منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 07 - 2013, 12:22 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

ناحوم والقدرة الغالبة
ناحوم والقدرة الغالبة
عندما سقطت نينوى العظيمة ، كان سقوطها رهيباً وشاملاً ، وقد رآه ناحوم فى النبوة كالتين الذى يسقط فى فم الآكل عندما يهز الشجرة : « جميع قلاعك أشجار تين بالبواكير إذا انهزت تسقط فى فم الآكل » .." نا 3 : 12 " وفقد الشعب فيها روح الجسارة والبطولة ، وهو يستسلم على النحو القريب : « هوذا شعبك نساء فى وسطك . تنفتح لأعدائك أبواب أرضك . تأكل النار مغاليقك » " نا 3 : 13 ". وعندما نســـــأل عن الســر فى ذلك ، نتحول من البشر إلى اللّه العلى !! .. « الرب إله غيور ومنتقم الرب منتقم وذو سخط . الرب منتقم من مبغضيه وحافظ غضبه على أعدائه . الرب بطئ الغضب وعظيم القدرة ولكنه لا يبرئ البتة . الرب فى الزوبعة وفى العاصفة طريقه والسحاب غبار رجليه .. ينتهر البحر فينشقه ويجفف جميع الأنهار ... الجبال ترجف منه والتلال تذوب والأرض ترفع من وجهه والعالم وكل الساكنين فيه . من يقف أمام سخصه ومن يقوم فى حمو غضبه ؟ غيظه ينسكب كالنار والصخور تنهدم منه . صالح هو الرب حصن فى يوم الضيق وهو يعرف المتوكلين عليه . ولكن بطوفان عابر يصنع هلاكاً تاماً لموضعها وأعداؤه يتبعهم ظلام » " نا 1 : 2 - 8 " « فإن الرب يرد عظمة يعقوب كعظمة إسرائيل لأن السالبين قد سلبوهم وأتلفوا قضبان كرومهم . ترس أبطاله محمر . رجال الجيش قرمزيون . المركبات بنار الفولاذ فى يوم إعداده . والسرو يهتز . تهيج المركبات فى الأزقة . تتراكض فى الساحات . منظرها كمصابيح . تجرى كبالبروق » ." نا 2 : 2 - 4 " « ها أنا عليك يقول رب الجنود فأحرق مركباتك دخاناً وأشبالك يأكلها السيف وأقطع من الأرض فرائسك ولا يسمع صوت رسلك » .. " نا 2 : 13 "« هأنذا عليك يقول رب الجنود فأكشف أذيالك إلى فوق وجهك وأرى الأمم عورتك والممالك خزيك . وأطرح عليك أوساخاً وأهينك وأجعلك عبرة . ويكون كل من يراك يهرب منك ويقول خربت نينوى من يرتى لها ؟ من أين أطلب لك معزين » ؟ ... " نا 3 : 5 - 7 " ونحن لا نرى هنا أمام الأوصاف الرائعة سوى اللّه ، ومع أن اللّه قد استخدم الكلدانيين فى القضاء عليهم ، لكن الكلدانيين ليسوا إلا عصا الرب وأداة انتقامه ، ... وكل النواميس والنظم والناس وسائر المخلوقات المنظورة وغير المنظورة ، ليسوا إلا جنوده لتنفيذ أوامره ومجده !! ..
واللّه يبدو هنا الإله الساخط فى مواجهة الإثم والخطية والشر ، لأن هناك تنافراً أبدياً بينه وبين الفساد ، وهو لا يطيق الإثم ، ... منذ مائة وخمسين عاماً رحم نينوى رحمة واسعة وضاق بها يونان واغتاظ من أجلها ، ... لكن رحمة اللّه الواسعة كان لا بد أن تعمل فى إنقاذ المدينة ، ... واللّه كما وصفه ناحوم بطئ الغضب ، .. لكن بطء الغضب شئ والسكوت على الإثم وعدم المبالاة شئ آخر، ونحن لابد أن نتذكر أن اللّه « غيور ومنتقم » وغيرة اللّه وقائد أبدية ، ... وصانع الشمس الملهبة ، التى ترسل نارها على الدوام ، لا يمكن أن تكون طبيعته هو طبيعة باردة ، لا تفرق بين شر وخير، وبين حق وباطل ، وبين إثم وبر ، .. لأن إلهنا نار أكله !! .. وإذا كان الإنسان الحر يثور ضد الظلم والفساد والشر ، وهو على استعداد أن يبذل حياته للدفاع عن كل قضية عادلة ، ... فإن صانع هذا الإنسان ، هيهات أن يكون أضعف غيره منه ، أو أقل سخطاً ، على الأوضاع المقلوبة فى الأرض ..
على أن اللّه ليس هو الإله الذى يسخط فحسب ، بل هو الإله القادر فى سخصه على أن يقلب الأرض كلها بإصبعه ، أو بأقل حركة من أصبعه ، وهو الذى يأتى بالطوفان العابر عند ثورة غضبه ، ... إن البشر قد يحولون غضبهم إلى بكاء أو دموع أو ثورة فاشلة ، ... لكن اللّه إذا كان بطئ الغضب ، لكنه فى الوقت نفســـــه عظيم القدرة ، ومن يقف أمام سخطه ، ومن يقوم فى حمو غضبه !! ..
من الحق أن الرب طيب ولا حدود لطبيبته ، ... ولكن من أكبر الحماقات التى يرتكبها الإنسان ، أن يتصور الطيبة الإلهية بالمعنى الشائع للمثل الفرنسى « اللّه الطيب » والمقصود به المتساهل تجاه الخطية ، والذى يتجاوز عن الإثم ، والذى يقف موقف الإهمال وعدم المبالاة أمام صنوف العسف والظلم والطغيان والاستبداد ، وهنا ينسى مثل هذا الإنسان ، أنه لا يوجد من يجمع بين اللطف والصرامة على النحو الكامل المطلق سوى اللّه !! .. واللّه لطيف رحيم لكل من يأتى إليه تائباً مقراً باثمه وقصوره وشره ، ... ولكنه هو أيضاً ، كما وصفه أيوب فى الأصحاح التاسع من سفره : « هو حكيم القلب وشديد القوة . من تصلب عليه فسلم ؟ المزحزح الجبال ولا تعلم ، الذى يقلبها فى غضبه ، المزعزع الأرض من مقرها فتتزلزل أعمدتها ، الآمر الشمس فلا تشرق ويختم على النجوم ، الباسط السموات وحده والماشى على أعالى البحر صانع النعش والجبار والثريا ومخادع الجنوب . فاعل عظائم لا تفحص وعجائب لا تعد » ... " أيو 9 : 4 - 10 " كان اللّه الإله الرحيم على نينوى التائبة يوم يونان ، والمنتقم على عصيانها يوم ناحوم !
ومن اللازم أن نشير هنا إلى تبدل المواقع وتغير الأوضاع ، وابتداء القضاء من بيت اللّه ، فإذا كان اللّه قد أهاج الأشوريين أو الكلدانيين على إسرائيل ويهوذا لخطيتهما وإثمهما ، إلى الدرجة التى قال معها سنحاريب لحزقيا - يدرى أو لا يدرى معنى قوله : « والآن هل بدون الرب صعدت على هذه الأرض لأضربها . الرب قال لى اصعد على هذه الأرض واضربها » ... " إش 36 : 10 " فإن هذا الإله عينه هو الذى يتحول على الطغاة ليرد سبى شعبه للسبب عينه ، عندما يتوبون ويرجعون إليه ، وعندما يستمر الطغاة فى شرهم وظلمهم وإثمهم ، أو كما قال ناحوم : « قد ارتفعت المقمعة على وجهك ، احرس الحصن ، راقب الطريق ، شدد المقومين ، مكن القوة جداً، فإن الرب يرد عظمة يعقوب كعظمة إسرائيل لأن السالبين قد سلبوهم وأتلفوا قضبان كرومهم » ... ومقمعة اللّه فى كل التاريخ والعصور مرفوعة لتضرب كل وجه يتعظم فى حضرة اللّه ، أو يستبد أو يطغى أو يرتكب إثما وشراً فى حضرة إله قادر حى دائم منتصر ممجد !! ..
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هل نبوة ناحوم عن طوفان نينوى حدث؟ ناحوم 1: 8 و2: 6
الحياة الغالبة
الحياة الغالبة
القوة الغالبة
القوه الغالبة


الساعة الآن 09:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024