رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صفنيا ويوم الرب على أن الصورة الأخرى التى رسمها صفنيا عن يوم الرب ، كانت صورة رهيبة مرعبة ، أخذت شكلها الأول فى غزو الكلدانيين والذى كان مخيفاً إلى أبعد الحدود ، وقد وقف هذا الغزو على أبواب أورشليم ويهوذا ، على أبشع ما يمكن أن يتصوره الإنسان : « نزعاً أنزع الكل عن وجه الأرض يقول الرب . أنزع الإنسان والحيوان . أنزع طيور السماء وسمك البحر والمعاثر مع الأشرار ، وأقطع الإنسان عن وجه الأرض يقول الرب . وأمد يدى على يهوذا وعلى كل سكان أورشليم » .. " صف 1 : 2 - 4 "« قريب يوم الرب العظيم قريب وسريع جداً . صوت يوم الرب . يصرخ حينئذ الجبار مراً . ذلك اليوم يوم سخط ، يوم ضيق وشدة ، يوم خراب ودمار ، يوم ظلام وقتام ، يوم سحاب وضباب ، يوم بوق وهتاف على المدن المحصنة وعلى الشرف الرفيعة ، وأضايق الناس فيمشون كالعمى لأنهم أخطأوا إلى الرب فيسفح دمهم كالتراب ولحمهم كالجلة ، لا فضتهم ولا ذهبهم يستطيع إنقاذهم فى يوم غضب الرب ، بل بنار غيرته تؤكل الأرض كلها . لأنه يصنع فناء باغتاً لكل سكان الأرض !! .. » " صف 1 : 14 - 18 " « لذلك فانتظرونى يقول الرب إلى يوم أقدم إلى السلب لأن حكمى هو بجمع لأمم وحشر الممالك لأصب عليهم سخطى كل حمو غضبى ، لأنه بنار غيرتى تؤكل كل الأرض » ... " صف 3 : 8 " . ولعل من اللازم أن نشير هنا إلى أن ما تحدث به صفينا كان هو بعينه الذى تحدث عنه الرب يسوع المسيح فى الأصحاح الرابع والعشرين من إنجيل متى ، والذى كانت فيه أورشليم وخرابها الرهيب القريب ، رمزاً لذلك الخراب النهائى الشامل الذى سيلحق الأشرار فى اليوم الأخير ، ... وذكره الرسول بطرس فى قوله : « يعلم الرب أن ينفذ الأتقياء من التجربة ويحفظ الأثمة إلى يوم الدين معاقبين » " 2 بط 2 : 9 " ... وجاء فى رسالة يوحنا الأولى : « بهذا تكملت المحبة فينا أن يكون لنا ثقة فى يوم الدين لأنه كما هو فى هذا العالم هكذا نحن أيضاً " 1 يو 4 : 17 " » ... وفى سفر الرؤيا : « لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف » " رؤ 6 : 17 ".. ولئن كان هذا اليوم يوم نجاة وسرور للمؤمنين ، فما أرهبه وما أقساه على الأشرار ! كما سبقت الإشارة فى وصفه ، أو كما ذكر الرسول بولس فى رسالته إلى أهل تسالونيكى : « وإياكم الذين تتضايقون راحة معنا عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته فى نار لهيب معطيا نقمة للذين لا يعرفون اللّه والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح الذين سيعاقبون بهلاك أبدى من وجه الرب ومن مجد قوته . متى جاء ليتمجد فى قديسيه ويتعجب منه فى جميع المؤمنين» " 2 تس 1 : 7 - 10 " .. إن يوم الرب بالحقيقة إذا كان للأشرار قديماً أو حديثاً أو فى النهاية عقاباً وعذاباً وضياعاً ، فهو للمؤمنين أغنية ومجد وسلام ، أو كما قال المرنم فى المزمور الثامن والتسعين : « اهتفى للرب يا كل الأرض اهتفوا ورنموا وغنوا ، رنموا للرب بعود . بعود وصوت نشيد . بالأبواق وصوت الصور اهتفوا قدام الملك الرب . ليعج البحر وملؤه المسكونة والساكنون فيها . الأنهار لتصفق بالأيادى ، الجبال لترنم معاً ، أمام الرب ، لأنه جاء ليدين الأرض ، يدين المسكونة بالعدل والشعوب بالإستقامة. |
|