رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ميخا من هو كان ميخا المورشتى فى مطلع الحياة وربيع العمر ، فى الوقت الذى بلغ فيه إشعياء كمال رجولته وقوتها ، وقد كان ميخا من طبدقة العامة وأفراد الشعب بينما كان إشعياء من الطبقة الأرستقراطية ، وعلى الأغلب من العائلة المالكة ، كما سبقت الإشارة عند دراسة شخصيته ، وقد نشأ ميخا فى مورشت ، القرية الصغيرة الواقعة على بعد خمسة وعشرين ميلا إلى الجنوب الغربى من أورشليم ، والبقعة التى ولد فيها وعاش بقعة جميلة خصبة غنية بالمراعى والأشجار وحقول الحنطة ، وما من شك أن مخيا قد تأثر بها ، فصفت نفسه ، وأرهفت أحاسيسه ، وقويت عاطفته ، واستجابت حياته لما فى الريف ، من صدق واستقامة وصراحة ونقاء وغيرة ، وحيث أننا لا نعرف شيئاً عن أبيه أو أمه ، فمن المعتقد أنه نبت بين أحضان عائلة ريفية فقيرة ، ولكن اسمه « ميخا» أو « من مثل الرب » مما يشجع على أن عائلته كانت تقية تعلى مجد اللّه ، وتتمنى أن يسير ولدها فى طريق الرب والتشبه به !! .. ومع أن رسالة ميخا كانت ليهوذا وإسرائيل معاً ، إلا أنها على وجه أخص كانت موجهة إلى بنى يهوذا ، وقد حدث فى يهوذا كما حدث فى أورشليم ، أن تباعدت المسافة بين طبقة الفقراء وطبقة الأغنياء ، وانتشر الجشع والاغتصاب والظلم والسلب، مما دفع ميخا ، وهو ابن الشعب ، ومن صميم أفراده ، إلى أن يهب للدفاع عن الحقوق البشرية الضائعة. لقد أبصر ميخا القسوة والوحشية والفساد وضياع الشعور الإنسانى مستولية على الرؤساء والقضاة والكهنة والأنبياء الكذبة ، وأبصرهم جميعاً وقد سحقوا المساكين والبؤساء تحت أقدامهم فامتلأ من روح اللّه والقوة والبأس ، وكان النبى العظيم الذى استخدمه اللّه لنصرة المظلومين التعساء !! .. هب ميخا للدفاع عنهم ، وتحدث عن الخراب والدمار الذى سيلحق بشعبه وأورشليم نتيجة الخطية والإثم والشر والفساد ، وبعد أن أبصر صهيون تفلح كالحقل وجبل بيت الرب يضحى شوامخ وعر ، مد بصره إلى الأفق البعيد ، فرأى فى أحضان المستقبل عصراً ذهبياً مجيداً ، يثبت فيه بيت الرب ، وتخرج من صهيون الشريعة ، عندما يسود المسيح سيادته الكاملة ، وتتخضع كل الشعوب تحت موطئ قدميه ، وتزول من البشرية أشباح الحرب والمخاوف والمجاعات والمتاعب والمعاثر ، ويختم ميخا سفره وهو يرينا سبيل الإنسان العملى إلى هذا السلام !! ... ومع أن أسلوبه لا يرقى ، ولا شك ، إلى مستوى إشعياء ، لكنه اتسم بالجزالة والصفاء والقوة ، والمنطق والكناية والمجاز ، وشدو التعبير ، ، ومن المرجح أنه بدأ رسالته حوالى عام 725 ق.م. حتى عام 686 ق.م |
|