رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شاول والفرصة الذهبية كان شاول من كل وجه يملك الفرصة الذهبية التي أتيحت له،.. لقد أعطاه الله، عندما أدار كتفه من عند صموئيل قلباً آخر، والله يعطي القلب الآخر على الصورة التي يشتهيها المرء أو يطلبها وعندما طلب داود "قلباً نقياً" غسله الله من الخطية البشعة التي تردي فيها وعندما طلب ابنه سليمان "قلباً فهيماً" أعطاه الله هذا القلب وليته طلب مع القلب الفهيم طلب أبيه، إذ أنه حكم مملكة بأكملها، وعجز في الوقت نفسه عن حكمة قلبه الذي مال وراء النساء الغريبة مع بنت فرعون من الموآبيات والعمونيات والصيدونيات والحثيات من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل: لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم، فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة... وكان في زمن شيخوخته أن نساءهن أملن قلبه وراء آلهة أخرى... وقد وضع صموئيل ثلاث علامات أمام شاول، هدية الثلاثة الرجال الذين سيلتقي بهم، ويأخذ منهم رغيفي خبز بعد أن يسلموا عليه، ومقابلة الزمرة من الأنبياء عند المرتفعة وأمامهم الرباب والدف والناي والعود، وهم يتنبأون، وسيتنبأ هو مثلهم، وسيتعجب الناس من تنبؤه وسيجيب آخرون بما سيضحى مثلاً بين الجميع: "أشاول بين الأنبياء" وسيكون الجواب: "ومن هو أبوهم"... والأمر الثالث أن الله سيعطيه قلباً آخر، وأغلب الظن أن شاول وقد امتلأ فكره بهذا الشيء العظيم المباغت الجديد، تحول ذهنه من الأتن الضائعة إلى المملكة الضائعة، والتي كان عليه أن يعيدها من قبضة المستعبدين الغاصبين، وكان قلبه مفعماً بهذا الإحساس، وإذ أدار كتفه من عند صموئيل أعطاه الله هذا القلب الآخر، الذي يحمل خواص الملك والقائد،.. وليس في هذا قليل أو كثير من حياة الولادة الجديدة، التي لم يكن يعرفها أو تدور في قلبه ومطلبه،... ومع ذلك فقد أعطاه الله الفرصة للارتفاع إلى ما هو أعلى وأسمى، بالنضمام إلى زمرة الأنبياء، والتي يعتقد أن صموئيل أنشأ مدرستها ليرفع من حياة الأمة، ويسمو بنقاوتها ورسالتها، وارتقى شاول إلى هذا المستوى وتنبأ بينهم،.. وقد أعانه في المعارك المتعددة التي واجهته: "وأخذ شاول الملك على إسرائيل وحارب جميع أعدائه حواليه موآب وبني عمون وآدوم وملوك صوبة والفلسطينيين، وحيثما توجه غلب وفعل ببأس وضرب عماليق وأنقذ إسرائيل من يد ناهبيه،... غير أن هذا كله لم يعط شاول القلب الجديد المولود ثانية من الله، وعندما استولت الخطية على هذا القلب ذهب مرة أخرى ليتنبأ وهو يطارد داود راغباً في قتله، ومن السخرية أنه ذهب إلى نايوت في الرامة، وهناك حل عليه روح وتنبأ هذه المرة وهو عار من ثيابه، ولسنا نعلم ماذا قال في نبوته، ولعله كان أشبه ببلعام بن بعور، أو قيافا رئيس الكهنة أو غيرهما ممن فصل الله في شخصياتهم بين النبوة والحياة، على أي حال أنها الفرصة الذهبية العظيمة، التي أعطاها له الله، كما أعطاها لواحد آخر بعد أكثر من ألف عام ليكون واحداً من الاثنى عشر، ومن الغريب أن كليهما انتهى إلى الليل الرهيب: "فقال شاول لعبيده: فتشوا على امرأة صاحبة جان فأذهب إليها وأسألها... وجاءوا إلى المرأة ليلاً"!!.. "فذاك لما أخذ اللقمة خرج للوقت وكان ليلاً"... أجل وفرصة الله إذ لم تقتنص وضاعت، تنتهي بصاحبها إلى الليل، إلى الظلمة الخارجية، إلى حيث يكون البكاء وصرير الأسنان!!. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عرفة والفرصة الضائعة |
صيبا والفرصة الذهبية |
بارع والفرصة الأخيرة |
الشاب الغني، والفرصة الضائعة |
الشاب الغني والفرصة الضائعة |