رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل اختبرت الفشل ؟ فقد سمح الرب لبطرس أن يجتاز في مدرسة الفشل على مراحل: 1 - فشل في مهنته: ذهب ليتصيد وإذا ببطرس الصياد الماهر يتعب الليل كله ولم يمسك شيئًا (يو 21) وكانت يد الرب وراء ذلك. أليس هذا ما يحدث لنا في أشغالنا الزمنية، عندما نفتخر بما أنجزناه أو ننسب نجاحنا لفهمنا وذكائنا غير معترفين بأفضال الرب مصدر كل عون فمن ثم تتخلى عنا نعمة الرب إلى حين ويسمح الرب بالفشل. 2 - فشل في موهبته: كان الرب قد سبق وقال لبطرس: من اليوم تكون صياداً للناس ويبدو أن بطرس شعر في نفسه بأهميته في هذا المجال وإذ وُضع في الغربال وسقط (قَطع أذن ملخس ثم الإنكار) قال "أنا أذهب لأتصيد" مُعلناً أنه لا يصلح لهذه الخدمة الشريفة (يو21). 3 - فشل في محبته للرب: قال وهو واثق في محبته للرب "وإن شك فيك الجميع أنا لا أشك أبداً" لكن عندما اختبرت هذه المحبة أنكر الرب هو وحده دون الجميع. أليس هذا ما يحدث معنا عندما ننشغل بمحبتنا للرب دون انشغالنا بمحبة الرب لنا وننسى أن محبتنا له ما هى إلا صدى لمحبته. 4 - فشل في تبعيته للرب: عندما قال للرب "أنا مستعد أن أمضي معك إلى السجن وإلى الموت"، وقال أيضًا في مرة سابقة "ها نحن قد تركنا كل شىء وتبعناك"، وعندما امتُحنت هذه التبعية بحوادث الصلب عندئذ تبع بطرس الرب من بعيد. 5 - فشل في اقتراحاته: كان الرب في مشهد تجلي موسى وإيليا وهما في مجد وكانا يتكلمان عن الصليب (لو 9: 30و31) كان بطرس ورفاقه نيامًا لسبب التعب وعندما استيقظوا ورأوا المشهد إذ ببطرس يقترح اقتراحاً "جيد يا رب أن نكون ههنا فلنصنع ثلاث مظال لك واحدة ولموسى واحدة ولإيليا واحدة". ونتيجة هذا الاقتراح رد الآب غيرة على مجد ابنه بالآتى "هذا هو ابنى الحبيب الذي به سُررت، له وحده اسمعوا" وأُخفي من المشهد موسى وإيليا. فجاءت سحابة نيرة وظللتهم، وكأن الآب يرد على بطرس: أنا الذي أصنع له المظلة وليس أنت. ربما الذي ساعد بطرس على ذلك اقتراحاته السابقة وثقته فيها. أليس هذا ما يحدث معنا إذا كان المحيطون بنا يثقون في آرائنا واقتراحاتنا ويأتون إلينا للمشورة؟ هذا يجعلنا نثق في آرائنا واقتراحاتنا والخوف كل الخوف من أن لا ننسبها لمصدرها (روح الحكمة والإعلان) بل ننسبها لذواتنا وهذه هى الأنا. 6 - فشل في إيمانه: في حادثة البحر المضطرب عندما الزمهم الرب أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر، كان هذا امتحان لإيمانهم وكانوا بمفردهم معذبين في البحر. أتى إليهم الرب ماشيًا على الأمواج فلما رأوه ظنوه خيالاً، ومن الخوف صرخوا فقال لهم يسوع "أنا هو لا تخافوا". فرد بطرس "إن كنت أنت هو فمرنى أن آتي إليك ماشياً على الماء" فقال له الرب "تعال". فنزل بطرس ومشي على الماء. ربما فكر في نفسه وقال أنا أفضل من الآخرين لأنه ربما لو لهم الإيمان في قلوبهم مثلي لطلبوا ذات الطلبة وكنا مشينا جميعاً في صحبة السيد على الأمواج. وفى ظل المشغولية بنفسه والمشغولية بالآخرين والمشغولية بالظروف المحيطة خاف وابتدأ يغرق فصرخ "يا رب نجنى". وفى الحال مد يسوع يده وأمسك به قائلاً: "لماذا شككت يا قليل الإيمان"؟ أليس هذا ما نختبره عندما ننشغل بما أعطاه الله لنا من مواهب، ولا نُقدر مَا أعطاه الله للآخرين ونحاول الاستفادة منه لذلك يؤدبنا الرب خوفاً علينا فنجلس أمام كلمة الله ولا نجد حتى التعزية ولا اللمسات التي كنا نختبرها أمام الكلمة وفى وقوفنا أمام الرب في الصلاة لا نجد التعزية فنصرخ في أعماق قلوبنا وفى قرارة نفوسنا إننا أضعف الكل. 7 - فشل في شجاعته: لاشك أن المواقف التي ذُكرت عن بطرس في كلمة الرب لا تركز فقط على كونه متسرع بل تذكر أنه كان شجاعاً. وربما لكثرة المواقف التي اجتاز فيها وثق في شجاعته. فعندما تُرك لنفسه وجلس وسط الجواري والعبيد نجد بطرس يسمع ما يقولونه عن سيده دون أن يدافع بكلمة واحدة وهذا إنكار قبل الإنكار، وعندما واجهوه بالأسئلة أنكر أنه يعرف هذا الرجل. أين إذاً شجاعتك يا بطرس؟ مما سبق يتضح لنا مراحل الفشل المتكررة من جهة: موهبته، مهنته، محبته، إيمانه، شجاعته، اقتراحاته، تبعيته. تفرَّغ بطرس من الأنا تمامًا وذهب بعيدًا قائلاً "أنا أذهب لأتصيد" وكأنه يقر أنه لا يصلح بعد لشيء. في هذا الوقت ذهب إليه الرب ليقول له "أتحبني"؟ أرع غنمي. وكم كان استخدام الرب له رائعاً في سفر الأعمال لكن بعد أن تفرغ من الأنا. لكن ما اعظم الهنا يصنع من الفاشلين ناجحين مستخدمين |
|