رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عاموس والعبادة الصادقة لم يكتف عاموس بالتنديد بالعبادة الكاذبة ، بل وجه الأنظار إلى العبادة الصادقة ، وكشف عن إتجاهها ومضمونها !! .. وهى : العبادة التى تطلب اللّه «اطلبوا " الرب " فتحيوا » "عا 5 : 4 و 6 " ولم يكن هذا الإله مجهولا أو محدوداً أو ضعيفاً أو مصنوعاً وفق الخيال البشرى ، بل هو الإله المتعالى السامى المقتدر « الذى صنع الثريا والجبار ويحول ظل الموت صبحاً ويظلم النهار كالليل الذى يدعو مياه البحر ويصيبها على وجه الأرض يهوه اسمه » " عا 5 : 8 " هو الإله الذى: « السموات تحدث بمجــــده والفلك يخبر بعمـــل يديـــه » " مز 19 : 1 " الذى يستطيع أن يجعل القوى ضعيفاً ، والضعيف قوياً يخرج النور من الظلمة ، ويرسل الظلمة إلى النور ، إله الطبيعة والإنسان ، العارف بكل الأمور ، والقادر على كل شئ..!! هذا الإله العظيم يقترب إلى الناس ، ويقول : « اطلبونى فتحيوا » . ولعله من اللازم أن نشير دائماً ، إلى أن العبادة ، وإن بدت لأول وهلة طلب الإنسان للّه ، إلا أنها فى الحقيقة هى طلب اللّه للإنسان ، والدليل على ذلك مستمد من القول الإلهى : « اطلبوا الرب » ... وهو قول يجاهد فيه اللّه وراء الإنسان ، ويتجه إلى إرجاعه إلى الوضع الصحيح ، فإذا نظرنا إلى العبادة بهذا المعنى ، أضحى اللّه أسمى هدف يتجه إليه الإنسان ، فهو يتجه إلى الحياة نفسها ، فهنلك علاقة دائمة بين وجه اللّه والحياة ، وبين الشركة مع السيد ، وأفضل ما يمكن أن نصل إليه على الأرض ، ... إذ أن اللّه - فى الواقع - هو الحياة نفسها ، ومن ثم كان الرسول بولس دقيقاً أبلغ الدقة وهو يقول : « لأن لى الحياة هى المسيح » " فى 1 : 21 ".. وكان أوغسطينوس على حق وهو يقول: « قد خلقتنا لنفسك وقلوبنا لن تجد الراحة إلا عندك » .. العبادة التى تطلب البر إن العبادة فى إتجاهها إلى اللّه ، لابد تتجه حتما إلى حياة البر والحق والقداسة ، وهنا يقول عاموس : « أطلبوا الخير لا الشر لكى تحيوا فعلى هذا يكون الرب إله الجنود معكم كما قلتم . ابغضوا الشر وأحبوا الخير وثبتوا الحق فى الباب لعل الرب إله الجنود يتراءف على بقية يوسف » .. " عا 5 : 14 و 15 " « وليجر الحق كالمياه والبر كنهر دائم » " عا 5 : 24 " لقد ضاق اللّه بالطقوس والفرائض : « بغضت كرهت أعيادكم ولست ألتذ بأعتكافاتكم . إنى إذا قدمتم لى محرقاتكم وتقدماتكم لا أرتضى وذبائح السلامة من مسمناتكم لا ألتفت إليها . أبعد عنى ضجة أغانيك ونغمة ربابك لا أسمع » " عا 5 : 21 - 23 " هل نعلم أن اللّه يهتم بحياة الحق والخير والبر والأستقامة ، وأن هذا أجمل وأفضل وأقدس أمامه ، من الاهتمام ببناء الكنائس ، ورسومها ، وجوقات الترنيم ، وما أشبه ؟!! .. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عاموس والعبادة التى تطلب اللّه |
عاموس والعبادة الصادقة |
عاموس والعبادة التى لا خير فيها |
عاموس والعبادة الكاذبة |
عاموس والعبادة الكاذبة |