لمسة يد السيد

[Marina Greiss]

حدث هذا فى إحدى صالات المزاد التى تباع فيها الأشياء القديمة .. حيث نوديَ : من سيبدأ المزاد ؟ .. دولار واحد .. إثنان ، إثنان فقط .. من سيقول ثلاثه ؟!
هذه المرّة لم يشأ بائع المزاد أن يضيّع وقته فى بيع هذا الكمان القديم والجميل ، فلم يرفع سعرها أكثر من ثلاث دولارات ، لعلّ أحد المزايدين يشتريها !!
فجأة ، تقدّم رجل من الخلف ، وسط زحام الجموع المحتشدة فى المزاد وٱلتقط القوس ، وبدأ ينظّف الكمان من الأتربة العالقة بها . وأخذ يشدّ أوتارها المرتخية ، ثمّ عزف بها لحنا بديعا وسط دهشة الحاضرين ، لحنا شجيّا سبح فى أرجاء القاعة وكأنّه صيّاد ماهر يصطاد قلوب سامعيه . ويا للدّهشة .. يا للعجب !! إذ ٱرتسمت على وجه بائع المزاد إبتسامه عريضة ، وأخذ ينادي على ذات الكمان بهمّة وحماس زائد هكذا : من يزايد على هذه الكمان القديمة ؟ .. ألف دولار ! ألفان ! .. من سيقول ثلاثة آلاف ؟ ! .. ثلاثة آلاف .. سأقولها للمرّة الأخيرة !! إذن لقد ربحتها ، ربحتها . وأخذها المشتري وسط دهشة وذهول لجميع !
كيف ؟! .. كيف تغيّرت حالة الكمان القديمة ؟ وكيف ٱرتفع سعرها هكذا من ثلاثة دولارات ، إلى ثلاثة آلاف ؟! إنّها لمسة من يد السّيد !!
صديقي ، صديقتي .. أخي وأختي .. ألم تشعر مثلي وقت ضعفك أنّ نفسك بالية ومجروحة بالخطيّة والضعف ؟ ، ولو بيعت فى المزاد سوف تذهب رخيصة جدّا ، ومحتقرة وسط الجموع المزدحمة ؟
لا تيأس أبدا ، ولا تفقد رجاؤك فى إلاهك .. فى ملء زمانك .. فى زمن ٱفتقادك ، سوف يُغلب السّيد من دموعك ، ويرقّ قلبه لٱنكسارك ومذلّتك .. سوف يتقدّم وسط الجموع يلمس حياتك وينظّفها من الأتربة ، وسيشدّ أوتارها
ويعزف بك أشجى وأعذب الألحان فى إنشودة الخلاص ! فيعطي لحياتك قيمة ومعنى ، فهذا هو وعده الصّادق والأكيد .
ها أنذا أسأل عن غنمي وأفتقدها كما يفتقد الرّاعي قطيعه . ـ خز 11:34 ـ .. أنا أرعى غنمي وأربضها ، يقول السّيد الرّب .
وأطلب الضّال ، وأستردّ المطرود .
وأجبر الكسير ، وأعصب الجريح ـ حز 34: 16 ـ ألم يفغل هذا مع شاول الطّرسوسى وبطرس ، والمرأة السّامرية وأغسطينوس و.. و.. وغيرهم كثيرين ؟
إذا لا تيأس ، إنتظر الرّب .. ليتشدّد وليتشجّع قلبك ، وٱنتظر الرّب ـ مز 27:14 ـ