منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 06 - 2013, 06:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,271

شاول الملك
"..فمات شاول وبنوه الثلاثة وحامل سلاحه وجميع رجاله في ذلك اليوم معاً"
(1صم 31: 6)
شاول الملك
مقدمة
منذ سنوات عديدة، كتب شاب إيطالي كتاباً صغيراً عن الشهيد ورجل الله العظيم "چون هس"، وكان هذا الشاب في ذلك الوقت مثالياً يكره العنف والطغيان، ومن ثم جاءت في الكتاب هذه العبارة: أتمنى لكل قاريء لهذا الكتاب أن يكره العنف والطغيان الروحي، بل كل ألوان العنف والطغيان،.. ولكن هذا الشاب اجتذبته السياسة، وتحول شيئاً فشيئاً حتى أصبح طاغية من أكبر طغاة التاريخ، وقد قاده هذا الطغيان إلى مصير مفجع، كان هذا الطاغية هو "موسوليني"!!.. وفي الحقيقة ما أكثر ما تتلون النفس البشرية من النقيض إلى النقيض،.. ولعل هذا يظهر بوضوح في شخصيتين كانتا تحملان اسم "شاول" وكلا الشخصيتين من سبط واحد هو سبط بنيامين، كان الأول شاول بن قيس، الذي بدأ كأروع ما تكون البداءات، لينتهي إلى أسوأ ما يمكن أن تكون النهايات،.. هذا في الوقت الذي بدأ فيه شاول الطرسوسي على العكس بداءة مرهبة قاسية سيئة، لينتهي إلى أجمل ما يمكن أن تكون عليه حياة الإنسان في الأرض، وليس هناك كارثة يمكن أن تكون قدر كارثة الإنسان الذي يبدأ حسناً لينتهي سيئاً، وربما يبدو السؤال الهام وكيف يمكن أن يحدث هذا؟!! إذا أردت أن تعرف السبب الصحيح الوحيد، فإنه يتلخص في كلمتين: “الله” و “النفس”، وموضع كليهما من الإنسان، ومشكلة الإنسان التعس، هو أنه يضع “النفس” مكان الله، فإذا أراد السعادة، والبهجة والعظمة والخلود، فليس عليه إلا أن يعكس الوضع فيتحقق له كل هذا!!.. كانت تعاسة الملك شاول أنه بدأ بالله لينتهي مع النفس، فذهبت قصته مثلاً مخيفاً يقرؤها الناس للتعجب والتحذر معاً… ويجمل بنا أن نراها فيما يلي:
شاول والرغبة الشعبية
لو أنك أردت أن تعرف سر الرجل من البداءة لأدركت أنه قبل وبعد كل شيء نتاج الرغبة الشعبية أو هو في لغة أخرى "نداء المنظور" نداء شعب هتف للمرة الأولى في حياته: "ليحيي الملك"، نداء شعب يريد قائداً منظوراً يواجه أعداءهم، وقد كان الفلسطينيون في ذلك الوقت قوة رهيبة لهم ثلاثون ألف مركبة وستة آلاف فارس، وشعب كالرمل الذي على شاطيء البحر في الكثرة، وربما لم ير الإسرائيليون قوة مماثلة لهذه القوة، فيما سبق منذ وطأة أقدامهم أرض كنعان، ولم يكتف هؤلاء بالحرص على تزايد قوتهم، بل عملوا على الدوام على إضعاف اليهود، وذلك عن طريق خطة ماكرة، إذ قضوا على جميع الحدادين العبرانيين حتى لا يستطيع هؤلاء أن يحرزوا سلاحاً على الإطلاق، ومن ثم كان ينزل إسرائيل إلى الفلسطينيين كي يحدد كل و احد سكته ومنجله وفأسه، عندما كانت حدود السكك والمناجل والمثلثات الأسنان والفؤوس ولترويس المناسيس، ومع أننا لا نعلم كيف سمح الإسرائيليون لأنفسهم أن يصلوا إلى هذه الحالة كلها على أي حال كانت منتهى الذل والضعة والضعف التي وصلوا إليها، ومن ثم جاءت النتيجة الحاسمة لهذه الحالة، فما أن رأى الشعب أعداءهم بهذه القوة والكثرة حتى استولت عليهم الرعدة والفزع فاختبأوا في كل مخبأ يمكن أن يجدوه في المغاير والغياض، والصروح والآبار، وبعضهم عبر الأردن هارباً إلى أرض جاد وجلعاد!!..
على أن نداء المنظور كان إلى جانب ذلك رغبة التفاخر بمنظر الملك المهيب، الذي يواجه الملوك الآخرين، وقد كانت هذه الرغبة عميقة في قلوبهم إلى الدرجة أنهم على استعداد أن "يأخذ بنيكم ويجعلهم لنفسه لمراكبه وفسرانه أمام مراكبه.... ويأخذ بناتكم عطارات وطباخات وخبازات، ويأخذ حقولكم وكرومكم وزيتونكم أجودها ويعطيها لعبده، ويعشر زروعكم وكرومكم ويعطي لخصيانه وعبيده. ويأخذ عبيدكم وجواريكم وشبانكم الحسان وحميركم ويستعملكم لشغله"..
هذه الرغبة مهما تكلف، فهي حياة هذا الشعب في كل التاريخ، وهي صور متكررة للعجل الذهبي الذي صنعوه في سيناء، أو أقامه يربعام بن نباط في بيت إيل ودان، أو العجل الذي يعبدونه إلى اليوم من أيام المسيح إلى الآن، وهو المال الذي يجمعونه في كل أقطار الأرض إلى أن يهديهم الله، ويعيدهم إلى الفادي الذي صلبوه على هضبة الجلجثة في أورشليم!!... وهو "المنظور" عند أي إنسان يضعه ملكاً في حياته بديلاً عن الله، ويظن أنه بذلك يستطيع أن يسير في موكب الحياة،.. وهو لا يعلم أنه لن ينتفع بذلك الملك على النحو الذي يحلم به، بل سيتحول الملك إلى طاغية رهيب: "فتصرخون في ذلك اليوم من وجه ملككم الذي اخترتموه لأنفسكم، فلا يستجيب لكم الرب في ذلك اليوم"... ويح الإنسان إذ يستبدل الله كما استبدله الإسرائيليون، وهل لله من نظير أو بديل كما يقول موسى: "ليس مثل الله يايشورون يركب السماء في معونتك والغمام في عظمته الإله القديم ملجأ والأذرع الأبدية من تحت فطرد من قدامك العدو وقال أهلك فيسكن إسرائيل آمناً وحده تكون عين يعقوب إلى أرض حنطة وخمر وسماؤه تقطر ندى طوباك يا إسرائيل، من مثلك يا شعباً منصوراً بالرب ترس عونك وسيف عظمتك فيتذلل لك أعداؤك وأنت تطأ مرتفعاتهم!!..
شاول والإجابة الإلهية
أدرك صموئيل عندما طلب الإسرائيليون منه ذلك، أن الشعب يقف على مفرق الطريق في أخطر تحول منه عن الله،.. الانتقال من الحكم الإلهي، إلى الحكم الملكي، أو الانتقال من الحكم الإلهي المباشر إلى الحكم الإلهي غير المباشر عن طريق ملك منظور، وما من شك بأن هناك فرقاً بارزاً بين الاثنين، فالأول أقرب إلى النظام الجمهوري بينما يتجه الثاني صوب النظام الملكي الوراثي، الأول يحصر فكره في الله كملك الأمة، وما القضاء والأنبياء إلا خدمه وممثلوه في القيادة وتدبير الأمور دون أن يكون لهم أدنى حقوق على الشعب، بينما يخضع الثاني للمك المنظور وما تفرضه الملكية من التزامات وفرائض!!.. وإذ أصروا على الطلب أجاب الله طلبهم وانتظارهم في شخص شاول،.. وقد كان شاول قمة انتظارهم، وإن كان من الواضح أن الرجل الذي كان ينشده الرب، كان شخصاً يختلف كل الاختلاف عن الصورة المرسومة في أذهانهم.. ولكنها عادة الله دائماً أن يعطي الإنسان حسب شهوة قلبه، وويل لمن له هذه الشهوة، التي تحجب رغبة الله الصحيحة، والتي يرفض أن يعطيها إلا لمن يطلبها بعمق التسليم لإرادته وحكمته.. كان شاول كما يريد الشعب:
الملك المهيب الطلعة
كان شاول الملك المهيب الطلعة، فإذا أخذنا الأمر بالقياس المادي، فهو أطول من كل الشعب من كتفه فما فوق، والجمال الجسدي هو أول ما يلفت النظر في الإنسان، وإن كان مرات كثيرة ما يكون السر الأكبر في خطأ تقييم الشخصية، رأى أحدهم اللورد لويد الذي قاد بريطانيا في الحرب العالمية الأولى، وكان قصير القامة،.. فقال له: إني أتعجب أن رجلاً مثلك يمكن أن يكون رئيس الوزراء لبلاد تأتي في الطليعة بين الأمم،.. ورد عليه اللورد لويد قائلاً: في بلادكم تقيسون الرجل من هامة الرأس إلى أخمص القدم، وفي بلادنا يقيسون الرجل من هامة رأسه وأسفل ذقنه،... أي أن القياس بالعقل لا بالطول الفارع المديد،.. ومع ذلك فالشعوب تؤخذ في العادة بالبنيان الجسدي، وكان شاول متميزاً من هذا القبيل.
الملك الوطني
على أنه -كان أكثر من ذلك- الملك الوطني الشجاع الذي يدرك معنى رسالة الملك بالنسبة لأمته، فإذا تعرض ناحاش العموني ليابيش جلعاد يريد أن يستعبدها ويذلها على نحو لم يسمع به في كل التاريخ، بتقوير العين اليمني لكل رجل فيها، وإذا بشاول يسمع ويرى بكاء أهل المدينة، فتثور فيه الكرامة الوطنية، وإذ هو يرسل نداءه إلى الأمة كلها، ويأخذ فدان بقر يقطعه ويرسله إلى كل تخوم إسرائيل بيد الرسل قائلاً: من لا يخرج وراء شاول ووراء صموئيل يفعل هكذا ببقرة فوقع رعب الرب على الشعب فخرجوا كرجل واحد وراءه، وهو يدافع عن يابيش جلعاد وينتصر لها، وهو يعيش الملك الوطني حتى يسقط مع أولاده الثلاثة على جبال جلبوع دون أن يتنكر للأمة أو يتخاذل عن قيادتها، مهما أحاطت به الظروف، أو تغيرت به الأوضاع!!.
الملك الديمقراطي
وهو يبدأ حياته الملكية، لا متعالياً على أحد، أو منتقماً من أحد، بل بالحري يطلبونه يوم التتويج، فيجدونه مختبأ بين الأمتعة وهو لا ينسى عندما يتحدث إليه صموئيل في أمر المملكة أنه بنياميني من أصغر أسباط إسرائيل، وأن عشيرته أصغر كل عشائر أسباط بنيامين، وهو يبدأ من القاع، ذهب باحثاً عن أتن ضالة، ليجد مملكة، وإذ يحتقره بنو بليعال لضآلة منبته، ويقولون كيف يخلصنا هذا؟ ويرفضون أن يقدموا له هدية، يصبح كأصم!!.. ولعلنا نلاحظ أنه من فرط الوداعة التي كان عليها أولاً، عندما سأله عمه عما حدث في لقائه مع صموئيل، أجابه: “أخبرنا بأن الأتن قد وجدت، ولكنه لم يخبره بأمر المملكة الذي تكلم به صموئيل”…
الملك الغيور
وهو فيما نقرأ عنه كان الملك الغيور الملتهب العاطفة الذي يقضي على العرافات، ويحاول تطهير المملكة منهن، والجبعونيين الذين قطع يشوع لهم عهداً،.. وإذ يدخل في معركة مع الفلسطينيين يلعن من يتذوق خبزاً حتى المساء قبل أن ينتقم منهم، وهو على استعداد أن يضحي بابنه يوناثان الذي خالف الأمر، وإذا تذوق شيئاً من العسل حمله بطرف النشابة، وكاد أن يقتله لولا أن افتداه الشعب من يده!!..
وهل يمكن أن ينتظر شعب من مليكه أكثر من هذه الخلال العظيمة، الملك المهيب الرائع المنظر، والوطني المتقد، والديمقراطي الوادع،.. والغيور الذي ينقب على مصالح الشعب، ويتقدم لمواجهته في الحرب أو السلم على حد سواء!!..
شاول والفرصة الذهبية
كان شاول من كل وجه يملك الفرصة الذهبية التي أتيحت له،.. لقد أعطاه الله، عندما أدار كتفه من عند صموئيل قلباً آخر، والله يعطي القلب الآخر على الصورة التي يشتهيها المرء أو يطلبها وعندما طلب داود "قلباً نقياً" غسله الله من الخطية البشعة التي تردي فيها وعندما طلب ابنه سليمان "قلباً فهيماً" أعطاه الله هذا القلب وليته طلب مع القلب الفهيم طلب أبيه، إذ أنه حكم مملكة بأكملها، وعجز في الوقت نفسه عن حكمة قلبه الذي مال وراء النساء الغريبة مع بنت فرعون من الموآبيات والعمونيات والصيدونيات والحثيات من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل: لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم، فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة... وكان في زمن شيخوخته أن نساءهن أملن قلبه وراء آلهة أخرى... وقد وضع صموئيل ثلاث علامات أمام شاول، هدية الثلاثة الرجال الذين سيلتقي بهم، ويأخذ منهم رغيفي خبز بعد أن يسلموا عليه، ومقابلة الزمرة من الأنبياء عند المرتفعة وأمامهم الرباب والدف والناي والعود، وهم يتنبأون، وسيتنبأ هو مثلهم، وسيتعجب الناس من تنبؤه وسيجيب آخرون بما سيضحى مثلاً بين الجميع: "أشاول بين الأنبياء" وسيكون الجواب: "ومن هو أبوهم"... والأمر الثالث أن الله سيعطيه قلباً آخر، وأغلب الظن أن شاول وقد امتلأ فكره بهذا الشيء العظيم المباغت الجديد، تحول ذهنه من الأتن الضائعة إلى المملكة الضائعة، والتي كان عليه أن يعيدها من قبضة المستعبدين الغاصبين، وكان قلبه مفعماً بهذا الإحساس، وإذ أدار كتفه من عند صموئيل أعطاه الله هذا القلب الآخر، الذي يحمل خواص الملك والقائد،.. وليس في هذا قليل أو كثير من حياة الولادة الجديدة، التي لم يكن يعرفها أو تدور في قلبه ومطلبه،... ومع ذلك فقد أعطاه الله الفرصة للارتفاع إلى ما هو أعلى وأسمى، بالنضمام إلى زمرة الأنبياء، والتي يعتقد أن صموئيل أنشأ مدرستها ليرفع من حياة الأمة، ويسمو بنقاوتها ورسالتها، وارتقى شاول إلى هذا المستوى وتنبأ بينهم،.. وقد أعانه في المعارك المتعددة التي واجهته: "وأخذ شاول الملك على إسرائيل وحارب جميع أعدائه حواليه موآب وبني عمون وآدوم وملوك صوبة والفلسطينيين، وحيثما توجه غلب وفعل ببأس وضرب عماليق وأنقذ إسرائيل من يد ناهبيه،... غير أن هذا كله لم يعط شاول القلب الجديد المولود ثانية من الله، وعندما استولت الخطية على هذا القلب ذهب مرة أخرى ليتنبأ وهو يطارد داود راغباً في قتله، ومن السخرية أنه ذهب إلى نايوت في الرامة، وهناك حل عليه روح وتنبأ هذه المرة وهو عار من ثيابه، ولسنا نعلم ماذا قال في نبوته، ولعله كان أشبه ببلعام بن بعور، أو قيافا رئيس الكهنة أو غيرهما ممن فصل الله في شخصياتهم بين النبوة والحياة، على أي حال أنها الفرصة الذهبية العظيمة، التي أعطاها له الله، كما أعطاها لواحد آخر بعد أكثر من ألف عام ليكون واحداً من الاثنى عشر، ومن الغريب أن كليهما انتهى إلى الليل الرهيب: "فقال شاول لعبيده: فتشوا على امرأة صاحبة جان فأذهب إليها وأسألها... وجاءوا إلى المرأة ليلاً"!!.. "فذاك لما أخذ اللقمة خرج للوقت وكان ليلاً"... أجل وفرصة الله إذ لم تقتنص وضاعت، تنتهي بصاحبها إلى الليل، إلى الظلمة الخارجية، إلى حيث يكون البكاء وصرير الأسنان!!.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قام عبيد شاول ووشوا بداود عند الملك شاول
الملك شاول
شاول الملك
مع شاول الملك
شاول الملك


الساعة الآن 05:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024