2 خريف عمر المملكة

[tito227]

2 خريف عمر المملكة



الاربعاء 26 يونيو 2013
القس رافائيل ثروت كاهن كنيسة مارمينا بفم الخليج

لقد كانت هذه الفترة التى جاء فيها إرميا هى بمثابة خريف عمر المملكة اليهودية التى كان ربيعها هو أيام داود . وصيفها هو أيام سليمان . وخريفها بعد إنقسام المملكة ومجئ إرميا أواخر هذا الخريف .
لكن لماذا أطلقنا على هذه الفترة " خريف المملكة اليهودية " ؟
+ امتلأت كل البلاد بالعبادات الوثنية .
+ امتلأت البلاد بالهياكل الخاصة بعبادة العشتاروث .
+ إنتشرت بشكل مفزع أعمال السرقة والنهب والقتل والفساد وعدم الإنضباط .
لكن ... فى هذه الفترة التى كان الشعب مشغول بعباداته الوثنية وأعمال الزنا والقتل والسرقة : بماذا كان الرب منشغلاً ؟!
فى الوقت الذى أعطت كل المؤشرات على إتجاه الشعب إلى نهاية خريف حياته كان الرب يحاول وبشدة أن يعيد هذا الشعب إلى ربيع الحياة .
هذا هو الله ... وذلك هو الإنسان .

عزيزى الخادم ... لم يكن الرب يدبر لهم وسائل الإهلاك والدمار جزاء ما فعلاه ... لكنه كان مشغولاً بخلاصهم

إرميا شمعة مضيئة فى محيط مظلم
ما أجمل أن نجد إنسان يؤتمن على رسالة فى وسط جيل مظلم ومحيط شرير ... إنسان لم ينساق وراء عبادات جيله .
لم يكن بطلاً من الأبطال ... بل إنسان بسيط .
لم يكن واحداً من رجالات مدينة أورشليم العظيمة لكنه رجل بسيط من سكان قرية عناثوث الصغيرة .
لم يكن واحداً من الشيوخ الحكماء لكنه كان رجلاً بسيطاً .
" كانت كلمة الرب إلىّ "
+ أنا لست ناطقاً بلسان إنسان ، ولست حاملاً لرسالة بشرية ، ولست قائماً بخدمة اجتماعية .
+ بل أنا إنسان متحد بكلمة الرب ... كلمة الرب صارت فىّ وأنا صرت جزءاً لا يتجزأ من الكلمة .

عزيزى الخادم
هل لنا إتصال شخصى بالله ؟
هل نعطى الرب فرصة التكلم الشخصى معنا ؟
هل يكلم الرب إنسان غير مصغياً إليه ؟
وهل يتكلم الرب مع إنسان مشغول عنه ؟
لو لم يكن الرب فى عقل وقلب إرميا لما سمعه .

" قبلما صورتك فى البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك " ( إر 4:1 ) .
لم تكن معرفة الرب بإرميا هو وليد يومه " بل قد عرفه الرب من عشرات السنين " .
أين كان إرميا قبل أن صور فى بطن أمه ؟ وأين كان أيضاً قبل خروجه من الرحم ؟ ولكن خالق الإنسان يعرف كل شئ