منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 07 - 2013, 09:27 PM
 
merona Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  merona غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 98
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,815

كيف تحاسب نفسك؟



لتكن محاسبتك لنفسك بصراحة وجدية.

قد يحاول الشيطان أن يتدخل بإحدى طريقتين:

إما أن يقول لك: لا تبالغ في حكمك على نفسك، لئلا تقع في عقدة الذنب Sense of guilt.

أو قد يقول لك: احترس من أن تقسو على نفسك، لئلا تقع في الكآبة Depression. وهو ليس مخلصًا في نصائحه، لأنه يريد أن يبعدك عن تبكيتك لنفسك. هنا وتذكر قول القديس أنطونيوس الكبير " إن ذكرنا خطايانا، ينساها لنا الله. وإن نسينا خطايانا، يذكرها لنا الله". وتذكر أيضًا قول داود النبي في مزمور التوبة "خطيتي أمامي في كل حين" (مز 50).




ذلك لأن الشيطان قد يقول لك: لماذا تتذكر خطاياك، وهى مغسولة بالدم الكريم؟!

إنها تظل مغسولة، طالما كنا في حياة التوبة، نادمين على ما فعلناه، وفي انسحاق قلب بسبب خطايانا. إن داود النبي ظل يبلل فراشه بدموعه بسبب خطيته، حتى بعد أن نال المغفرة. وقال له ناثان "الرب نقل عنك خطيئتك. لا تموت" (2صم 12: 13). وشاول الطرسوسي بعد أن نال الدعوة الإلهية، وصار رسولًا، وتعب أكثر من جميع الرسل" (1كو15: 10). قال في انسحاق قلب " لأني أصغر الرسل. أنا الذي لست أهلًا لأن أدعى رسولًا، لأنى اضطهدت كنيسة الله "! (1كو 15: 9). ألم تكن هذه الخطية قد غفرت له، وغسلت بالدم الكريم. ولكنه لا يزال يذكرها ويبكت نفسه عليها. بل أنه يقول في رسالته الأولى إلى تلميذه تيموثاوس " أنا الذي كنت قبلًا مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا. ولكنني رحمت لأني فعلت بجهل في عدم إيمان" (1تى 1: 13). وعلى الرغم من أنه فعل ذلك بجهل، وقبل إيمانه، إلا أنه لا يزال يذكر ويبكت نفسه..



وأيضًا في محاسبتك لنفسك، احترس من أن تلتمس لنفسك الأعذار والتبريرات..

قد تحاسب نفسك وتدرك أخطاءك. وإلى هنا تكون النعمة قد عملت فيك. ثم يأتي الشيطان ليفقدك عمل النعمة، ويبعدك عن الندم والانسحاق ولوم النفس، فيقدم لك الأعذار والتبريرات، لكي تغطى بها على خطيتك، كما حاول من قبل أبونا آدم وأمنا حواء.. احترس من هذه الأعذار التي هى لون زائف من الإشفاق على النفس، بالدفاع عنها ومحاولة تخفيف الذنب فيما ارتكبته.

فإن كنت تحب نفسك حقًا، لا تشفق عليها بهذا الإشفاق الخاطئ الذي يحرمها من مشاعر التوبة والندم والانسحاق. وهذا لا يفيدها بشيء. بل على العكس قد تعتمد على الأعذار وتستمر في الخطأ. اذكر باستمرار قول الرسول "أنت بلا عذر أيها الإنسان" (رو 2: 1). الذي يحاول أن يعذر نفسه في خطاياه، قد يقع في الضمير الواسع، الذي يبلع الجمل (مت 23).



وإن عذرت نفسك بأن هناك معطلات خارجية عاقتك عن طريق الفضيلة، فقل لنفسك: كان ينبغي أن أجاهد لأنتصر، على تلك المعوقات.

هوذا نوح البار كان يعيش في جيل فاسد جدًا حتى أن الله أغرقه بالطوفان. ومع ذلك حفظ نوح نفسه في الإيمان، ولم يتأثر بالوسط المحيط. ويوسف الصديق كانت الخطية تلح عليه كل يوم، دون أن يطلبها. وعلى الرغم من ذلك قال عبارته الخالدة" كيف اصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟!" (تك 39: 9). وفي سبيل رفضه للخطية تحمل ما أحتمله من سجن وعار..

ودانيال والثلاثة فتية كانوا مهددين بموت خطير، هو بالإلقاء إلى جب الأسود وهم بالإلقاء في أتون النار. ولكن ذلك التهديد لم يحولهم مطلقًا عن مخافة الله. وهكذا كان كل الشهداء والمعترفين، في كل ما تعرضوا له من تعذيب.



إن الضغط الخارجي، لا يستسلم له سوى الضعف الداخلي.

بكت نفسك بهذه العبارة. وقل لنفسك: ينبغي أن أكون قويًا في الداخل، وأنتصر على كل الحروب مهما كانت شديدة. وليبكتك قول بولس الرسول للعبرانيين "لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية" (عب 12: 4). لذلك إن حاسبت نفسك، فلا تقل في سقطاتك "لقد كنت ضعيفًا والخطية أقوى منى. بل أذكر انتصار يوسف الصديق، وبكت به نفسك. ولا تقل كانت الوصية صعبة، لم استطع تنفيذها!! بل تذكر كيف أن ابراهيم أخذ ابنه الوحيد الذي يحبه ليقدمه محرقة (تك 22)


اذكر قصصًا من الكتاب في الانتصار على العوائق:

أذكر أصدقاء المفلوج الذين لم يجدوا أي منفذ لإدخال صاحبهم إلى الرب، فلم ييأسوا، ونقبوا السقف ودلوه منه (مر 2: 4). واذكر الإغراءات التي قدمت لداود لقتل شاول الملك الذي كان يطارده، وكيف قال داود: حاشا لي أن أمد يدى إلى مسيح الرب.. لأنه مسيح الرب هو (1صم 24: 6)..



في محاسبتك لنفسك، اعتبر الأعذار تدليلًا للنفس.

مثل عذراء النشيد، التي لم تفتح للرب، وقد امتلأ رأسه من الطل، وقصصه من ندى الليل! وقالت "قد خلعت ثوبي فكيف ألبسه. قد غسلت رجليَّ فكيف أوسخهما". ولم يقبل الرب عذرها،، بل تحول عنها وعبر. ثم عصرها الندم فقالت بعد ذلك " طلبته فما وجدته. دعوته فما أجابني (نش 5: 2-6)..

لا تكن مثل صاحب الوزنة الواحدة، الذي دفن وزنته في الأرض، ووجد لنفسه عذرًا فقال لسيده كلامًا شريرًا لامه عليه! (مت 25: 24 – 28)..


ما أكثر الذين أخطأوا وقدموا أعذارًا، كانت كلها غير مقبولة.

مثل شاول الملك لما أصعد محرقة (1صم 13: 11، 12). ومثل يونان النبي لما اغتاظ بالصواب حتى الموت (يون 4: 1-13). ومثل إيليا في خوفه من ايزابل وهربه منها (1مل 19: 1، 14).

ومثل هؤلاء من يكسر الصوم. وأن حاسبه ضميره وبكته، يعتذر بضعف صحته. ومن يكسر وصية العشور. وإن حاسب نفسه، يعتذر بظروفه المالية، وكذلك من لا يفي بالنذر.. إن داود لم يجد لنفسه عذرًا، لما "جاء أسد مع دب، واختطف شاه من قطيعه"، بل جرى وراءه، وأنقذها من فمه (1صم 17: 34، 35).. ولو أن داود قد اعتذر عن إنقاذ الشاه، لوجدنا عذره مقبولًا!! ولكنه لم يفعل. كان ضميره أقوى..



ما أكثر الذين يخطئون، فبدلًا من لوم أنفسهم، يلقون اللوم على الكنيسة لكي يعذروا أنفسهم!!

يقولون: الكنيسة لم تفتقدني! أب الاعتراف لم يهتم بي! لم أجد مرشدًا يعرفني الطريق! أين الآباء؟! أين عمل الكهنوت؟! ولا يقول أحد منهم: الخطأ كان واضحًا، وضميري كان يبكتني، وأنا لم أطع إرشاد ضميري وتبكيته لي من الداخل..!!

إن أنطونيوس العظيم كان وحده في البرية بلا مرشد. وسار في الطريق السليم، ولم يعتذر بعدم وجود إرشاد.. وكذلك الأنبا بولا السائح وغيرهما من أعاظم القديسين..


في محاسبتك لنفسك، من الأفضل لك أن تدين نفسك وتبكتها.

فهذا أنفع لك من تبرير نفسك، وإلقاء التبعة على غيرك.. ما أجمل جواب أب جبل نتريا، لما سأله البابا ثاوفيلس عن أحسن الفضائل التي أتقنوها في حياة الوحدة، فقال: "صدقني يا أبى، لا يوجد أفضل من أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه في كل شيء"..

أما العوائق فلا تكون مجالًا للاعتذار، وإنما مجالًا للتدريب على مقاومتها، والصلاة لكي يعطى الرب نعمة للانتصار عليها.


محاسبة النفس تليها إدانة النفس. يليهما علاج النفس.

ووضع كل تلك الضعفات مجالًا للتدريبات الروحية، وللجهاد الروحي، والصلاة. وأيضًا لذكرها في الاعتراف، وطلب المشورة الصالحة..

وأيضًا لكي تكون تلك الضعفات سببًا في أتضاع النفس، والبعد عن أفكار المجد الباطل كلما تحارب النفس حينما تعمل خيرًا. وكذلك تكون تلك الضعفات سببًا في الإشفاق على المخطئين بدلًا من إدانتهم. كما قال القديس بولس الرسول "أذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم، واذكروا المذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد" (عب 13: 3).


حاسب نفسك على السلبيات التي تصدر منك، وأيضًا على الفضائل التي تنقصك. وكذلك على توقف نموك، إن كانت روحياتك وصلت إلى وضع معين، ثم توقف نموها. وهنا تضع أمامك قول القديس بولس الرسول "ولكنني أسعى لعلى أدرك.. أنسى ما هو وراء، وامتد إلى ما هو قدام. أسعى نحو الغرض" (فى 3: 12- 14). ادرس ما الذي أوقف نموك. أهي أسباب داخلية، أم عوائق خارجية؟
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
اهتم أن تحاسب نفسك كل يوم
فهل تحاسب نفسك على الممارسات أم على القلب
أحيانا تضع لنفسك جدولًا روحيًا تحاسب به نفسك
مش عيب انك تحاسب نفسك لما تغلط وتصلح غلطك كمان
كيف تحاسب نفسك؟


الساعة الآن 05:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024