نشكر الرب على حضوره في هذا الصباح. كم أن الرب عظيم. هذه الشهادات التي نسمعها هي بحدّ ذاتها تسبيح للرب.
أريد أن اتكلم عن موضوع التسبيح والعبادة، ونريد أن نكمل تسبيح وعبادة الرب، نعبد الرب في حياتنا.
أريد أن أتكلم عن معنى كلمتي تسبيح وعبادة:
Praise & worship
worship
من اللاتينية وتعني الثمن أو القيمة، والترجمة باللغة العربية في الكتاب المقدس هي تمجيد، حمد، تسبيح، مدح وفخر. يأتي التسبيح عندما أرى قيمة الرب بالنسبة لي. بمقدار ما أرى قيمته أعطيه التسبيح. نستطيع أن نسبح أشخاصاً أو أشياء، قد نعطي مجد مزيف بالشفاه لأحدهم، ولكن اعطاء المجد الحقيقي للرب، هو أنه بمقدار ما أراه مهماً أعطيه مجداً.
ونرى هذا الشيء في سفر الرؤيا الاصحاحين الرابع والخامس، عندما نرى كل كائنات السماء والملائكة والشيوخ والقديسين يرددون بصوت واحد: مستحق الحمل !! هم يعطون مجداً لله للحمل المذبوح، قدوس قدوس.. أنت مستحق كل المجد والكرامة...
هذا هو التسبيح، عندما أتواجد بحضور الرب وتصدر مني كل تلك الكلمات النابعة من داخلي وشعوري الحقيقي بقيمة الرب.
نقرأ في المزمور 100 " اهتفي للرب يا كل الأرض. أعبدوا الرب بفرح. أدخلوا الى حضرته بترنم. أعلموا أن الرب هو الله. هو صنعنا ونحن شعبه وغنم مرعاه. أدخلوا أبوابه بحمد. دياره بالتسبيح أحمدوه باركوا اسمه. لأن الرب صالح الى الأبد رحمته والى دور فدور أمانته ".
آمين!! ولسنا نحتاج الى موسيقى لكي نرفع تسبيحنا، اننا نربط التسبيح والعبادة في أيامنا بترانيم سريعة وبطيئة، ولكن معنى التسبيح هو النابع من القلب، هو أن أقول للرب: كم أنت مهم في حياتي !! الشكر والتسبيح " أدخلوا أبوابه بحمد دياره بالتسبيح " بالانجليزية مكتوب:
Thanksgiving and Praise
لا تقدر أن تدخل الى محضر الرب الا بالشكر والتسبيح. واذا أتيت الى الكنيسة وأنظارك على الأرض، على همومك، وتتذمر لأنها تمطر وسيارتك قد توقفت فجأة، أو لأنّ الأولاد يعذبوك في البيت، ورب العمل غير عادل معك، لن تقدر أن تدخل الى محضر الرب، ستأتي الى هنا ترنم وترفع يديك الى الأعلى، ثم تخرج مثلما دخلت. حتى لو كان حضور الرب يملأ المكان ان لم يكن قلبك موجّه الى الرب، الى التسبيح للرب، لن تقدر أن تلمس حضوره. لنتعلم أن نعطي دائماً التسبيح والشكر في حياتنا للرب. يا رب أشكرك لأنني رغم أن سيارتي قد توقفت لكنك لم تتركني وحيداً على الطريق، بل أرسلت أحدهم لمساعدتي. أشكرك رغم أنني أمر في مرحلة صعبة، ولكنك ستخرجني الى الرحب. وستعطيني مكافأة على ايماني. أشكرك يا رب لأن حمايتك عليّ. أشكرك لأن حضورك في كنيستي، لأن يدك عليّ وعلى أولادي. أشكرك لأنه قد يكون عملي صعباً الآن، ولكنك ستعطيني عملاً آخر بعد حين.. أشكرك.. أشكرك يا رب وأعطيك كل المجد.
لا يوجد شيء في حياتي يفرحني ولكن وجودك يفرحني. آمين؟
نرى في الكتاب المقدس أن يونان عندما أطاع أخيراً الرب وذهب الى نينوى، كان ينتظر أن يُزيل الرب نينوى من الوجود، بينما أرسله الرب الى هناك ليخلص شعب نينوى. كان يونان جالساً خارج المدينة ينتظر أن تهدم المدينة أمامه ظناً منه أن الرب يريد أن يفعل ذلك، ولكن في الوقت نفسه نرى شعب نينوى وقد عاد للرب وتاب اليه، فرجع الرب عن فكرته.
كانت الشمس مشرقة، أنبت الله يقطينة وكبرت وحمت بفيئها يونان من حرّ الشمس، فرح يونان ثم أرسل الله دودة فأكلت اليقطينة، فذبلت وماتت، فحزن يونان وغضب، فقال له الرب: ان كنت حزنت على اليقطينة التي أرسلتها اليك وماتت في يوم واحد، فكيف لا أحزن على هذا الشعب الذي خلقته وأخلصه؟؟!!
الذي أريد أن أقوله: أن فرح يونان كان متعلقاً بالظروف.. كبرت اليقطينة ففرح يونان!! ماتت اليقطينة فغضب يونان وتضايق. ونحن ينبغي ألا يكون فرحنا كفرح يونان، أي متوقف على أمور فانية، يوم تكون ويوم لا تكون، بل ينبغي أن يكون فرحنا متعلقاً بالرب، في كل الظروف.. لنضع في أعماقنا: يا رب ليبقَ تسبيحك في فمي. سأسبحك من كل قلبي وليس من شفاهي.
وكلمة تشجيع من الرب لكثيرين، وأعرف أن كثيرين قد مروا بظروف صعبة لكنهم بقوا متسمكين بالرب، وبقوا يسبحونه من كل قلوبهم، في كل ظروفهم، إن الرب يقول لهم: مستحيل أن أنسى، لقد سجلت كل هذه الأمور عندي. سيأتي يوم وسأعطيكم المكافأة. آمين!!
تمسّك بالرب وآمن بتحقيق وعوده لك... هللويا!! ولا أي مرة ينبغي أن نسبح الرب لأننا فرحين، فهذا أمر سهل، ولكن عندما نكون متضايقين وحزانى نطلب من الروح القدس أن يعزينا ويرفعنا. ولا نبقى في المشاعر السلبية، بل نرفع عيوننا إلى الرب، لأن التسبيح هو الذي سيغيّر ظروفك، تماماً مثل بولس وسيلا عندما كانا مسجونين في أفسس، كانا مقيدين ومربوطين بسلاسل، ولكن عندما سبحا الرب تكسرت قيودهم.
عندما كان الشعب في القديم يسبح الرب وقعت أسوار أريحا، عندما وقف الشعب وسبّح الرب: أعداءهم الكثر الذين جاؤوا عليهم أفنوا بعضهم البعض.. استيقظوا عند الصباح فوجدوا الساحة مليئة بالجثث. عندما تقف وتسبح الرب سيتدخل هو في حياتك، ولكن اذا لم ترفع عينيك الى الرب بايمان لن تتغير ظروفك بل ستبقى تتخبط لوحدك. آمين.
هل نقدر أن نطبق هذا الأمر الآن؟ لنغمض أعيننا ونشكر الرب، أشكر الرب على الأمور الحلوة التي يصنعها في حياتك، أشكر الرب على أمانته، أشكر الرب على بيتك، على سريرك، على المياه الدافئة، أشكر الرب لأنه معك... يا رب أشكرك على وجودك معنا في هذه الكنيسة فهذا يكفينا.. هللويا!!
الكلمة الثانية هي:
Worship
نحن نقول عبادة، لكن الترجمة الأصح هي السجود، والسجود هو اعطاء الكرامة والمهابة.. أنا أحترم هذا الشخص وأعطيه المجد اللائق به.. والسجود يعطى لأحد أعلى قيمة منا.. وتحمل كلمة السجود الانحناء، أنحني أمام هذا الشخص وأعطيه الاحترام والجلال.. كلمة عبادة هي خدمة.
أنا أعبد الرب: هو أن أعتبر نفسي خادمة للرب، يعني هو سيدي وليس أنا التي تقرر، بل هو الذي يقرّر.
كلمة عبادة تحمل كل الأمور التي أعملها لكي أقترب من خلالها للرب. هي طريقتي في أن أتقدّم الى الرب.
لنقرأ مع بعض من انجيل يوحنا 4: 19 مناقشة يسوع مع المرأة السامرية عن العبادة الحقيقة للرب:
" قالت له المرأة يا سيد أرى أنك نبي. آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وأنتم تقولون أن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يُسجد فيه. (عندما سبي الشعب اليهودي من أرضه وضعوا شعوباً غريبة في أرض السامرة وحدثت مشاكل فأرسلوا الى الملك قائلين: ان الشعب لا يعرف اله هذه الأرض لذلك تأتي عليه لعنات، لأنهم لا يعرفون كيف يعبدون الاله، فتمّ ارسال شخص علمهم طريقة العبادة وتقديم الذبائح، فصار الشعب يقدم الذبائح لله وللأوثان، يعني أخذوا ممارسات لكنهم لم يأخذوا العبادة الحقيقية، اذ أن شعب اسرائيل هو الذي كان قد اختاره الرب وأعطاه الشريعة، وحدد السامريون أن العبادة تقام على هذا الجبل وليس في الهيكل في أورشليم، ونشبت خلافات حول هذا الأمر، لذلك تعجبت المرأة السامرية كيف أن يسوع يتكلم معها، ولما عرفت أنه نبي قالت له: أنت تعرف أين ينبغي أن تتم العبادة في هذا الجبل أو ذاك؟ (اليهود أو السامريين؟ الموارنة أم الكاثوليك أم الانجيلين؟ ماذا ينبغي أن نفعل؟ ردّ عليها الرب وكلمها بالحق) قال لها يسوع: يا امرأة صدقيني أنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للآب. أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجد لما نعلم. لأن الخلاص هو من اليهود. (ليس المهم على أي جبل تقام العبادة لأنه ها قد أتت الساعة و يسوع واقف أمام كل واحد منا، غير مهم على أي جبل ولا في أية كنيسة أو طائفة أو طريقة) ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق. لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا ".
آمين ! ماذا يعني بالروح والحق؟
بالروح أولاً وليس بالجسد، ولكي نفهم نقرأ في انجيل يوحنا 3 : 5 – 6 حديث يسوع مع نيقوديموس قال يسوع له:
" الحق الحق أقول لك ان كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله، المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح، لا تتعجب أني قلت لك ينبغي أن تولدوا من فوق ".
لقد أوضح يسوع هنا أنه ينبغي لكي يدخل الانسان ملكوت السماوت، ولكي يقدم التسبيح الحقيقي للرب والعبادة الحقيقية، ينبغي أن يكون مولوداً من الروح، عندما تولد على هذه الأرض ينبغي أن تولد من جسد أمك، ولكن لكي تولد لملكوت السموات ينبغي أن تولد من الروح القدس، يجب أن يعطيك الرب اختبار الولادة من الروح القدس، يعود فيحيي روحك الميتة بسبب الخطيئة.
نعبد الرب بالروح، يعني أننا كمؤمنين قد نعبد الرب بجسدنا وبشفاهنا دون قلوبنا.. روحنا من الداخل ينبغي أن تعبد الرب، ان كنت قد أتيت متعباً ينبغي أن تخرج من تعبك وألا تستسلم للتعب، وقد نسبح ونصرخ للرب ولكن نبقى متعبين من الداخل، ينبغي أن نتكل على الروح القدس: تعال يا روح الله وارفعني واعطني سلاماً، تعال وساعدني لكي لا أركز على نفسي، واطلب الروح القدس واشكر، فتجد حضور الرب قد أتى ورفعك، وتسبح بالروح دون أن تشعر. هذا أمر عملي نقوم به عندما نأتي الى الرب ونحن متعبين غير قادرين أن نسبح الرب. ينبغي أن نركز دائماً على الروح القدس في التسبيح والعبادة. أريد أن أشجع أي شخص لم يعرف الرب ولم يولد الولادة الجديدة، أن يلصي قائلاً: تعال يا رب واعطني هذا الاختبار أن أولد من الروح القدس. تعال واسكن فيّ بالروح القدس وقدني الى العبادة الحقيقية التي تطلبها.
وقد طلب الرب أن نعبده بالحق.. ماذا يعني هذا؟
يعني بالحقيقة أن لا نعبده في شفاهنا ولكن حياتنا بعيدة عنه. في انجيل متى 15 كان يسوع يفضح العبادة المزيفة لليهود التي كان من المفروض أنهم يعرفون كيفية العبادة الحقيقية. لقد فضحهم..
متى 15 : 7 – 9 " يا مراؤون حسناً تنبأ عنكم أشعياء قائلاً: يقترب اليّ هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه، وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً. وباطلاً يعبدونني وهم يعلّمون تعاليم هي وصايا الناس ".
لأن الكهنة اليهود أدخلوا في عبادة الرب تقاليد ليست كتابية، ليست بحسب وصايا الله، في العشور والتقدمات كانوا يضعون ثقلاً على الناس ولم يكن هذا من الرب، وصنعوا من العبادة تقاليد، يعني نذهب الى الهيكل ونقدم ذبائح ونعمل كذا وكذا، لكن قلبهم كان بعيداً عن الرب وحياتهم كانت بعيدة عن الرب، لم تكن لديهم رحمة، وكانوا أمام الناس شيئاً وفي حياتهم الخاصة يفعلون شيئاً آخر... ألا يحدث معنا مثل هذا الأمر في يومنا هذا؟ كم أن الكلام الذي تتكلم به يطابق كلام الرب؟ وكم تطابق حياتك كلام الرب؟ أريد أن نقوم بجولة في العهد القديم عن الساجدين الحقيقين ونبدأ بـ:
أخنوخ: في سفر التكوين هناك عبارة واحدة عنه: " وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه " عبارة واحدة وما أحلاها.. كان أخنوخ عابداً حقيقياً للرب، كان يمشي بجانبه، يعني أنه كان يسمع لكل ما يقوله له الرب، ومهما كان يفكر كان يقوله للرب، كان هو والرب يمشيان مع بعض.. يوماً بعد يوم، حتى لم يوجد لأن الله أخذه.. عندما تكون أميناً وتمشي مع الرب لا تعود تخاف الموت.. ماذا يوجد في السماء؟ الذهب.. أنهار المياه التي يعد بها الرب، الأمور الجميلة التي يخبرنا عنها سفر الرؤيا، ولكن أجمل شيء في السماء هو وجود الرب، هو الشمس، هو الشبع، هو الفرح، هو المجد، عندما تمشي على الأرض مع الرب تعيش السماء على الأرض. مهما كانت الظروف التي تحيط بك أنت مع الرب تعيش في مجد، في فرح وسلام، ويصبح الانتقال الى السماء مجرد انتقال أو تكملة لحياتك على الأرض.. عندما تكون مع الرب لا تعود تخاف من الموت، بل يصبح الموت فرحاً لك، لأنك من خلاله ستلتقي بيسوع وجهاً لوجه. كان انتقال أخنوخ الى السماء تكملة لمسيرته على الأرض.
ابراهيم: نقرأ عن ابراهيم في سفر التكوين 12 عندما دعى الرب ابراهيم قائلاً له " اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك الى الأرض التي أريك فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك. وتكون بركة وأبارك مباركيك ولاعنك ألعنه وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض ".
أخذ ابراهيم هذه الكلمة وذهب، قال له الله: أترك كل شيء، كل ما يشعرك بالأمان، كل الأمور الثابتة أتركها واذهب على كلمة مني على وعد مني، وصدق ابراهيم، وهذا هو الرائع، صدق ابراهيم وأطاع ولم يخالفه مرة العدد 4 " فذهب ابرام كما قال له الرب وذهب معه لوط ".
نرى عندما حان تحقيق الوعد وأتىوا الملائكة الثلاثة الى ابراهيم قال لهم: " يا سيد ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوزعبدك... لأنكم قد مررتم على عبدكم ".
كان ابراهيم يعتبر نفسه عبداً للرب وعندما رأى الملائكة ويقال أنه ظهور ليسوع في العهد القديم قال: لقد جئت فابقى لتتعشى، دعني أحضر لك طعاماً أريد أن أكرمك.. الى أي حد نحن نتمسك بحضور الرب عندما يحل علينا؟
ينبغي ان نقول له: ابق يا رب لأقدم لك... نم عندي الليلة أنا عبدك يا رب...
أول مرة استخدمت كلمة سجود في العهد القديم في سفر التكوين 5 : 28 عندما كان ابراهيم يقدّم اسحق على المذبح أول مرة نجد كلمة سجود : Worship
وعندما كنت أقوم بالبحث على الانترنت، ووضعت كلمة سجود أتت هذه الآية نفسها، ووجدت انه ليست صدفة.. أول مرة استخدمت هذه الكلمة في هذا المكان " فقال ابراهيم لغلاميه اجلسا أنتما ههنا مع الحمار. أما أنا والغلام فنذهب الى هناك ونسجد.. ثم نرجع اليكما " وكان ابراهيم يعلم أن سجوده كان يعني تقدمة ابنه. العبادة الحقيقية والسجود للرب هي تقدمة نفسك وذاتك للرب. عندما قال له الرب أن يقدم له ابنه تقول الكلمة: ان ابراهيم لم يتردد متسائلاً هل سيغير الرب رأيه؟ بل بكر صباحا وشدّ على حماره قائلاً في نفسه: لقد طلب مني الرب وأنا سأفعل ما قاله مهما كلف الأمر.. هل كان يصارع؟ بالتأكيد كان يصارع، فليس سهلا أن يقدّم الولد الذي أتى بحسب وعد الرب له ذبيحة على مذبح الرب.. لكن طاعة ابراهيم هي عبادة للرب.
في رسالة رومية 12: 1 – 2 " فأطلب اليكم أيها الاخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية. ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة ".
هذه هي العبادة في العهد الجديد، عندما نرى الحادثة التي جرت في سفر صموئيل الأول الاصحاح 15 عندما كان يحارب شاول عماليق وقال له الرب سأعطيك نصرة عليهم وستفني حتى الحيوانات والبهائم ولا تأخذ شيئاً غنيمة. ذهب شاول وانتصر على عماليق لكنه لم يفن الغنم والمواشي فأرسل له الله النبي صموئيل قائلاً له: لماذا لم تطع الرب؟ ردّ قائلا: لقد أتيت بها ذبائح للرب، فقال له النبي صموئيل: العدد 22 " هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح؟ كما باستماع صوت الرب؟ (هل يفرح الرب بالذبائح أكثر من الاستماع لصوته؟) هوذا الاستماع (والطاعة) أفضل من الذبيحة، والاصغاء أفضل من شحم الكباش. لأن التمرد كخطيئة العرافة والعناد كالوثن والترافيم. لأنك رفضت كلام الرب رفضك من الملك ".
ليس مهماً أن نقدم ذبائح ان لم يكن بداخلنا طاعة للرب. هي كخطيئة العرافة وكالوثن.
قال شاول: لقد تركت هذه الأشياء لأقدمها للرب.. قد أذهب الى هؤلاء الناس لأبشرهم، قد أذهب معهم الى علب ليلية وأعيش حياتهم لأني أريد أن آتي بهم الى الرب. لكن الرب لم يقل لك أن تذهب معهم لتبشرهم، لم يقل أن هذه هي الطريقة التي سيستخدمها ليأتي بهم اليه. والأمر الذي تعمله سيأتي عليك بأذى وليس ببركات.
قال له: لأنك رفضت كلام الرب، رفضك من الملك.. د
عندما لا أطيع الرب وأصنع أموراً متحججاً بالرب، سأفقد المسحة التي على حياتي، لقد مسح الرب كل واحد فينا ملكاً وكاهناً، تقول الكلمة أننا ملوكاً وكهنة لله أبينا. إن لم أطع الرب وأماشي أمور العالم، ولا أسمع صوت الرب، سأفقد المسحة التي على حياتي، وقد يظن أو يتوهم المرء أن المسحة لا تزال معه، ولكن للأسف لقد فقدها بالحقيقة.
نرى هذا الأمر مع شمشون، لقد خسر المسحة وخسر نفسه، والخطر يكمن في أن ابليس يأتي بطرق ملتوية بفكرة صغيرة: لا بأس لن يغضب مني الرب، أو هؤلاء الناس معقدين وهم يبالغون قليلاً... هكذا يكون ابليس قد وضع رجله على الباب، يعني أنه دخل رويداً رويداً، وسيدخل الخطر.
عندما أقول عن الأبيض أنه أسود وعن الأسود أنه أبيض، لا يعود عندي قدرة على تمييز الألوان وتذهب الرؤية، وعندما يصبح الخطأ صح والصح خطأ أضيع، ومهما يأتيني كلام وتنبيهات لا أعود أميز صوت الرب وأتشوش..
أريد أن أشجعكم يا اخوتي أن لا تشاكلوا هذا العالم، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لنتبع كلام الرب وصوته ولا ندع ابليس يهمس في داخلنا قائلاً: لا بأس هذا الأمر جميل ولذيذ... أتكلم عن أمور كثيرة في حياتنا، كالتعامل مع المال: ايجاد طرق ملتوية للحصول عليه واللجوء الى كذبة من هنا وقصة من هناك، لا بأس هذه ليست كذبة لن يهتم أو يتأثر 10 آلاف بالزيادة أو بالناقص... لنكن عالمين أن الرب يرى ويكافئ، ولا نسمي الكذب شطارة.
وأتكلم أيضاً عن اللباس، هناك لباس يليق بأولاد الرب، وهناك لباس لا يليق بأولاد الرب. لا ندع ابليس أو العالم يكذبون علينا لنقبل بما ليس لائقاً. ونحن في لبنان نتأثر كثيراً بالثقافات الأجنبية والموضة، القصير والكاشف، هذه الموضة التي يقال أنها كذلك في بلاد الغرب.. هذا ليس بصحيح، لأنك اذا سافرت الى الخارج ترى لباساً مختلفاً، ولا يلبس هذا اللباس الا القلة القليلة من الناس، والأغلبية مرتبون ومحتشمون ويرون أن هذا الأمر شائن.
كنا مسافرين مرة ونزلنا في أوتيل، فتعرفت بامرأة أجنبية كانت متضايقة مما يلبسه أبناء شعبها، وكيف يتصرفون ويلبسون، وهي ليست بمؤمنة، وقد نبهني الرب أن الأمر ليس موضوع حضارات أو شعب أو عرب معقدون، بل هناك صح وغلط، وهناك أناس غير مؤمنين يرون أن هذا الأمر هو خطأ.. هناك لباس يعطيني قيمة، يراني الناس فيقدرونني.. أتكلم عن الشباب والبنات على حدّ سواء.. لا أريد أن أعمل اغراء وجاذبية، أجذب من ولماذا؟ ولأيّ هدف؟ ثم أستغرب لماذا تصرف معي فلان بهذا الشكل، وكل الرسائل التي أرسلها للآخر هي هكذا (من باب الاغراء) في كلامي وتصرفاتي كيف أضع حدوداً في علاقتي مع الجنس الآخر؟ الاخوة الاحترام والمحبة بدون تقارب زيادة أو كلام ليس بمكانه؟ الى أي حد أنا أحترم شخص من الجنس الآخر؟
أريد أن أتكلم عن العلاقات.. ما هي فكرتي عن الزواج؟ هل أخوض علاقة مع شخص غير مؤمن وأصلي حتى يؤمن ليعطيني اياه الرب؟ هذا غير صحيح.. ان موقف القلب غلط، والطريقة غلط، ان كلام الرب واضح في هذا الشأن، أنه لا شركة للنور مع الظلمة، والمؤمنون مع اناس غير مؤمنين، وعندما أقوم بعلاقة مع غير مؤمن أكسر كلام الرب وأخسر فرصتي كي أرى بركات الرب وأمانته. الصح أن أقول للرب: يا رب لن أقبل أي شخص الا اذا كان من يدك أنت. ويكون مؤمن وخادم للرب، وأقدر أن أخدمك أنا واياه.
ولقد رأيت كثيرين فعلوا ذلك وباركهم الرب وأعطاهم أكثر كثيراً مما قدّموا.. اذ أخذت الخيار الثاني أكون قد اخترت الخطة رقم 2 وليس الخطة رقم 1، قد يفتقدني الرب وشريكي يؤمن، ولكن لن يكون هذا هو أفضل ما عند الرب لي. سأدخل في تعب لأنني كسرت وصية الرب، ولكن ان قلت للرب: لن أقبل الا الشخص الذي من عندك.. حتى لو كان الشخص مؤمناً ينبغي أن يكون من يد الرب. أشقر اسمر عيون زرقاء الخ... المهم أن يكون من يد الرب لك.. وعندما أطيع الرب بهذه الطريقة سيعطيني الرب أحلى شيء.
ايليا وقف أمام الشعب وقال له: " ان كان الرب هو الله فاتبعوه وان كان البعل فاتبعوه "، لقد أتى الوقت الذي نأخذ فيه قراراً في حياتنا ألا نعبد العالم، سأعبد الرب ومبادئ الرب وحكمة الرب وشريعة الرب أولاً، وسآخذ أفكار العالم وكيف يرى العالم الأشياء (نظرة العالم) وأشاكل العالم الذي حولي، لا نقدر أن نقوم بالأمرين معاً، لا نقدر أن نكون رمادي، فإمّا أبيض أو أسود.
قال لهم يسوع : إذا فقد الملح ملوحته فلا يعود نافعاً لشيء. اذا فقد النور نوره أو كان مخبأً فلا يعود نافعاً لشيء. يجب أن نبقى نور للعالم وملح للأرض، نأخذ موقف، كيف ترى الصح وتقوم به.. لا تنظر الى الأشياء وتتصرف بحسب ما سيقوله فلان أو علاّن لأنك ستضيع نفسك.. آمين؟ من سيقول معي اليوم " أما أنا وبيتي فنعبد الرب " هل نقف ونعطي تصفيقاً للرب ونقول له: يا رب أنا لك للآخر.. هللويا.
أنا أشكرك يا رب لأنه مهما كانت الأمور التي تحدثنا عنها ستعطيني أنت القوة لأعملها.. قالوا لدانيال ان لم تعبد الملك ستُرمى في جب الأسود، لكنه لم يأبه.. والفتية الثلاثة لم يأبهوا لتهديد الملك لهم برميهم في اتون النار، وقالوا له في سفر دانيال 3: 17 – 18 " هوذا يوجد الهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجينا من أتون النار المتقدة. ينقذنا من يدك أيها الملك " ان الاله الذي أعبده هو أقوى منك وان كنت تظن أنك تقدر أن تؤذيني فان الهي الذي فيّ ينجيني " والا فليكن معلوماً لك أيها الملك أننا لا نعبد آلهتك ولا نسجد للتمثال الذي نصبته " حتى لو لم يخلصني الرب، حتى لو قام العالم كله لن أقبل الا أن أعبدك يا رب. أما أنا وبيتي فنعبد الرب.. يا رب نقينا في هذا الصباح من كل الأمور التي لا ترضيك في حياتنا، أرجع قلوبنا اليك.
سأنهي بداود لأننا نتكلم عن التسبيح والعبادة.. نقرأ في سفر عاموس 9: 11 وكانت نبوة عن وقت المسيح " في ذلك اليوم أقيم مظلة داود الساقطة وأحصن شقوقها وأقيم ردمها وأبنيها كأيام الدهر ".
ماذا فعل داود؟
كان تابوت العهد الذي يرمز إلى حضور الرب آنذاك، وكان يحتوي على ألواح الشريعة، ونزل حضور الرب على تابوت العهد وكان رمزاً وحضوراً فعلياً للرب على التابوت.. خاض شعب الرب حروباً، وتعرّض هذا التابوت للسلب، وتم نقله من مكان الى آخر، وفي أيام داود كان موضوعاً في قرية قال داود: أنا ساكن في قصر وتابوت العهد متروك!! سأضعه في وسط المدينة، وأتى به الى وسط المدينة وبنى له خيمة، وأقام خدمة تسبيح وترنيم داخل الخيمة طوال الوقت، والأمر الذي قام به داود وتنبأ به عاموس عن الأيام الأخيرة، أن المكان الذي صنعه داود في قلب المدينة هو رمز لكي تضع يسوع في وسط حياتك، أي أن يكون هو محور حياتك.. ومحور تسبيحك.. سيقيم الرب تسبيحاً ومجداً حقيقياً له.. هذه هي خيمة داود الذي كان شخصاً يعرف كيف يأتي الى الرب بهمومه ومتاعبه وخطاياه، يأتي الى الرب في كل الأوقات، يعرف كيف يصرخ للرب، لم تكن عبادة داود في الموسيقى التي كان يعزفها، بل كانت العبادة في قلب داود للرب.
قلب العبادة قلب الطاعة.. يا رب أشكرك على كنيستنا، على مجدك في وسطنا، تعال لكي تنقينا في هذا الصباح، اذا كان تابوت العهد في زاوية من حياتنا نعود فنرد له مكانته في حياتنا.. نطلب وجهك يا رب قبل كل شيء.. نقِّ حياتنا، نقِّ نظراتنا، أرجع الزوجات الى أزواجهن والأزواج الى زوجاتهم، نقِّ الأفكار يا رب..
قال الرب " اذا نظرت الى امرأة لتشتهيها فقد زنيت بها في قلبك " يأتي الزنى بموت على حياتك وعلى حياة عائلتك، قد تكون هناك أفكار لا يعرفها أحد الا الرب، ينبغي أن تتعامل معها، الرب يعطي قوة ضد التجارب، الرب يعطينا العفة والطهارة والقداسة الحقيقية، تعال الى الرب.. ليس بقوتك.. بل قل نعم أوافق على الكلام الذي يقال الآن، وعلمني أنت كل شيء، كيف أضع الحدود بيني وبين الجنس الآخر، تعلمني الأمور التي أجهلها، أنت قادر أن تطهرني من الأفكار التي في داخلي: الخوف والقلق اللذين يدفعانني لأصنع أموراً من ذاتي وقوتي، أقدم نفسي ذبيحة حية لك يا رب، لتكن حياتي مرضية عندك يا رب.. الساكن في ستر العلي الطالب وجه الرب السالك وراء الرب، الذي يخاف الرب يرفعه وينجيه ويباركه ويشبعه من طول الأيام ويريه خلاصه، تشجعوا يا شعب الله، عبادتك ليست باطلة، أنت تعبد الاله الحي الذي يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر، لا تخافوا من وجوههم ولا من المستقبل، الاله الذي تعبده هو الاله الأمين، وهو صالح ورحمته الى الأبد تدوم، هو صانع كل شيء وله كل شيء ويستطيع كل شيء.