|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انفراد| «الوطن» تنشر المراسلات السرية لـ «الشاطر».. الرئيس الفعلى السابق وثيقة إخوانية تنصح بنشر الشائعات بين المعارضين «أسوة بما فعله الصحابة مع يهود بنى قريظة».. وأخرى تدعو لحصار بيوت رجال الأعمال لم يكن الرئيس المعزول محمد مرسى سوى «احتياطى» للرجل الأقوى فى جماعة الإخوان خيرت الشاطر، اختاره القدر أن يكون رئيساً لمصر بعد أن عجز الأخير عن الترشح لأسباب قانونية. «الوطن» حصلت على مستندات ووثائق سرية تكشف أن نتيجة الانتخابات الرئاسية التى جاءت بـ «مرسى» لم تغير هذه الحقيقة، حيث ظل الشاطر الرئيس الحقيقى لمصر طوال عام كامل، يحظى بنفوذ يمتد من قطر إلى واشنطن، وثائق تثبت ضلوعه فى كل صغيرة وكبيرة فى الدولة. المستندات التى تحقق فيها النيابة حالياً، تكشف جانباً من صفقات خيرت التى تقدر بالمليارات، وتعدد أنشطته الاقتصادية، واتصالاته الحميمة بصانعى القرار الأمريكى، وتواصله المباشر مع سفراء أوروبا والدول العربية، وتحدثه باسم الحكومة المصرية فى أمور اقتصادية سيادية. فى هذا الملف، ننشر رسائل البريد الإلكترونى لـ«خيرت الشاطر» التى تبدد الظلام والتعتيم حول جانب من نشاطات الرجل الحديدى فى دولة الإخوان، التى أطاحت بها ثورة يونيو. 1 سيناريوهات 30 يونيو واستراتيجيات مواجهتها يحذر المستند الأول الذى جاء بعنوان «خطة مقترحة لمواجهة 30 يونيو» من موجة مظاهرات غاضبة من الملايين الذين يخرجون فى مظاهرات سلمية، ثم ينشرون العنف والتخريب وإسالة الدماء لإجبار الجيش على التدخل. تقول «الخطة المقترحة» إنه يجب إيجاد مبرر منطقى لحشد الإخوان المسلمين فى الشوارع، فمن المفترض أن حماية الدولة مسئولية الشعب، وأن دماء الإخوان التى قد تسيل فى المواجهات أغلى من المقرات والمنشآت، لذلك فالخطة تقترح الآتى: 1- تجمع الإخوان المسلمين فى شكل كتائب وشعب، تتجمع فى بيوت أعضاء الإخوان القريبة من تجمع المتظاهرين، وتأجير شقق مفروشة بجانب الأحداث إن لزم الأمر. 2- تجهيز مقرات مختلفة عن المقرات المعلنة للجماعة والحزب لجمع المعلومات وتحليلها فى كل المحافظات. 3- الاستفادة من قناة «مصر 25» فى الرسائل المشفرة لجموع الإخوان، وتضرب الوثيقة المثال الآتى: «نحن نناشد الشعب التدخل لحماية منشآته فإن المخربين الآن يحاولون حرق وزارة كذا والشرطة غير قادرة...»، ويكون ذلك إشارة للإخوان فى منطقة محددة بالإسراع للمعاونة. 4- تصوير أحداث الشغب وسرعة نشرها لتصوير المتظاهرين كبلطجية. 5- تجنب المواجهة مع المتظاهرين إلا فى حالة قرب وقوع مبنى الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو» فى أيديهم، أو قرب دخولهم قصر الاتحادية، أو استفحال التخريب فى المنشآت والوزارات. 6- محاولة مد فترة التظاهر والاشتباك إلى رمضان، الذى سيضعف من قدرة المتظاهرين على الاشتباك والحركة وهم صائمين فى الحر. 7- دس مئات من شباب الإخوان بين المتظاهرين للتجسس، ويستحسن أن يحملوا أسلحة تأكيداً لعدائهم للإخوان، حتى ينالوا حظوة وثقة بين المتظاهرين. 8- بث الإشاعات بين المتظاهرين لتفريقهم، أسوة بما فعله نعيم بين أحزاب اليهود (فى إشارة للصحابى الجليل أبوسلمة نعيم الأشجعى الذى كان ينشر الفرقة بين يهود بنى قريظة أثناء حربهم مع المسلمين). 2 تقارير سرية من المحافظات بتحركات «تمرد» واستعداداتها لـ30 يونيو يوم 29 يونيو، استقبل خيرت الشاطر تقريراً مفصلاً من بريد إلكترونى من 4 صفحات يحمل جدولاً بمحافظات مصر، والمعلومات الواردة منه، وتقييم المعلومات بين «أكيد- شبه مؤكد- للعلم». التقرير يتحدث عن خطط البلطجية وأعضاء الحزب الوطنى المنحل فى 30 يونيو، مثل حشد 5 آلاف بلطجى مسلح للهجوم على اعتصام رابعة العدوية، لمنع الإخوان من الدفاع عن قصر الاتحادية الذى يخطط بلطجية آخرون لاقتحامه. كما تدعى المعلومات مجهولة المصدر فى التقرير أن هناك مخططاً من بلطجية لاقتحام البنوك فى أسوان، وأن 1500 ضابط يخططون لارتداء أزياء مدنية وقتل الإخوان فى الغربية، وغيرها من الخطط الغريبة التى لم تتحقق على أرض الواقع. الغريب أن المعلومة الوحيدة التى ذكر التقرير أنها «أكيدة» هى أن شباب تمرد هم السر وراء أزمة البنزين فى طنطا، لأنهم يخزنون كل البنزين فى «جراكن» لإعداد المولوتوف، وأنه فور منع المحافظة ملء الجراكن، صارت الطوابير منتظمة وتسير بشكل رائع. 3 صديق زهراء وخديجة يطلب وساطة الشاطر لتصدير أسلحة مكافحة الشغب إلى مصر يوم 31 مارس 2013، استقبل المهندس خيرت الشاطر رسالة من أحمد رجب، صاحب شركة International Buyer Agent الأمريكية، وهى شركة تعمل فى توريد السلاح لمصر منذ 2008. يبدأ رجب بتقديم نفسه أنه على معرفة شخصية بكريمتى الشاطر، زهراء وخديجة، وزوج الأخيرة أحمد درويش. يقول رجب إن الشركة تلقت طلبات من الحكومة المصرية عقب اندلاع الثورة المصرية فى 2011 لشراء جهاز شديد الحداثة فى فض المظاهرات اسمه LARD، وهو اختصار بالإنجليزية لـ «جهاز إصدار الموجات الصوتية الطويلة». هذا الجهاز يصدر موجات صوتية بقوة تصل إلى 152 ديسيبل، وهى أعلى من قدرة الإنسان على التحمل، ويتسبب فى فقدان للسمع بشكل مؤقت وصداع وقىء وعدم القدرة على البقاء فى المكان ذاته. تم اختراع الجهاز فى الأصل لاستخدامه فى السفن من أجل إبعاد القراصنة، ويتراوح وزنه ما بين 70 و150 كيلوجراماً، إلا أن بعض أجهزة الشرطة حول العالم بدأت فى استخدامه لفض المظاهرات. يقول رجب إنه فشل فى توريد الأجهزة إلى السلطات المصرية فى مايو 2011، لأن المناقصة تضمنت شراء أجهزة أخرى لم تستطع الشركات المصنعة لها توفيرها، ومنذ ذلك الحين وهو يحاول الاتصال بالسلطات لاستكمال الصفقة دون جدوى. يتعجب رجب من عدم حماس الشرطة المصرية لهذا السلاح، وإصرارها على استخدام أساليب عتيقة، بالرغم من مرور البلد بموجات عنف غير مبررة، على حد قوله. يطلب رجب من الشاطر أن يحدد موعداً لاجتماع مع ممثل الشركة فى مصر، المهندس هشام محرم، صاحب شركة HM للاستيراد، حتى يتسنى له عرض إمكانيات الجهاز فى فض المظاهرات دون وفيات، وأن هشام يعمل فى توريد الأسلحة إلى مصر منذ عام 2000. 4 تعليمات الشاطر لوزارة الكهرباء رغم أنه ليس لديه أى سلطة تنفيذية أو منصب رسمى، إلا أن خيرت الشاطر كان يرسل بأوامره لعدد من الهيئات الحكومية، ويستقبل مراسلات باسمها. فى رسالة فى فبراير 2013، استقبل الشاطر رسالة من أحد مديرى شركة «أتون للطاقة»، وهى شركة أسترالية تعمل بمجال الطاقة الشمسية المتجددة. وتنص الرسالة على أن أحد مديرى الشركة، سيد التونى، يوجد فى مصر، ويرغب فى لقاء خيرت الشاطر من أجل مناقشة بناء محطة كهرباء بالطاقة الشمسية. وتقول الرسالة إن الشركة لديها استثمارات من أجل تمويل المشروع، بحسب قدرة الحكومة على شراء الطاقة المستخرجة. بعيداً عن تعامل الشاطر مع شركات دولية باسم وزارة الكهرباء، فإن رسالة أخرى تكشف مدى تدخله فى شئون الوزارات، وهى رسالة بتاريخ 14 مايو، أرسلها لرجل يدعى «المهندس أسعد» بوزارة الكهرباء. يقول خيرت فى رسالته إن هناك قراراً صادراً من المهندس جابر الدسوقى بإلغاء حوافز شهرية تسمى «جهود غير عادية»، وقيمتها تتراوح بين 30% إلى 50% من قيمة المرتب الأساسى، وهى حوافز حصل عليها الموظفون بعد الثورة. يقول خيرت إن الرسالة تسببت فى استفزاز الموظفين، وتسببت فى إضراب العاملين بفرع شركة توزيع الكهرباء بمدينة نصر، وتم القبض على 15 موظفاً فى شركة التوزيع شمال القاهرة بعد إضرابهم عن العمل. ويستطرد فى رسالته أنه من المتوقع أن تشتعل المظاهرات والإضرابات وردود الأفعال على مستوى الجمهورية، قبل أن يختتم قائلاً: «مطلوب وقف العمل بالقرار أو توضيحه حتى لا يتفاقم الوضع». 5 الأحزاب الكرتونية تتجسس لحساب «الشاطر» للتقرب إليه تلقى مكتب خيرت الشاطر طلبات متعددة فى مايو الماضى لمقابلته من أسامة محمود محمد منصور، مؤسس ما يسمى ائتلاف مصر الحرة، وعضو الهيئة العليا لحزب الثورة المصرية. ويبدو أن أسامة حاول تحديد موعد مع الشاطر أكثر من مرة، من خلال وساطة بعض القيادات الإخوانية فى محافظة الغربية، مؤكداً أنه كان يمدهم بمعلومات قبل وأثناء الانتخابات الرئاسية، عن «الحرب الخفية وغير المعلنة على الإخوان المسلمين من بعد ثورة 25 يناير». ويدّعى أسامة أنه فى حاجة لاجتماع عاجل وهام مع المهندس خيرت الشاطر لإطلاعه على مزيد من التفاصيل. يُذكر أن ائتلاف ثورة مصر الحرة قد أسسه طارق زيدان، الذى برز اسمه لفترة قصيرة خلال الفترة الانتقالية بعد ثورة 25 يناير 2011، وكان له السبق فى إصدار بيانات إدانة للمعتصمين فى التحرير إبان فترة حكم المجلس العسكرى. 6 جهاد حداد يناقش مع الشاطر حصار منازل رجال الأعمال فى 29 يونيو 2013، أعاد جهاد حداد إرسال رسالة استقبلها من رجل يدعى تامر مكى، الذى يتطابق اسمه مع قيادى بحزب الأصالة السلفى، إلى خيرت الشاطر جاء فيها: «طريقة مواجهة الشباب الإسلامى للبلطجية سيئة جداً، تؤدى إلى إصابات وقتل دون إنهاء المعركة». يقترح فيها مكى على الحداد، الذى يبدو أنه استحسن الاقتراح فأرسله للشاطر، أن ينقسم الشباب الإسلامى إلى مجموعات صغيرة فى الشوارع الجانبية لحصار البلطجية، بدلاً من الهجوم عليهم فى كتلة واحدة وجهاً لوجه، ثم الذهاب لمظاهرات أمام منازل رجال الأعمال «الممولين للبلطجية»، على حد وصفه، ومحاصرتها من أجل تغيير مكان وزمان المعارك. 7 اتفاقات الشاطر و«القطرى المجهول» على شراء أراض فى مدينة نصر والقرية الذكية تحتوى المستندات على عدة مراسلات فى أبريل الماضى بين خيرت الشاطر، والدكتور عمرو أبوزيد، الرئيس السابق لوكالة «إفادة الإسلامية للتنمية والاستشارات المالية»، والمدير الحالى لخدمات التجارة العالمية ببنك «بى إن بى باريباس» بمصر. تحتوى المراسلات على تفاصيل لقاء أبوزيد مع حاتم المشط، نائب رئيس «الأهلى القابضة» حول شراء أرض ملك للبنك الأهلى بجانب القرية الذكية. تقول المراسلات بين أبوزيد والشاطر إن الأرض مساحتها 2.5 مليون متر مربع، وتصلها جميع المرافق، وأن سعر المتر 700 جنيه مصرى، أى إن سعر الأرض حوالى مليار و800 مليون جنيه. وتنص المراسلات على أنه فى حالة جدية «المشترى» الذى لا توضح المراسلات هويته، فيمكن التعاقد مع البائع عن طريق شركة «إفادة» أو شركة أخرى اسمها «هوريزون». ويتضح فى المراسلات أن الشاطر قد بعث بتفاصيل الصفقة لبريد إلكترونى تابع لرجل يدعى «أحمد» فى شركة قطرية، دون وجود تفاصيل حول هويته أو اسم الشركة. كما تشير المراسلات لاحتمال التعاقد على صفقة جديدة من الأراضى فى روض الفرج ومدينة نصر. تشير المستندات أيضاً أن «إفادة» أرسلت للشاطر تفاصيل شراء أسهم شركة «الإسلامية لتصنيع الورق» مقابل 900 مليون جنيه، وأن الشاطر بعث بدوره بتفاصيل الصفقة للقطرى المجهول. يُذكر أن الدكتور عمرو أبوزيد هو خبير فى الاقتصاد الإسلامى وحصل على رسالة الدكتوراه فى «استراتيجيات إدارة صناديق الاستثمار الإسلامية للتنمية فى الدول العربية» من جامعة دوفين الفرنسية عام 2009. 8 الشاطر.. كلمة سر لفتح أبواب مصر أمام الممنوعين من الدخول مجموعة من المستندات تكشف تنسيق رجل يدعى كارم زاهد، وفلسطينى من غزة اسمه رائد خالدى ممنوع من دخول مصر، للسماح له بالدخول. تمتد المراسلات العديدة على مدار شهرين، يتحدث فيها رائد، الذى يظهر من اسمه أنه ينتمى لعائلة الخالدى الشهيرة بغزة، أنه مقيم بتركيا، ويود السفر إلى مصر، يوم الأحد 16 يونيو، ثم يعود من مصر إلى تركيا يوم 25 يوليو. يقول رائد إن اسمه على قائمة الممنوعين من السفر إلى مصر، وإن السلطات المصرية رحّلته خارج البلاد أكثر من مرة، ويضيف أنه لا يخشى من أن ترحله السلطات المصرية إلى غزة، لكنه يخشى أن تعيده إلى تركيا مرة أخرى. يتدخل فى المراسلة رجل آخر يدعى عبدالعزيز إبراهيم، له رقم تليفون تركى، ويقول إنه استطاع أن يحصل لزاهد على موافقة «ضمن وفد روسى» لدخول مصر، وأنه يود الحصول على موعد وصول الطائرة بالضبط، حتى يستطيع التنسيق مع الأجهزة الأمنية للسماح بدخوله. بعد إنهاء كل هذه الترتيبات الغامضة، يرسل زاهد برسالة إلى خيرت الشاطر يوم 13 يونيو نصها: «أخى خالد.. هذا الأخ خالد الرائدى سيصل يوم الأحد 16/6 الساعة الثانية عشرة وخمس وخمسون دقيقة على مصر للطيران.. أرجو التكرم بمساعدته فى الدخول لأنه يتم ترحيله فى كل مرة». 9 «اتحاد القبائل العربية» برعاية الشاطر تكشف مستندات خيرت الشاطر على أن عز ناصر، مدير شئون دولتى مصر وسوريا فى مجموعة «فيلوسى» العالمية، كان وراء تنظيم ما يسمى «اتحاد القبائل العربية». وفى رسالة موجهة فى يوليو 2012 من عز ناصر، إلى ياسر على، المتحدث السابق باسم الرئاسة، يقول ناصر إنه يعد مجلساً يضم أبناء القبائل العربية من السلوم ومطروح وسيناء وحلايب وشلاتين، وأن هذا التنظيم هدفه الاصطفاف خلف الرئيس مرسى ومساعدته فى حماية الحدود. يصف عز التنظيم بأنه شديد الأهمية لأنه يضم 2 مليون مصرى من أبناء القبائل العربية حول الجمهورية، لذلك يقترح على «ياسر على» أن يكون المجلس تحت إشراف الرئيس مرسى، وأن تختار رئاسة الجمهورية رئيس المجلس. تم إعلان المجلس بالفعل دون إشارة لدور الإخوان المسلمين فى نشأته، وإن كانت هوية المجلس قد ظهرت فى الفترة الأخيرة بعشرات البيانات المؤيدة للرئيس مرسى، وتهديدات بـ«قطع رقاب من يتعدى على شرعيته». 10 إمبراطورية خيرت الاقتصادية.. مفاوضات لشراء مصنع رخام سعودى.. وتوكيل ملابس تركية.. ومراكب لصيد التونة تضم مستندات الشاطر عدداً ضخماً من المراسلات بينه، وبين أشرف سرى، عضو المكتب التنفيذى لمشروع النهضة، وبين عز ناصر، مدير شئون دولتى مصر وسوريا فى مجموعة «فيلوسى» العالمية. تُظهر المستندات تعدد الأنشطة الاقتصادية للشاطر وتنوعها على مستوى العالم، وضلوعه فى الوساطة بين المستثمرين والحكومة، بشكل أكبر من أى وزير فى مجلس قنديل. تحتوى المستندات على مراسلات حول شراكة شديدة الضخامة مع إحدى أكبر شركات الرخام فى العالم، وهى شركة «هاز» السعودية المتخصصة فى الأنواع الراقية من الرخام. المراسلات الممتدة منذ بداية يونيو 2013، تدور حول صفقة من طرف خيرت الشاطر، وأشرف سرى، وعز ناصر من جهة، وهانى أبوبكر من جهة، ومدير منطقة الشرق الأوسط بشركة «هاز»، ويقع مكتبه فى أبوظبى بالإمارات. ويظهر من المستندات أن المفاوضات حول قيمة «هاز» التى تقدر بـ40 مليون دولار وأن مُعامل الربح هو 28 مليون دولار، وأن هناك تفاوضاً بين الشرطة وسرى حول رغبة «الطرف المصرى»، الذى لم يتم تحديد هويته بالضبط، الاستحواذ على نسبة من الشركة. ويعرض سرى دفع 20 مليون دولار مقابل الاستحواذ على 30% من الشركة، ولا يظهر فى المراسلات إن كانت الصفقة قد اكتملت أم لا. تلقى خيرت الشاطر رسالة من «أفنتيكوم كابيتال» فى فبراير، وهى مشروع مشترك للاستثمار بين «كريديت سويز» السويسرية، والقابضة القطرية. تشكر أفنتيكوم القطرية السويسرية خيرت على زيارته لها يوم الاثنين 11 فبراير فى الدوحة، وتطلب منه مقابلته، وأن يتولى ترتيب زيارة بين مسئولى أفنتيكوم من ناحية، وكل من مدير البنك المركزى، ووزير المالية، ووزير البترول والثروة المعدنية، ووزير التجارة الخارجية، ورئيس الوزراء والرئيس إن أمكن. ويظهر ثقة الشركة فى أن الشاطر قادر على تنظيم هذه اللقاءات وتسيير أمور الشركة رغم أنه لا يتمتع بأى صفة رسمية خارج جماعة الإخوان المسلمين. تحتوى مستندات الشاطر أيضاً على عدد من المفاوضات بين رجل يدعى عبدالرحمن الزيات، وأورجو كافسجولو، مدير التطوير الدولى بشركة كوليزيون، وهى شركة ملابس شهيرة نشأت فى إسطنبول عام 1987 ولها ما يزيد على 100 فرع فى أنحاء تركيا. تدور المفاوضات حول تنافس الشاطر مع مستثمر مصرى آخر، لا يظهر اسمه، حول أحقية الحصول على «الفرانشايز» فى مصر، بنشر عدد من المحلات التى تحمل العلامة الدولية لملابس كليزيون، ويدور جدل حول عرض الشاطر بخصوص عدد المحلات وخطة انتشار محلاتها بمصر. كما تضم المستندات مراسلات فى فبراير مع شركة إيطالية اسمها «فيدر فيسكا»، أو «ربيع الصيد» حول عقد ما بشأن التعاون على صيد التونة، وتقول الرسائل إن الجانب المصرى استطاع توقيع اتفاقيات مع السعودية وعمان والمغرب لإرسال سفينتى صيد فى كل دولة. تظهر فى الرسائل أيضاً عروض من شركة ماليزية تدعى «إتش دبليو إنتربرايز» تعرض على الشاطر أن تكون مصر مركز صناعة وتصدير «آلات الفحص البصرى»، وهى آلات تستخدم فى المصانع المتطورة لفحص المنتجات والتأكد من خلوها من العيوب. ويقول مدير مشروعات الشركة، أحمد الملا، فى رسالته، إن هذه الصناعة الجديدة يصل حجمها فى الولايات المتحدة إلى ما يقارب مليارى دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 5 مليارات دولار فى السنوات القليلة القادمة، فى حين يخلو الشرق الأوسط تماماً من هذه الصناعة. وينهى الملا رسالته قائلاً «أنا أعرض عليك خبرتى خلال 10 سنوات فى ألمانيا وسويسرا وماليزيا لكى نبنى أوطاننا»، وغير معروف إن كان الملا يخاطب الشاطر بشأن استثمار خاص، أم عرض للقطاع العام المصرى. كما استقبل الشاطر طلباً من إكرام السترى، المدير العام للشركة العربية الأوروبية للصناعات الهندسية فى الأردن، للقاء خيرت الشاطر بخصوص مشروع «الضاغطات الهوائية». 11 الصفقة الغامضة: الشاطر.. بلومبرج.. والمعونة الأمريكية فى 14 أغسطس 2012، أرسلت شركة «بلومبرج جراين»، واحدة من أكبر الشركات الأمريكية فى مجال الزراعة وتخزين الحبوب وغيرها من الأنشطة الاقتصادية، رسالة طويلة ومفصلة إلى خيرت الشاطر، وأشرف سرى، وأعضاء من شركة معتوق بسيونى المتخصصة فى التعاقدات التجارية والقانونية الدولية. تقول الرسالة التى أرسلها فيليب بلومبرج، صاحب الشركة، إنه سعيد بأن الشركة اختارت مصر لتكون محور سوقها فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويشمل المشروع بناء مصنع ومركز تصدير، ومراكز تدريب للفلاحين من أجل تقليل خسائر المحاصيل أثناء النقل، وتحسين أساليبهم فى الزراعة. إلى هنا، فالأمر مبشر، إلى أن تنتقل الرسالة قائلة: «إن مصر سوق مهم للشركة، لذلك فجانب شديد الأهمية فى المشروع هو اختيارنا للشريك المحلى.. أنا أتفهم أنك (الشاطر) مهتم بالقيام بهذا الدور، ونحن متحمسون لمعرفة اهتمامك بالأمر»، ولا يظهر هنا إن كان الشاطر يتحدث كممثل عن الإخوان أم الحكومة المصرية أم كرجل أعمال، فهو ينتقل بين العام والخاص فى مراسلاته دون فصل واضح. وتشير الرسالة إلى أن الشريك المحلى سيكون له الحق الحصرى لاستخدام التكنولوجيا التى تنتجها الشركة، كما أن هذا الشريك سيكون له حق المشاركة فى مشروعات الشركة فى تركيا وليبيا. لا تكشف الوثائق بين أيدينا عن مكاسب «الشريك المحلى» من الصفقة، لكن فيليب قال بحوار نُشر فى مارس الماضى مع مجلة «بيزنيس توداى» المصرية التى تصدر بالإنجليزية، إن محور التصدير الذى ينوى إنشاءه فى مصر قد يزيد من مكسبها فى التصدير 6 مليارات دولار فى العام، ويوفر فرص عمل لألف مصرى. تحدث فيليب فى الحوار عن اتصالات مع الحكومة المصرية، والدور المهم للشراكة مع المستثمرين المصريين، دون أن يشير من قريب أو بعيد للشاطر أو السرى أو جماعة الإخوان. تزداد تفاصيل الصفقة غرابة حين تبدأ اتصالات بين ديفيد بلومبرج، ابن صاحب الشركة، وعز ناصر. يقول ديفيد فى رسالة لناصر إن عضو الكونجرس تيد دوتش، عضو مجلس العلاقات الخارجية عن الحزب الديمقراطى، وماريو دياز بيلارت، عضو لجنة الاعتمادات بالكونجرس عن الحزب الجمهورى قد أرسلا خطابات للسفير المصرى بواشنطن عن المشروع المعتزم. لكن ديفيد يقول بتهديد مبطن «إن لجنة الاعتمادات تحدد قيمة كل المعونات الأمريكية، وهى اللجنة التى ما زالت تمنع 750 مليون دولار إضافية من المعونات. أما لجنة العلاقات الخارجية فهى لها تأثير أيضاً على المعونة والسياسات الخارجية للولايات المتحدة تجاه مصر». لا تفسر المراسلات موضوع الـ750 مليون الإضافية التى تمنعها لجنة الاعتمادات، وعلاقتها بمشروع ديفيد وأبيه فيليب فى مصر مع الشاطر. يستطرد ديفيد قائلاً إن العضوين اللذين أرسلا الخطابات هما من أصدقاء والده، وإن الشاطر عليه أن يقدر القيمة الكبيرة أن يرسل عضوان من الحزبين الرئيسيين المتنافسين على السلطة بالولايات المتحدة بخطابات خاصة بالمشروع، «وصديقا والدى ينتظران منه (السفير) رداً حول رد فعل مصر». ويقول ديفيد إنه سيلبى طلب عز بالاطلاع على هذين الخطابين، مضيفا «أرجو أن تكون واعياً أن قيادات الكونجرس تنتظر رداً إيجابياً». يكمل ديفيد: «أنا معجب بكيفية إدارتكم للأمور، لكن يا عز، هناك دول أخرى مهتمة بالمشروع، ومن المهم أن يكون بيننا تفاهم واضح حول طريقة إدارته»، ويصر فى رسالته على تحديد موعد يلتقى هو فيه مع عز، ويلتقى والده مع خيرت. يبدأ عز فى الاتصال مع الأب، فيليب بلومبرج، ليطمئنه أنه قد بدأ فى إجراءات مع وزارة التجارة لبداية العمل بالمشروع، مضيفاً «لقد وجدنا أيضاً طريقة، فى حالة ما استطعنا ضم مبلغ المعونة الأمريكية فى المشروع لخلق قائمة قصيرة من الشركات الأمريكية فقط». ويقول عز إنه سيرسل التفاصيل التقنية لـ«صوامع الغلال» المطلوبة فى مصر. تنتهى المراسلات يوم الخميس 20 سبتمبر، برسالة من عز ناصر، يبلغ فيها عصام الحداد، وأحد مساعدى فيليب بأن الشاطر لن يكون موجوداً بمكتبه من أجل الموعد المحدد، ويتساءل عن إمكانية تأجيل الموعد إلى السبت. 12 «الشاطر» قابل باترسون 5 مرات على الأقل.. والسفارة الأمريكية تفضل التواصل معه عن مرسى يظهر من عشرات الرسائل والمستندات أن خيرت الشاطر كان دائم اللقاء مع مسئولين من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها، فهو الرجل الذى يلتقى خبراء الاقتصاد والسياسة والسفراء من كافة الدول الأجنبية دون أن تكون له أى صفة رسمية. يبدو أن بعض السفارات كانت مغيبة تماماً عما يحدث فى مصر، أو واثقة بشكل تام أن النظام الإخوانى باقٍ فى مكانه لا يتزعزع، ففى 29 يونيو، أرسلت السفارة التشيكية طلباً لجهاد حداد، مسئول الشئون الخارجية لحزب الحرية والعدالة، لإجراء مقابلة بين السفير بافل كافكا وخيرت الشاطر، حتى يستطيع كافكا أن يدعو الشاطر شخصياً لحضور مؤتمر لمنتدى براج الاقتصادى، ويلح الطلب على أن يحاول الشاطر إيجاد «وقت فى جدوله المزدحم بشدة» حتى يستطيع مقابلة السفير قبل بداية رمضان. أما النصيب الأكبر لمقابلات الشاطر فكانت مع قيادات الحكومة الأمريكية، حيث يظهر من مستنداته أنه التقى العديد من المسئولين فى وزارة الخارجية الأمريكية، ومراكز بحثية تابعة لوزارة الدفاع، ومسئولين مختلفين بوزارة المالية الأمريكية، وزادت الاتصالات أثناء مفاوضات البنك الدولى لمنح قرض لمصر. العلاقة الوطيدة بين السفيرة الأمريكية آن باترسون وخيرت الشاطر ليست سراً، وظهرت نتائجها فى مظاهرات التحرير التى أحرقت صور السفيرة وطالبت بطردها من مصر، اعتراضاً على ما اعتبره المتظاهرون دعماً أمريكياً للإخوان المسلمين، وتدخلاً غير مسبوق فى الشأن المصرى. رغم أن اللجنة العليا للانتخابات قد استبعدت خيرت الشاطر من انتخابات الرئاسة يوم 15 أبريل، فإن أول لقاء مسجل فى المستندات بين خيرت وباترسون كان بعدها بأيام فى 29 أبريل 2012، أعقبه 4 لقاءات أخرى على الأقل كان آخرها فى 20 يونيو الماضى، وأغلبها عُقد فى مكتب خيرت الشخصى بمدينة نصر. تتجلى العلاقة الحقيقية بين السفارة الأمريكية وخيرت الشاطر فى جملة عابرة بإحدى الرسائل الإلكترونية بتاريخ 10 يونيو 2012، أى بعد نحو 3 أشهر من استبعاد خيرت الشاطر من الانتخابات، لكنها تكشف عن مدى إدراك السفارة أن خيرت هو الرئيس الحقيقى لمصر. طلبت السفارة الأمريكية تحضير لقاء مع مرشح حزب الحرية والعدالة محمد مرسى مع السفيرة الأمريكية آن باترسون، وديفيد دراير رئيس لجنة القيم بالكونجرس الأمريكى. الطلب تم إرساله مباشرة إلى خيرت الشاطر وجاء نصه كالتالى: - اللقاء المطلوب مع د.مرسى بعد غد الثلاثاء هو مطلوب فى الساعة 11 صباحاً أو 4.30 مساء. - إذا كان المهندس خيرت الشاطر متاحاً للقاء الوفد بدلاً من الدكتور مرسى فيسر الوفد لقاءه فى نفس الموعد بدلاً من مرسى. الوطن |
|