ما قصة الصور والتماثيل في الكنيسة ؟
السؤال
جاء في سفر التثنية 5 عدد 8 : لا تصنع لك تمثالا منحوتا ، ولا صورة ما مما في السماء من فوق ، وما في الأرض من أسفل ، وما في الماء من تحت الأرض . لا تسجد لهن ، ولا تعبدهن لأني أنا الرب إلهك غيور. . وجاء في تثنية 4 عدد 15 : فَاحْذَرُوا لأَنْفُسِكُمْ جِدّاً، فَأَنْتُمْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً مَا حِينَ خَاطَبَكُمُ الرَّبُّ فِي جَبَلِ حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. لِئَلاَّ تَفْسُدُوا فَتَنْحَتُوا لَكُمْ تِمْثَالاً لِصُورَةٍ مَا لِمِثَالِ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ . وفي سفر اللاويين 26 عدد 1 .. لاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ أَصْنَاماً، وَلاَ تُقِيمُوا لَكُمْ تَمَاثِيلَ مَنْحُوتَةً، أَوْ أَنْصَاباً مُقَدَّسَةً، وَلاَ تَرْفَعُوا حَجَراً مُصَوَّراً فِي أَرْضِكُمْ لِتَسْجُدُوا لَهُ
هذه هي نصوص توراتية وردت في النهي عن عمل الصور والتماثيل وعن عبادتها ، والسجود لها . ولا شك أن التوراة تعتبر كتابا مقدساً لدى المسيحيين ، بالإضافة إلى أن العهد الجديد خال من هذه البدعة ، لكن يأبى النصارى إلا مخالفة شريعة الله والجري وراء أهوائهم ورغباتهم ، فيدخلون شعيرة تقديس الصور والتماثيل والفطيرة والخمرة – وهي شعيرة وثنية – ضمن شعائرهم ، شأنها في ذلك شأن كافة الشعائر والبدع التي اقتبسوها عن الوثنين . أكثر النصارى يسجد للتصاوير في الكنائس . وهو من كفرهم . وأي فرق بين عبادة الأصنام والسجود للتصاوير .. وإذا زرت - عزيزي القارىء - كاتدرائية القديس بولس في لندن أو كنيسة القديس بطرس في روما ، فإنك لا تكاد تفرق بينهما وبين معبد ( سومناث ) في الهند ! والسؤال هو : لماذا تخالفون نصوص العهد القديم وتحلون لأنفسكم بناء الأصنام والصور في الكنائس والسجود لها ؟
الإجـــابة
هناك فارق كبير بين عبادة الصورة، وبين الاعتزاز بصاحب الصورة، فأنا أضع صورة لأبي في بيتي، فهل معنى هذا أني أعبده؟
كثيرون يضعون الصور بهدف الاعتزاز بصاحب الصورة وليس بهدف العبادة، وهم هنا لم يخرجوا عن سياق النص ... فماذا يقول النص؟
يقول في خروج 20: 5 "لا تسجد لهن، ولا تعبدهن لأني أنا الرب إلهك غيور"
فالهدف هنا هو عدم العبادة والسجود، ونحن نضع هذا نصب أعيننا، أما إذا كان الهدف هو العبادة فأنت معك كل الحق، للرب الهك تسجد وإياه وحده تعبد.
عندما حدثت مشكلة وتمرد شعب إسرائيل ثم صرخوا إلى الله طالبين أن يرفع عنهم القصاص، طلب الرب من موسى أن يصنع تمثالاً لحية من النحاس. لم يكن الغرض من هذه الحية النحاسية أن يعبدها الشعب، ولكن أن ينظروا لها عندما تلسعهم الحيات، فيشفوا من المرض الذي ألمَّ بهم. كان هذا الأمر بمثابة معجزة، ولكننا نفهم منه أنه من الممكن عمل مسبوكات طالما ليس بغرض العبادة، وقد فعل شعب إسرائيل هذا، ولكن عندما حاد الشعب عن الطريق وتحول استخدام هذه المسبوكة إلى وسيلة للعبادة دمرها أحد ملوك اسرائيل ... ومن هذا النص التوراتي نرى أن الهدف الأساسي هو ألاّ نعبد هذه المسبوكات. وبالتأكيد إذا خرج النطاق عن مجرد التزيين والاعتزاز وجب علينا ألاّ نضع هذه التماثيل في دور عبادتنا.