رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
برنابا المختفى والمنكر لذاته على أن الأمر الأروع فى قصة الرجل ، ليس مجرد مساندة بولس فى أورشليم ، حتى يأخذ مكانه ويقف على قدميه ، بل الإتيان ببولس من طرسوس إلى أنطاكية . ولنسمع ما يقوله ج . د . جونز فى هذا الصدد : « من العلامات الحقيقية لكرم النفس الخلو من الغيرة ، ويمكن أن يقال عن المرء إنه ممتلئ نعمة إذا أمكن ألا يغار من غيره أبداً ، وقد كان برنابا كريماً إلى درجة أنه لم يعط للغيرة مكاناً ما فى قلبه ، ... فعندما ذهب إلى طرسوس ليحضر بولس كان يفهم جيداً معنى ما يعمل ، إنه يعلم أن بولس أقدر منه وأقوى ، وعندما يأتى بولس إلى أنطاكية ، لابد أن ينتزع مركز الصدارة ، ويأخذ على الفور المكان الأول ، ولكن الرجل لم يكن يعنى بذلك بل كان كل ما يعنيه ويهمه هو نجاح العمل وتقدم الخدمة ، ولعل هذا أقوى برهان على ما فى الرجل من صلاح ، فما أكثر ما يأخذ الحسد سبيله حتى إلى أفاضل الناس وأكمل القديسين » ... كان وليم جاى واعظاً إنجليزياً مشهوراً ، وعندما ضعف ، طلبوا له من يساعده ، فأجاب : أيها الأصدقاء ، إننى ومساعدى سنركب حصاناً واحداً وسيركب أحدنا فى الأمام والآخر فى الخلف ، وأنا لا أسمح لواحد أن يركب أمامى !! ... كان جبسى سمث يتعجب من أن صديقه كوليير يسمح لغيره من الخدام والمساعدين أن يتناوبوا العمل معه دون أن يغار البتة أو يرى فى ذلك ضيراً على مركزه وجاءه الجواب : يا جبسى أنا لملكوت اللّه ، والملكوت هو الذى يهم ، وفى اللحظة التى أرى فيها رجلاً أكبر منى ولو ربع بوصة ويستطيع أن يؤدى العمل أفضل مما أوديه ، فأنا على استعداد أن أحمل سترته ، وأن أظل خلفه حتى يتمم هذا العمل !! .. وإذا كان دانتون قد قال فى أيام الثورة الفرنسية: «لأهلك إذا كان فى هذا خلاص فرنسا » ... فماذا يمكن أن نقول تجاه النفوس الهالكة التى أعطانا اللّه أن نكون مسئولين عن رسالة الخلاص بالنسبة لها !! .. يقول ألكسندر هوايت فى هذا الصدد : « فى كل معارف برنابا من الرجال لم يكن هناك سوى رجل واحد يستطيع أن يواجه الحالة المستعجلة فى أنطاكية ، وبرنابا يعرف ذلك تماماً ، وشاول شاب أصغر منه نسبياً ، وليس من السهل أن يثق فيه الكثيرون لأنه غير معروف ، ولكن برنابا سيأخذ على نفسه المسئولية البالغة بل المخاطرة بإحضار بولس من طرسوس إلى أنطاكية ، وهو سيفعل ذلك دون أن يستشير الإخوة فى أورشليم ، ومع أنها مخاطرة كبيرة لكنه سيتحملها على مسئوليته وقلبه وضميره ، .. وتوجد لحظات حاسمة فى حقل الخدمة عندما يتحمل إنسان كافة النتائج وهو يقرر بحزم ما ينبغى أن يكون ، دون مبالاة بنقد أو مديح ، ... ولم يأخذ برنابا مشورة أحد وهو يدعو بولس من طرسوس ، وكان أشبه بوليم فارل عندما دعا كلفن إلى الخدمة فى جنيف . يقول كلفن : لقد تركت فرنسا متجها إلى ألمانيا لغرض التمتع بالراحة التى كنت فى أشد الحاجة إليها ، والانزواء فى ركن خفى حسبما كنت أحلم ، ولكنى لم أستطع الاختباء لأن وليم فارل دعانى إلى جنيف ، وهو لم يفعل ذلك بالنصيحة وبالإقناع ، بل باللعنة القاسية التى أحسست كما لو أن اللّه ذاته يصبها علىَّ من السماء . ويده القوية تمسكنى ... وقد فعل ذلك بعد أن علم ما فى قلبى من رغبة الركون إلى دراستى الخاصة ، والتى أردت معها أن أنصرف عن كل ما يشغلنى ، ولما لم تجد أية محاولات معى للإقناع . تحول إلى لعنة أنانيتى فى هذه الدراسة إذا كنت أرفض الذهاب إلى جنيف التى تحتاج منى إلى خدمة كبيرة ... وأنه لشئ عجيب أن تبحث من القلب عن إنسان يتفوق عليك فى المواهب وتسعى إلى طرسوس من أجله ، وتأتى به إلى أنطاكية !! .. وأنا شخصياً أود أن تكون لى نعمة برنابا أكثر من عبقرية بولس ، الرجل الذى سيضعنى فى الظل ، ومع ذلك أسعى إليه وأدعوه من أجل الخدمة العزيزة المباركة المقدسة !! » . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فما هو السر المختفي وراء غيظ يونان النبي؟ |
يوسف الرامى التلميذ المختفى |
البحر المختفي |
تفاصيل العثور على عضو «المحاسبات» المختفي |
الاسكندرية تتصدى لجماعة الأمر بالمعروف والنهي والمنكر |