترى الأمر نفسه يتكرر، ان الله يحضّر لمجيء الرب يسوع الثاني، وسيفاجئ العالم، والكنيسة ستفاجئ العالم بقوة اختراق وبسرعة.. لكن كيف؟
الرب سيفاجئ بكل تأكيد.. ولكن هل أنت تفهم أم لا؟ لا تقل: هناك تعصب هناك كذا وكذا.. الرب يحمّق ويجهل.. ركز على ما يفعله الرب، لا تنظر بالعيان، بل ميِّز..الأخبار رائعة.. لا تعتمد على السياسة والأخبار بل ركز على الرب.. قل له: يا رب أنا أريد أن أكون في جيشك في هذا الوقت العظيم..
سأعطيكم بعض اللمحات.. قال يسوع " وانجيل الملكوت يبشر به في جميع الأمم وعندها تأتي النهاية ".
وهذا يعني أن كل الشرق الأوسط سيبشّر فيه بالانجيل قبل أن تأتي النهاية. الانجيل دار حول العالم وهو راجع الى المكان الذي انطلق منه، من أجل ذلك هي المنطقة الأشد سخونة من غيرها، ولما حلّ الروح القدس قال لهم بطرس: " في آخر الأيام أسكب روحي "، كيف كانت آخر الأيام؟ وكان ذلك من 2000 سنة؟ كانت بداية آخر الأيام كان عمل الروح يتزايد.. في يوم حلول الروح القدس كان هناك يهودًا حاضرين من مختلف الجنسيات كل جنسيات العالم كانت ممثلة في ذلك الحدث العظيم، يوم انطلاق عمل الروح القدس على الأرض، وقد ذُكِرَتْ كل الجنسيات الممثلة.. وآخر شعب كان العرب.
(إقرأ من سفر أعمال الرسل الاصحاح 2 : 1 – 11 ).
كل الشعوب وصلتها الكرازة، وآخر شعب مذكور هو العرب، واليوم وقت العرب. هذا موسم العرب، هذا وقت العرب، هذا وقت الشرق الأوسط، يسوع آتٍ عن قريب، هذا هو الوقت الذي حدّده الله، والرب مستعجل، وجهّز كل الأمور تاريخيًا وجغرافيًا، وخلقك أنت ضمن هذا المخطط الالهي، في هذا الكايروس بالذات، أنت الذي قد تشعر أنكَ لا شيء، الله اختارك ووضعك في أهم زمن وأهم مكان، في هذا الوقت أنا سأباركه وأستخدمه من أجل عمل عظيم لآخر معركة على الأرض، للحصاد الأخير قبل أن أجيء ثانيةً..
أشكر يا أخي الرب لأنه خلقك في هذا الوقت بالذات، وفي هذه المنطقة بالذات، ولا تضيع وقتك، واستفد من الأزمنة والوقت والكايروس الآتي من الرب، لأن الله لا ينتظر المتأخرين أو الجهال..
ماذا يفعل الرب في الكنيسة؟
قلنا أنه يغير المنطقة التي نحن فيها مقيمون، وخلقنا في مكان ووقت محددين، وهو يجهز كنيسته لتكون جاهزة، لتكون الجيش الملائم ليحارب في هذه المعركة. الرب لا يقدر أن يبدأ باختراقه من خلال كنيسة غير جاهزة. يجب أن يجهزها، وكما جهَّز 300 مقاتل من أصل 32000 مقاتل وارسلهم مع جدعون، هكذا يفعل اليوم، إنَّ الرب يستخدم الطريقة نفسها في يومنا هذا، الرب يجهز كنيسته، انه يجهز كنيسة الشرق الأوسط، انه يحضرها من أجل هذه المعركة. هللويا...
ماذا يفعل الرب؟ الرب يجهز كنيسته لتصبح رسولية.. وما هي مهمتها؟
سأعلم عن الكنيسة الرسولية لترى فيها نفسك وترى ماذا يفعل الرب في حياتك.. لن يقتحم الرب بدون كنيسة رسولية، لن ينتصر بدون كنيسة رسولية، وسيقتحم وسينتصر والقطار سيبقى ماشيًا، ولكن السؤال من سيلتحق به؟ من سيقبل أن يصبح كوماندوس؟ إن الكنيسة الرسولية هي كوماندوس يقتحم فيها الرب العالم اليوم. انها كنيسة الخطوط الأمامية، تقتحم تشق تكسر تفك الألغام.
الكنيسة الأولى هي كنيسة رسولية، ثم دخل اليها التقليد والتدين وابليس قيّدها، ولكن الرب فكها وحررّها من جديد. أسوأ مرحلة للكنيسة هيَ عندما شرّع قسطنطين المسيحية وأدخل اليها مع أمه هيلانة التماثيل والصور، فصار الناس يهتمون بالشكل لا بالجوهر، ثم قام الرب باصلاح الكنيسة مع مارتن لوثر فأرجع الخلاص بالنعمة وأرجع الكتاب المقدس بين أيدي الناس ليقرأوه ويفهموا كلمة الله وفكر الله وخلاص الله للبشر، ثم أرجع الرب مواهب الروح القدس والتكلم بألسنة، ثم أرجع الرب المراتب الخمس التي في الكنيسة وهي: الرسل الأنبياء المعلمين الرعاة والمبشرين (أفسس 4 : 11 – 1 كور 12 : 28).
كيف يجعل الله الكنيسة رسولية ونبوية وتعليمية ورعوية وتبشيرية؟
يجب أن تكون هذه المسحات الخمس في الكنيسة بشكل متواصل، حتى يبقى عمل الرب يتدفق ويتواصل، وبخاصة المسحة الرسولية والنبوية، ويسوع أثناء وجوده على الأرض كان يسلك في المراكز الخمسة.
لذلك الرسول يجب أن يسلك كما كان الرب يسوع يسلك. الرسول يأخذ المسحة الرسولية مباشرةً من الرب، والنبي بنفس الطريقة، والمعلم... إلخ.
هناك قانون اسمه " الانتقال " وهو عندما يكون قائد الكنيسة رسولاً، فمن وعظه وعبادته تنتقل المسحة الى أفراد الكنيسة. انتقال من يسوع الى الرسل الى بعضنا البعض.
هناك البعد الرسولي.. وهو حجم قوة المسحة الرسولية في الكنيسة: اقرأ كتب رسولية، اسمعوا ترانيم رسولية ونبوية، وتعلموا من وعاظ رسوليين ونبويين.
صفات الكنيسة الرسولية: يسوع شدد على كونه رسول من الله الآب، القوة ليست في الرسول، بل من المُرْسِل.
وقال " كما أرسلني الآب أرسلكم أنا "، كما أرسل الآب الابن، هكذا أرسلنا الرب يسوع المسيح. وكونه هو أرسلنا يجب أن تكون أعمالأأأأعمالنا أعماله، سلوكنا سلوكه، كلامنا كلامه، والمسحة من عنده، وكل ما عمله الرب يسوع وهو على الأرض نقدر أن نفعله اذا عرفنا دورنا كرسل ومرسلين بمسحة رسولية، نقدر أن نغير لبنان والشرق الأوسط..
هذا الشيء يتطلب تكسير في أفكارك وتغيير في ذهنك، ينبغي أن تمركز نفسك في الموضع الذي أعطاك اياه الرب.. ينبغي أن تكون جاهزًا لتكون في خطة الرب. لا تفعل شيء خارج خطة الرب حتى لو كانت خدمة.
طعامك يصبح أن تعمل مشيئة الذي أرسلك، مثلما فعل الرب مع المرأة السامرية. لا تُضيِّع وقتك في الزيارات العبثية. تصبح هناك غيرة في القلوب لأجل خلاص النفوس وهذا من عمل الروح القدس.
الكلمة الرسولية: هناك قوة في الكلام الذي تعلنه لأنه من الله. أنت تتكلم والآخرون يصغون لأنهُ ستكون هناك قوة في كلامك. كما بطرس الرسول الذي كان جبانًا خائفًا وصار معلمًا يعلن الحق بجهارة وعدم خوف. الرسول لا يشعر بالرفض لأن هذا الشعور هو العدو الأول للكنيسة. أنفضوا الغبار وأكملوا الطريق، الثقة بالنفس وبالذي أرسلك هما الأساس في حياتك، لأن الذي يرفضك لا لشخصك، ولكن يرفض يسوع الذي تكرز به.